«عمل في فرق العوالم وأحب إحداهن».. حكاية توفيق الحكيم مع الموسيقى والنساء
"الحبيبة الأولى لتوفيق الحكيم هي الأسطى لبيبة شخلع العالمة، وكان الفنان الصغير في السادسة من عمره، وقد اندمج في فرقة العالمة وصار واحدا من أفراد التخت" روى عباس خضر في مقاله بمجلة "الرسالة الجديدة" 1954، حكاية الحب الأول في حياة الأديب الراحل توفيق الحكيم.
روى "خضر" أن توفيق الحكيم كان تداخل نفسه رغبة ومشاعر مبهمة تدفعه إلى أن يقتحم حياة العوالم ويأكل ويغني ويعيش معهن، حريصا على اعتبار نفسه "سنيدًا" مع حفيظة ونجيبة وسلم العمياء.
كان "الحكيم" يذهب مع العوالم إلى الأفراح رافضًا أن يحمل معه أي آلة من آلات العزف والموسيقى، ويكتفي بحمل الصاجات، وتسأل لبيبة شخلع: "هل هو بسلامته ابنها؟، فيجيب: "لا، أنا من التخت".
استشهد "خضر" بوصف توفيق الحكيم لشعوره تجاه لبيبة، إذ قال: "وفي أعماق قلبه الصغير حفظ لشخلع إحساسا أقوى من مجرد الشكر والامتنان، إحساسا عميقا يجهله حتى تلك الساعة".
ويؤكد أن توفيق الحكيم كان جميل الصوت في صغره، وغناؤه وشغفه بالموسيقى من أسباب علاقته بسنية التي كانت تجيد العزف على البيانو، وكان من المحتمل أن يكون مطربا أو موسيقيا، كما سحر سنية ووالدتها التي تمثلت فيه عبده الحمولي وهو يغني، يضيف: "وهكذا فقد الغناء توفيق الحكيم وكسبه الأدب، فقده الغناء وكان يوما أستاذا فيه، أستاذا للحبيبة التي عصف حبها بقلبه وهو في طور اليفاعة وقد وضحت أحاسيسه ولم تعد مبهمة ولا مجهولة، إذ تم الاتفاق بينهما على أن يعلمها الغناء وتعلمه العزف على البيانو الذي لم يكن من أدوات العالمة شخلع".
ويرد "خضر" على ما قيل عن توفيق الحكيم أنه عدو للمرأة بأنه كان يتخيلها كما قال: "تمثالا من فضة أو باقة من الزهر أو قطعة من من روائع الموسيقى ولكنه يجب أن تكون هذه القطعة مسجلة على أسطوانة، ينطقها ويسكتها بإرادته".
ويشير إلى أن "الحكيم" كان يرى المرأة مخلوقا ضعيفا هشا بين يدي من تحب، ولكنها قاسية جبارة تحطم كل قيد يحول بينها وبين الرجل الذي تريد، وقد تبني مع من تحبه فهي هادمة في ناحية، بانية في ناحية أخرى.