أحلام أوائل الثانوية العامة: «كليات قمة».. إلا قليلًا
أعرب عدد من أوائل الثانوية العامة عن سعادتهم الكبيرة بالإنجاز الذى حققوه، بتفوقهم وحصولهم على أعلى الدرجات على مستوى الجمهورية، مشددين على أن هذا التفوق يعد خطوة فى سبيل المستقبل الذى لا يمكن ضمان النجاح فيه إلا عبر التعب والاجتهاد.
وكشف معظم أوائل الثانوية العامة، خلال حديثهم لـ«الدستور»، عن رغبتهم فى الالتحاق بـ«كليات القمة»، التى طالما داعبت الدراسة بها أحلامهم، وعلى رأسها: «الطب والصيدلة والهندسة والاقتصاد والعلوم السياسية والألسن».
«الأولى أدبى»: نفسى أدخل «حقوق» أو «ألسن»
أعربت الطالبة زينب أكرم حسن، من الفيوم، الأولى على الجمهورية «أدبى»، بمجموع ٣٨٧ درجة، عن سعادتها الكبيرة بهذا الإنجاز، مشيرة إلى أنها تحلم بالالتحاق بإحدى كليتى الألسن أو الحقوق.
وقالت «زينب» إن المفاجأة «صدمتها»، بعدما عرفت بتفوقها الكبير من خلال مؤتمر وزير التربية والتعليم للإعلان عن أوائل الثانوية، مضيفة: «كنت واثقة إنى هاتفوق علشان ربنا بيحبنى، بس مش لدرجة إنى أبقى الأولى على الجمهورية».
وعن طريقة مذاكرتها لدروسها، بينت: «ماكنتش بذاكر بنظام معين، بس كنت عشمانة فى ربنا، وأمى معلمانى أنا وإخواتى الستة إن التعليم أهم حاجة فى الدنيا». وأرجعت اختيار الشعبة الأدبية إلى أنها «بتعرفنى كل حاجة عن الدنيا، وعن تاريخ وجغرافية البلد، غير الشعبة العلمية اللى كلها أرقام، والحمد لله على نعمة وجود أهلى اللى ساندونى، ومدرسينى فى المدرسة اللى وقفوا جنبى».
وفور الإعلان عن النتيجة، تجمع عدد كبير من الأهل والأحباب حول منزل «زينب» لتقديم التهنئة، مشيدين بأخلاقها وتدينها وتفوقها.
وقال أيمن وجيه، مدرس الجغرافيا بمدرسة «الشهيد عبدالرحمن البشيهى» فى الفيوم، إنه كان يتوقع أن تكون «زينب» من أوائل الجمهورية، لأنها مجتهدة ومتفوقة وتتمتع بأخلاق طيبة.
«الأولى علمى»: «الطب» غايتى الأولى منذ سنوات
كلية الطب هى حلم الطالبة ملك عبدالفتاح الشبشيرى، الأولى على مستوى الجمهورية «علمى»، ابنة مدينة «تلا» فى محافظة المنوفية.
وقالت «ملك» إنها لم تكن تتوقع أبدًا أن تكون من أوائل الجمهورية، وفور علمها بذلك بكت كثيرًا داخل غرفتها من وقع المفاجأة، مقدمة الشكر لأسرتها وأصدقائها على دعمهم المتواصل لها، والذى كان سر النجاح. وأعرب والد «ملك» عن سعادته البالغة بتفوق ابنته، الذى ساعدها على تحقيق حلمها وهو دخول كلية الطب، التى طالما أبدت رغبتها فى الدراسة بها طيلة السنوات الماضية.
عائشة حسن: بدأت خطوتى الأولى نحو «كلية السفراء»
قالت عائشة حسن طه، الثالث «مكرر» على الجمهورية «أدبى»، إن دراسة الاقتصاد والعلوم السياسية كانت حلمها الدائم، لذا كانت تترقب ظهور النتيجة للتأكد من أنها ستخطو الخطوة الأولى نحو تحقيق هذا الحلم.
وأضافت ابنة محافظة الإسكندرية أن اجتهادها طيلة العام تكلل بفرحة كبيرة، بعدما تلقت خبر النتيجة من إحدى صديقاتها، التى أبلغتها بذكر اسمها خلال مؤتمر وزير التعليم للإعلان عن الأوائل.
وواصلت: «الدنيا ماكنتش سايعانى من الفرحة، لأنى تعبت طول السنة لتحقيق النجاح، وكنت بذاكر ساعات طويلة، لكن كنت قلقانة من صعوبة الامتحانات، لأن امتحانات الثانوية العامة محتاجة تركيز كبير».
وأكدت والدة «عائشة»، أنها فى قمة سعادتها لحصول ابنتها على المركز الثالث على مستوى الجمهورية، مشيرة إلى أنها كانت تتوقع التفوق والمجموع الكبير، لكن لم تتوقع أبدًا أن تكون ابنتها بين الأوائل.
وتابعت: «كنت دايمًا بدعمها وأشجعها على الالتزام بالصلاة والمذاكرة، وهى كانت دايمًا بتسعى وتجتهد عشان تدخل الكلية اللى نفسها فيها، والحمد لله ربنا كافئها بالنجاح والتفوق».
وقال والد «عائشة»، إنه كان دائمًا يتوقع تفوق ابنته وأن تكون من بين الأوائل، مضيفًا: «كنت باقول لها التليفزيون هييجى يصور معاكى وهتكونى من الأوائل، وكانت بتقول ده حلم مش سهل، لكن الحلم تحقق بالثقة فى الله والاجتهاد والتعب، وده اللى بنجنى ثماره النهارده».
بسملة محروس: تمنيت دومًا دراسة الاقتصاد والعلوم السياسية
كشفت بسملة محروس رشاد، الخامسة على مستوى الجمهورية «أدبى»، الأولى على محافظة سوهاج، عن أنها تمنت دائمًا الالتحاق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، مشيرة إلى أن المذاكرة أولًا بأول ساعدتها وكانت سر نجاحها.
ونصحت جميع الطلاب بألا يؤجلوا عمل اليوم إلى الغد، وفق الحكمة الشهيرة. وأضافت: «كنت بذاكر ١٢ ساعة يوميًا، ووالدى ووالدتى يسرا لى كل العوامل التى ساعدتنى على التفوق، وكنت متوقعة أن أكون من الأوائل»، معتبرة أن «أجمل شىء حصل بعد النتيجة هو حضن والدى ووالدتى».
وعن تفوق «بسملة»، قال والدها: «بنتى من المتفوقين دراسيًا من صغرها، وكانت الأولى فى المرحلة الإعدادية، وكنا متوقعين تكون من أوائل الجمهورية فى ثانوى، والحمد لله ربنا كرمها وكرمنا».
وأكد شقيقها «زياد»: «بسملة هادية بطبعها، وعارفة هدفها، عارفة هى بتعمل إيه، وكانت بتحلم دايمًا تدخل اقتصاد وعلوم سياسية، والحمد لله حققت الحلم ده».
محمود مجدى: «الهندسة» أمنيتى منذ وفاة والدى
أوضح محمود مجدى السيد جعفر، الرابع على الجمهورية «علمى رياضة»، المقيم فى مدينة «شبين الكوم» بمحافظة المنوفية، أن التفوق كان دائمًا هدفه الأول، لتحقيق حلمه الذى طالما سعى إليه، وهو الالتحاق بكلية الهندسة.
وكشف عن أن والده، الذى كان يعمل محاسبًا، توفى منذ فترة طويلة، تحملت فيها والدته أعباء الأسرة بالكامل، إلى جانب عملها مهندسة فى حى غرب شبين الكوم، ودفعته وأخاه، الذى يدرس فى كلية الطب، إلى الحرص على التفوق دائمًا.
وأضاف: «فوجئت بذكر اسمى فى كلمة وزير التعليم، وفرحت جدًا بذلك، لأن هذا النجاح سيمكننى من تحقيق أمنيتى ودراسة الهندسة».
وأهدى نجاحه وتفوقه إلى والدته، التى وصفها بأنه «بطلة حياته»، فهى طالما دعمته، وتحملت المسئوليات الصعبة لتصل بالأسرة إلى بر الأمان بعد وفاة والده، رغم كل ما لاقته.
وقال «محمود»: «أهدى نجاحى لأمى التى سهرت على تربيتنا، وجعلتنى وأخى هدفها الوحيد فى الحياة، ودعمتنا للوصول لأعلى المراكز، كما أهديه لروح أبى الذى لن أنساه أبدًا، والذى أشعر بوجوده إلى جوارى رغم كونه فى العالم الآخر».