بالصالون الثقافي لنادي طلعت حرب.. فنانون يؤكدون تقدم وإصلاح مسار الدراما في مصر
أقام نادي طلعت حرب صالونه الثقافي تحت عنوان "القوى الناعمة وبناء الإنسان"، أمس الأربعاء، في القاعة الرئيسية بالنادي، وتحدث في الصالون الفنان طارق الدسوقي، والفنانة نهال عنبر، والدكتور أشرف عبد الرحمن أستاذ النقد الفني بأكاديمية الفنون، والصحفية والناقدة الفنية ولاء جمال، وأدارت الصالون الناقدة الفنية الدكتورة ناهد عبد الحميد عضو اتحاد كتاب مصر. وذلك تحت رعاية الأستاذ محمد الأتربي رئيس نادي طلعت حرب ورئيس اتحاد البنوك العربية، .
في البداية رحب محمد بيومي مدير النشاط الثقافى بالنادي، بضيوف المنصة والحضور، وأوضح الدور الهام الذى يقوم به النادي في نشر الوعي الثقافى وبناء الإنسان، من خلال الندوات ومعارض الكتاب والحفلات الفنية، وشارك المتحدثين وقيادات النادي فى توجيه الشكر والتقدير لوكيل وزارة الإعلام السابق وشيخ المترجمين الأستاذ حسن هويدي.
وقالت الدكتورة ناهد عبد الحميد، إن روافد القوى الناعمة كثيرة جدا وهى المقابل للقوى الخشنة أو القوى العسكرية، وإن كانت القوى العسكرية تقوم فى أحيانا كثيرة ببعض أعمال أدوار القوى الناعمة، من خلال ماتقوم به الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة من ندوات تثقيفية عن الثقافة والفنون والأفلام التسجيلية والوثائقية، والقوى الناعمة المصرية دائما وأبدا فاعلة وحاضرة وواثقة فى كل زمان ومكان، وقدمت أعمال درامية هادفة منذ أكثر من 60 عاما، وكانت الدراما المصرية تحتل المرتبة الأولى فى الشاشات العربية، فالقوى الناعمة المصرية تحمل رسالات بين أفراد المجتمع وبين الانسانية بشكل عام، لأنها متداخلة ومتشابكة فى كل محاور حياتنا، واليوم نتحدث ونتحاور حول القوى الناعمة ودورها فى بناء الإنسان فى ظل الجمهورية الجديدة، مع نخبة من روافد القوى الناعمة ضيوف المنصة والسادة الحضور .
وأكدت الفنانة نهال عنبر، أن الفن منذ قديم الزمن لديه رسايل كبيرة فى مختلف المجالات، سياسية واجتماعية وأخلاقية ودينية، فمن خلال الدراما التليفزيونية مثلا يتم توجيه رسايل للقيم والأخلاقيات المصرية الأصيلة لجميع أفراد الأسرة، وأشارت إلى أن هناك أحيانا مايعوق دور القوى الناعمة بدورها، وهى القنوات المفتوحة والموجهة من خلال الإنترنت، التى تعطى معلومات خاطئة وغير حقيقية لأجيال عديدة، وفى فترة سابقة كثرت فيها مشاهد العنف وغيرها من المشاهد السيئة، تواجد العنف فى الشارع المصرى، وهنا كان لحزم القيادة السياسة لكل هذه الرسايل السلبية على المجتمع، الفضل فى إسترجاع الرسايل الدرامية الهادفة والإيجابية التى تحمل القيم الأخلاقية والمجتمعية والوطنية والدينية للأسرة المصرية.
وقال الفنان طارق الدسوقى، إنه تقع على الممثل مسئولية كبيرة فى اختيار العمل الفنى، فهو أداة التوصيل الحقيقية للرسالة ووجهة النظر إلى المشاهد، لذا يجب على الممثل أن يكون على قدر من الوعى والثقافة والنضج، وقدم الدسوقى روشتة مقترحة لاستثمار القوى الناعمة المسئولة عن صياغة وتشكيل عقول الأفراد ووجدانهم والتأكيد على هوية الانسان، جاء فى مقدمتها تكاتف جميع المؤسسات والوزارات فى الدولة على أن يدمن الفرد الثقافة ويتعاطى الفن بمختلف أشكاله فى كل ربوع مصر من خلال إعادة النشاط الفنى والثقافى والرياضى بالمدارس والجامعات والشركات والنقابات والنوادى، وتشغيل مراكز الشباب فى النشاط الثقافى والفنى بجانب النشاط الرياضى، وإصدار قانون يلزم بضرورة بناء دار عرض سينمائى ومكتبة فى المدن الجديدة، ووضع مواصفات للمنتج الفنى والثقافى الذى يقدم بشكل يلائم المرحلة.
من جانبها قالت الصحفية والناقدة الفنية ولاء جمال، إن مصر محظوظة بكوكبة كبيرة من الفنانين المثقفين، الذين لديهم القدرة بحق على خدمة الوطن من خلال اختيار سيناريوهات لأعمال فنية هادفة، فالسيناريو هو عمود العمل الفنى، وذكرت العديد من أسماء الكتاب المهمومين بقضايا الوطن أمثال "محمد جلال عبد القوى، أسامة أنور عكاشة، محفوظ عبد الرحمن، ويوسف الجندى، محمد صفاء عامر، وحيد حامد" وغيرهم، الذين سجلوا أعمالا فنية خالدة مازالت تحتل مكانة كبيرة لدينا، وأضافت أن وجود عدد كبير من صناع الدراما يخلق مناخ تنافسى ينتج عنه أعمال فنية جيدة، كما أشارت إلى أن سبب إقبال الشباب المصرى على الدراما الهندية أو الكورية، هو إظهار مجتمعهم بشكل جميل وجيد حتى وإن كانت الفئة التى يتحدث عنها العمل الدرامى فقيرة، وهذا مالا تعكسه الدراما المصرية فى كثير من الأحيان.
وعن الدراما والموسيقى قال الدكتور أشرف عبد الرحمن، إنه في الماضى منذ أن رفعت الدولة يدها عن الإنتاج الفنى، ودخل القطاع الخاص هذا المجال، حدث نوعا من التدهور فى الدراما والأغانى بشكل واضح وصريح وظهر تأثيره بعد سنوات، فما يظهر من عنف أحيانا الآن فى الشارع المصرى هو نتاج هذه الفترة، ولكن منذ مايقرب من ثلاث سنوات لعبت الدولة دورا كبيرا جدا من خلال الإنتاج الفنى، وتوجيه القطاع الخاص بضرورة وجود دراما هادفة، إلى جانب إصدار المجلس الإعلى للإعلام وأيضا الهيئة الوطنية للإعلام، قرارات بفرض غرامات على القنوات التى تعرض أعمال درامية تتضمن ألفاظ خارجة، تصل قيمتها إلى 250 ألف جنيه عن كل لفظ، فهناك تقدم وإصلاح كبير جدا فى الدراما من حيث المحتوى والنوعية، وفن الموسيقى والغناء هو الأسرع انتشارا والأكثر تأثيرا من أى نوع فنى آخر، لذا لابد من نوافذ أخرى لعرض الفن الجيد تطرد النوافذ التى تعرض الفن الهابط.
وقدم مطربا الأوبرا الفنانان "مصطفى النجدى وندى السيد"، باقة من أجمل أغانى زمن الفن الجميل لكبار نجوم الطرب فى مصر منها أغنية "لولا الملامة لوردة، ألف ليلة وليلة لكوكب الشرق أم كلثوم، أمانة عليك ياليل طول لكارم محمود، عيون القلب لنجاة"، وفى ختام الندوة كرم النادى السادة ضيوف الملتقى، وأهدى لهم درع النادى من الدكتور أحمد النعماني عضو مجلس إدارة النادى، بحضور الأستاذ شريف خليل المدير التنفيذي للنادي، الأستاذ كمال أبو عيطة وزير القوى العاملة الأسبق، والدكتورة رانيا يحيى رئيس قسم فلسفة الفن وعلومه بالمعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون، وعدد كبير من رجال الصحافة والإعلام.