بديع خيرى أحبه المسيحيون والمسلمون بنفس القدر
بديع خيري، المولود في مثل هذا اليوم من العام 1893، بينما تذكر موسوعة “الويكيبيديا”، أنه مولود في السابع عشر من أغسطس 1893.
وبحسب حفيدة بديع خيري، المخرجة عطية عادل خيري ــ ابنة الفنان عادل خيري، نجل بديع خيري ــ فإن تاريخ ميلاد جدها هو الثامن عشر من أغسطس وليس السابع عشر، وهو ما يؤكد عليه أيضا الكاتب الروائي خيري شلبي في المقال الذي نشره عن بديع خيري بمجلة نصف الدنيا تحت عنوان “نقيب السفارتة”، يذكر فيه أن بديع خيري مواليد 18 أغسطس.
وفي نفس المقال يذهب “شلبي” إلى أن بديع خيري: “سمته لشدة مصريته وفرط أصالته لا يقيم أدنى فرق بين المسلم والمسيحي، فملامحه قبطية صرفة، يعني مصرية، ويعلم الجميع أنه مسلم الديانة أبا عن جد واسمه ”بديع عمر خيري"، أبوه المباشر اسمه “عمر”. ولكن يبدو أن اختفاء اسم عمر من بين مفصلي الاسم تمشيا مع الشهرة ليصبح بديع خيري علما من أعلام مصر، قد أضفى على شكل بديع خيري مزيدا من المظنة القبطية خاصة وأن ملامح وجهه تستقطب ملامح جميع الأقباط في جميع أنحاء مصر وتحتضنها وتحتويها بحنان وتبتل. ظن الكثيرون من العامة أنه مسيحي مصري، فتمازجت فيه الإيحاءات، أحبه المسيحيون والمسلمون بنفس القدر من الإجلال وتباروا في تقدير المكانة التي أنزلوه في قلوبهم جميعا.
ــ حفيدة بديع خيري تروي ذكرياتها معه
تروي المخرجة عطية عادل خيري، ذكرياتها مع جدها والعلاقة التي جمعته مع نجيب الريحاني، وهي الشهادة التي سجلتها الكاتبة زينب عبد اللاه في كتابها “في بيوت الحبايب”، والصادر عن الدار المصرية للنشر.
تقول “عطية”: جمعت الريحاني وبديع خيري علاقة صداقة وأخوة كبيرة ولم يختلفا أبدا، حتى أن نجيب الريحاني سمى ابن شقيقه “بديع” على اسم صديقه.
قام بديع خيري ونجيب الريحاني بتمصير عدد من الروايات والقصص الأجنبية وتقديمها على المسرح، وقال بديع خيري في أحد لقاءاته: “اقتبسنا مسرحية ”السكرتير الفني" من مسرحية فرنسية، وعملناها على طريقتنا وأضفنا إليها شخصيات مثل المعلم بائع السمك والشيخ خميس، وجاءت فرقة من فرنسا وشاهدت المسرحية وطلبت ترجمتها حتى يقدموها على مسارحهم فضحكت أنا والريحاني واندهشت الفرقة عندما علمت أنها بالأساس مسرحية فرنسية".
ــ حكاية السكرتير الفني مع الجنيه المصري
وتضيف عطية عادل خيري: تعرض بديع خيري والريحاني لبعض الخسائر خلال مسيرتهما الفنية، فبعض المسرحيات التي توقعا نجاحها لم تنجح ومنها مسرحية السكرتير الفني عندما قدماها لأول مرة.
وعن هذه الواقعة حكي بديع خيري أنه والريحاني قدما رواية “السكرتير الفني” أول مرة تحت اسم “الجنيه المصري”، وكان يعتقدان أنها ستحقق نجاحا كبيرا، ولكنهما صدما لعدم نجاحها حتي أن الإيراد وصل إلي 6 جنيهات في الوقت الذي كان إيجار المسرح فيه 22 جنيها".
لم يستسلم بديع خيري ونجيب الريحاني للخسارة، وأصر الريحاني بعد 10 سنوات من إعادة تقديم الرواية قائلا: “أنا متغاظ وبيني وبين الجمهور تار ولازم أعيد الرواية وتنجح”، فأصر بديع خيري علي تغيير اسم المسرحية وسماها “السكرتير الفني” وحققت نجاحا مذهلا بعد عرضها للمرة الثانية.
وتلفت حفيدة بديع خيري، المخرجة عطية عادل خيري إلى أنه: “ورغم التنافس بين علي الكسار ونجيب الريحاني، كتب بديع خيري روايات لمسرح الكسار ولم يغضب الريحاني. وفي ذلك قال بديع خيري: “كانت هناك 8 مسارح قوية تتنافس فيما بينها، وكان هناك نهضة ومنافسة كبيرة بين الريحاني والكسار، وكانت المبارزة حتي في أسماء المسرحيات التي يرد بها كل منهما علي الآخر، فمثلا يقدم الكسار رواية ”راحت عليك" فيرد الريحاني برواية “ولو”.
وتضيف حفيدة بديع خيري: كتب بديع خيري أهم السيناريوهات للسينما، فكتب للسينما الصامتة فيلم “المانجبان”، كما كتب أول فيلم عربي ناطق يتحدث عن الحارة المصرية وهو فيلم “العزيمة” أحد أهم الأفلام المصرية، حيث كانت الأفلام تتحدث عن الطبقة الأرستقراطية فقط.