في ذكرى وفاته.. «الحرام» رواية انحازت للعمال لعراب القصة يوسف إدريس
تمر اليوم ذكرى وفاة عراب القصة القصيرة الأديب الكبير يوسف إدريس، الذي رحل عن عالمنا في يوم ١ أغسطس عام ١٩٩١ عن عمر ناهز ٦٤ عاما.
وخلال رحلته الإبداعية، كتب إدريس الكثير من القصص القصيرة والروايات التي تناقش الكثير من الأوضاع في المجتمع، وتعد رواية "الحرام" الصادرة للأديب الراحل عام 1959، من أهم الأعمال التي انحازت إلى طبقة العمال، خاصة التراحيل.
وبحسب ما قاله الكاتب فكرى داود خلال قراءته للرواية- نشرها في مجلة الهلال العدد ١٥٥١ مايو ٢٠٢٢- إن عمال التراحيل الذين اختصهم يوسف إدريس في “الحرام” هم بؤساء هذا العصر، الذي يعد عملهم الموسمي في الأرض، لاسيما جني القطن، مصدر رزقهم الأساسي، حيث يقضون اليوم من شروق الشمس حتى غروبها، في هذا العمل على جمعه من لوزاته المتفتحة، مستسلمين لذلك استسلامهم للقدر المحتوم، لقاء مبالغ زهيدة لا تكفي أسرهم، لكنهم يدفعون من أعمارهم ودمائهم كي يحصلوا عليها، متحملين كل صنوف الذل والهوان.
تدور أحداث الرواية مكانيا فى إحدى قرى دلتا مصر، وزمانيًا فى أربعينيات القرن العشرين، وتدين رواية "الحرام" النظام الاجتماعي، الذي لم يراع حقوق العمال والفلاحين الأجراء آنذاك، وقد برع يوسف إدريس في الرصد الواقعي لتلك الشريحة من المجتمع المصري في حقبة ما، في علاقتها بأهل القرى التي يرحلون إليها.
شخصيات يوسف إدريس من لحم ودم، وهي متنوعة، ومختلفة من حيث الأبعاد الداخلية والخارجية، وقد استطاع من خلالها التعبير عن رؤيته، خصوصا أنه لم يكتف بالقصة الرئيسة في الرواية قصة عزيزة وعمال التراحيل، لكنه دعمها بقصص أخرى فرعية، تشمل شرائح أخرى من المجتمع، تحوي شخصيات أخرى مختلفة، قارنا بينها وبين القصة الرئيسة بشكل فني، لتطوير الأحداث وحيويتها، بحسب ما ذكره فكرى داود.