أنهار أوروبا تجف وتحذيرات من أسوأ تغيرات للمناخ منذ 500 عام
سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية، الضوء على أزمة جفاف أنهار أوروبا؛ بسبب موجة الحر القاسية، والتي تعد أسوأ موجات الجفاف التي تشهدها القارة العجوز منذ ما يقرب من 500 عام.
وقالت الصحيفة إنه في بعض الأماكن، يمكن الآن عبور نهر اللوار في فرنسا سيرًا على الأقدام، فلم يتدفق أطول نهر في فرنسا بهذه السرعة على الإطلاق، كما جف نهر الراين في ألمانيا سريعًا وأصبحت السفن والصنادل البحرية غير قادرة على الإبحار فيه، وفي إيطاليا، انخفض مؤشر نهر بو بمقدار مترين، وفي صربيا تعرض نهر الدانوب لذات المصير من انخفاض المنسوب بشكل كبير.
وتابعت أنه في جميع أنحاء أوروبا، يعمل الجفاف على تقليل منسوب الأنهار التي كانت في يوم من الأيام قوية حتى تحولت إلى مجرد قطرات صغيرة، مع عواقب وخيمة محتملة على الصناعة والشحن والطاقة وإنتاج الغذاء، والتي لا تقل خطورة عن أزمة نقص الإمدادات وارتفاع الأسعار بسبب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
الانهيار المناخي وتوابعه المدمرة على أوروبا
ووفقًا للصحيفة، فإنه وبسبب الانهيار المناخي، أدى فصل الشتاء والربيع الجافان بشكل غير معتاد، متبوعين بدرجات حرارة قياسية في الصيف وموجات حر متكررة، إلى نقص في تجديد الممرات المائية الأساسية في أوروبا، وزيادة سخونتها بشكل متزايد.
وتابعت أنه مع عدم تسجيل هطول أمطار غزيرة لمدة شهرين تقريبًا في غرب ووسط وجنوب أوروبا، وعدم توقع أي حالة في المستقبل القريب، ويقول خبراء الأرصاد الجوية إن الجفاف قد يصبح الأسوأ في القارة منذ أكثر من 500 عام.
وقالت أندريا توريتي، من مركز البحوث المشتركة التابع للمفوضية الأوروبية: "لم نحلل بشكل كامل ما حدث هذا العام؛ لأنه لا يزال مستمراً، لم نر موجة جفاف كتلك التي نواجهها الآن منذ تم التسجيل عن معدلات الجفاف من 500 عام".
وأضافت: "هناك مخاطر عالية للغاية؛ لظروف الجفاف مستمرة على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة، بدون التخفيف الفعال، فإن كثافة وتواتر الجفاف ستزداد بشكل كبير فوق أوروبا، في كل من الشمال والجنوب".
توقف الملاحة في ألمانيا
قال المعهد الفيدرالي الألماني للهيدرولوجيا "BfG" إن مستوى نهر الراين، الذي تستخدم مياهه في نقل البضائع والري والتصنيع وتوليد الطاقة والشرب، سيستمر في الانخفاض حتى بداية الأسبوع المقبل على الأقل.
وأشارت الصحيفة إلى أن التوقف التام لحركة بارجة الراين سيؤثر على الاقتصاد الألماني- وأوروبا- بشدة، وحسب الخبراء فإن توقف الملاحة لمدة ستة أشهر في عام 2018 كلف البلاد حوالي 5 مليارات يورو.
الجفاف يتسبب في أكبر أزمة طاقة في فرنسا
وأشارت الصحيفة إلى أنه قد لا تكون أنهار فرنسا شريانًا رئيسيًا للشحن، لكنها تعمل على تبريد المحطات النووية التي تنتج 70٪ من كهرباء البلاد، مع ارتفاع الأسعار إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، اضطرت شركة الكهرباء العملاقة EDF إلى خفض الإنتاج بسبب الجفاف.
تضرر الإنتاج في إيطاليا
في إيطاليا، انخفض تدفق نهر بو، وهو أطول أنهار إيطاليا، إلى عُشر معدله المعتاد، وانخفضت مستويات المياه عن المعدل الطبيعي بمقدار مترين، مع عدم هطول الأمطار في المنطقة منذ نوفمبر، تضرر إنتاج الذرة وأرز الريزوتو بشدة.
ويمثل وادي بو ما بين 30 % و 40% من الإنتاج الزراعي لإيطاليا، لكن مزارعي الأرز على وجه الخصوص حذروا من أن ما يصل إلى 60% من محصولهم قد يُفقد بسبب حقول الأرز.