بعد زيارة الكونجرس.. هل يتجدد الصراع بين أمريكا والصين بسبب تايوان؟
وصل وفد من الكونجرس الأمريكي إلى تايوان، اليوم الإثنين، في رحلة تستمر لمدة يومين، يلتقون خلالها برئيسة تايوان تساي إنج وين، وهي ثاني مجموعة رفيعة المستوى تزورها في ظل توترات عسكرية بين الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي والصين.
أزمة زيارة نانسي بيلوسي تتكرر
ووفقًا لمراقبين، فإن الزيارة التي يجريها الكونجرس، قد تكرر من الأزمة التي أثارتها زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان، في وقت مبكر من الشهر الجاري، لاسيما بعد تبادل الاتهامات بين الجانب الصيني وأمريكا.
وعلقت وزارة الدفاع الصينية، اليوم الإثنين، على زيارة وفد من أعضاء الكونجرس الأمريكي إلى تايوان، واعتبر المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع وو تشيان، أن هذه الزيارة تنتهك بشكل خطير مبدأ "الصين الواحدة"، وأحكام البيانات الثلاثة المشتركة بين الصين والولايات المتحدة.
وقال المسؤول الصيني: إن "الزيارة تنتهك سيادة بلاده وسلامة أراضيها، وترسل إشارات كاذبة إلى القوى الانفصالية التي تدعو إلى استقلال تايوان".
وأضاف أنها: "تكشف تمامًا وجه الولايات المتحدة على أنها مدمرة للسلام والاستقرار في مضيق تايوان"، مشددًا على أن تايوان جزء من الصين ويجب ألا تتدخل القوى الأجنبية في هذا الأمر".
كما حذر وو تشيان "الولايات المتحدة والحزب الديمقراطي التقدمي التايواني من أن محاولات السيطرة على جمهورية الصين الشعبية بمساعدة تايوان محكوم عليها بالفشل، الاعتماد على الولايات المتحدة من أجل الاستقلال يعتبر انتحارًا".
الصين تحذر أمريكا مجددًا
وكان المبعوث الصيني الخاص لشبه الجزيرة الكورية، ليو شياو مينج، قد حث، أمس الأحد، أمريكا على وقف التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد والالتزام بسياسة "صين واحدة"، وذلك بعد زيارة وفد الكونجرس الأمريكي لتايوان.
وكتب ليو شياو مينج في تغريدة علي "تويتر": "هذه خطوة خطيرة للغاية تشبه اللعب بالنار، ومن يلعب بالنار سيحرق بها، ونحن نحث الدول المعنية على الالتزام بسياسة "الصين الواحدة”، والتعامل بشكل صحيح مع قضايا تايوان، ووقف التدخل في الشؤون الداخلية لبكين".
وأضاف أن أي شخص يحاول منع "إعادة توحيد الصين" سيواجه "سورًا فولاذيًا عظيمًا" صنعه أكثر من 1.4 مليار شخص في البلاد.
زيارة مثيرة للشكوك
ووصفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، الزيارة التي قام بها أمس مجموعة من النواب الأمريكيين إلى تايوان للقاء الرئيسة التايوانية تساي إنج وين، بأنها أحدث تطور يثير تساؤلات حول نوايا الولايات المتحدة فيما يتعلق بعلاقة الجزيرة مع الصين.
وذكرت الصحيفة الأمريكية، أنه من المرجح أن تجدد الزيارة من التوترات، بعدما قامت الصين بتطويق الجزيرة بمناورات عسكرية بالذخيرة الحية ردًا على زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي في وقت سابق من هذا الشهر.
وقالت الصحيفة إن وفد الكونجرس -المؤلف من الحزبين، بقيادة عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ إد ماركي (ديمقراطي عن ولاية ماساتشوستس)- من المقرر أن يقضي يومين في الجزيرة، ومن المتوقع أن يجتمع أيضًا مع كبار قادة الحكومة التايوانية والقطاع الخاص لمناقشة العلاقات بين الولايات المتحدة وتايوان والأمن الإقليمي وسلاسل التوريد العالمية، فضلًا عن تغير المناخ.
ونسبت الصحيفة إلى المتحدث باسم ماركي قوله: "سيجدد الوفد التأكيد على دعم الولايات المتحدة لتايوان"، مضيفًا أن المشرعين "سيشجعون الاستقرار والسلام عبر مضيق تايوان".