أمين مجمع البحوث الإسلامية: علينا أن نتكاتف لتضييق الخناق على المتطرفين ومحاربتهم فكريا
قال الدكتور نظير عياد - الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن خطورة الغلو والتشدد تكمن في أنها تدفع المغالي في أفكاره إلى عدم الاندماج في المجتمع، وبالتالي حدوث فجوة بين أفكاره وبين مجتمعه، فيجنح إلى إصدار الأحكام على الآخرين، ويأخذ على عاتقه مهمة نشر أفكاره وفرض مايراه صوابا باليد، وهذا يؤدي إلى تأجيج الخلافات، وظهور العنف والتشدد والتطرف في المجتمعات.
و أكد فضيلته، أنه علينا أن نتكاتف من أجل نشر الوعي الديني الصحيح، وذلك يتأتى من تكاتف الجميع من أجل تضييق الخناق على المتطرفين بحيث لا يجدون لهم منفذا يستطيعون من خلاله الانتشار ولن يتم ذلك إلا بنشر الدين الصحيح.
جاء ذلك خلال فعاليات المحاضرة العلمية التي ألقاها بعنوان: "الدعوة لهجرة المجتمعات عرض ونقد"؛ لعدد من باحثي الدكتوراة والماجستير والطلاب الوافدين، من دول؛ باكستان والهند وبنحلاديش وأفغانستان، وذلك بمقر المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف.
وأوضح الأمين العام لمجمع البحوث، أن هناك عدة أسباب أدت إلى انتشار الغلو والتطرف أبرزها: القراءة الانتقائية، وهي (محاولة اقتطاع النص من سياقه مما يؤدي إلى الخطأ في الفهم)، وهذا يؤدي إلى مخاطر بوصف الدين بما ليس فيه، مما يفتح أبوابا للطعن في هذا الدين، موضحًا ان أمثال هؤلاء يريدون طرح أجندات معينة لخدمة مصالحهم الخاصة.
وأضاف، أن الأمر الثاني يتمثل في الهوى الشخصي أو الانطلاق من خلفية فكرية سابقة، فعند التعامل مع النص لابد من التجرد من المعارف السابقة، والتحري في التزام الموضوعية، موضحا أن محاولة إسقاط المعرفة الفكرية السابقة قد يجعلك تجنح إلى أهواء فتصبح الأحكام غير مستقيمة وغير صحيحة، الأمر الثالث يتمثل في (القراءة الناقصة)، ومردها إلى محاولة إسقاط تفسير معين أو تبني رأي بعينه، دون الدراية الكاملة بأسباب النزول ووجوه القراءات ومعرفة المحكم والمتشابه والمطلق والمقيد وغيرها، مؤكدًا ضرورة أن يكون الشخص ملما بالنص وأسبابه وخلفياته.
وأشار عياد، إلى ان أحد أهم أسباب الغلو أيضا ( النظرة الجزئية)، الانطلاق من تبني مذهب واحد ينظر إليه على أنه الصواب المطلق، وهذا خطأ؛ لأنه لابد من النظرة الشمولية التي تنظر لجميع المذاهب والأحكام وتأخذ منها، وهذا التنوع يدل على سماحة الدين الإسلامي.
وقال فضيلته: علينا ألا نترك المجال لهذه الجماعات المتطرفة، لينشروا سمومهم وفساد أفكارهم، مؤكدا على أهمية دور الدعاة في محو الأمية الدينية، من خلال تبني أحدث الأساليب لمواكبة العصر، وإظهار خطر هذه الجماعات وتفنيد شبهاتهم ودحضها، وتصحيح المفاهيم التي ينشرها المتطرفون.