الروم الأرثوذكس يحتفلون بعيد زياح الصليب
احتفلت كنيسة الروم الأرثوذكس، الخلقدونية، بعيد «زياح الصليب الكريم المُحْيِّ»، وتممت عدد كبير من الكنائس القداس الإلهي أمس الأحد، بسبب كونه إجازة لعدد من أبناء رعايا الكنيسة.
احتفال الصليب الأول في مصر
الأنبا ياكوبوس، أسقف الزقازيق الراحل، قال في كتاب «رؤية كنسيّة آبائية: الصليب في المسيحية»: «إن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحتفل بظهور الصليب المجيد الذي لربنا ومخلصنا يسوع المسيح احتفالين الأول في اليوم السابع عشر من شهر توت سنة 326 م، على يد الملكة البارة القديسة هيلانة، والدة الإمبراطور قسطنطين الكبير، لأن هذه القديسة -وقت أن قبل ابنها قسطنطين الإيمان بالمسيح- نذرت أن تمضى إلى أورشليم، فأعد ابنها البار كل شيء لإتمام هذه الزيارة المقدسة».
وأضاف: «ولما وصلت إلى أورشليم ومعها عسكر عظيم وسألت عن مكان الصليب لم يُعلمها به أحد، فأخذت شيخًا من اليهود، وضيقت عليه بالجوع والعطش، حتى اضطر إلى الإرشاد عن المكان الذي يُحتمل وجود الصليب فيه بكيمانالجلجثة، فأشارت بتنظيف الجلجثة، فعثرت على ثلاثة صلبان، وذلك في 326 م، ولما لم يعرفوا الصليب الذي صلب عليه السيد المسيح أحضروا ميتًا ووضعوا عليه أحد الصلبان فلم يقم، وكذا عملوا في الآخر، ولكنهم لما وضعوا على الميت الصليب الثالث قام لوقته، فتحققوا بذلك أنه صليب السيد المسيح. فسجدت له الملكة هيلانة وكل الشعب المؤمن، وأرسلت جزءًا منه إلى ابنها قسطنطين مع المسامير، وأسرعت في تشييد الكنائس المذكورة في اليوم السابع عشر».
الاحتفال الثاني
وتابع: «والاحتفال الثاني الذي تقيم فيه الكنيسة تذكار الصليب في اليوم العاشر من برمهات. وكان على يد الإمبراطور هرقل في 628 م، وذلك أنه لما ارتد الفرس منهزمين من مصر إلى بلادهم أمام هرقل حدث أنه عند مرورهم على بيت المقدس دخل أحد أمراء الفرس كنيسة الصليب التي شيدتها الملكة هيلانة، فرأى ضوءًا ساطعًا يشع من قطعة خشبية موضوعة على مكان محلى بالذهب، فمد يده الأمير إليها، فخرجت منها نار وأحرقت أصابعه، فأعلمه النصارى أن هذه قاعدة الصليب المقدس، كما قصوا عليه أيضًا أمر اكتشافه، وأنه لا يستطيع أن يمسها إلا المسيحي، فاحتال على شماسين كانا قائمين بحراستها، وأجزل لهما العطاء على أن يحملا هذه القطعة ويذهبا بها معه إلى بلاده مع من سباهم من شعب أورشليم».
واختتم: «وسمع هرقل ملك الروم بذلك، فذهب بجيشه إلى بلاد الفرس وحاربهم وخذلهم وقتل منهم كثيرين، وجعل يطوف تلك البلاد يبحث عن هذه القطعة فلم يعثر عليها. لأن الأمير كان قد حفر في بستانه حفرة وأمر الشماسين بوضع هذا الصندوق فيها وردمها ثم قتلهما، ورأت ذلك إحدى سباياه وهى ابنة أحد الكهنة، وكانت تتطلع من طاقة بطريق الصدفة، فأسرعت إلى هرقل الملك وأعلمته بما كانت قد رأته فقصد ومعه الأساقفة والكهنة والعسكر إلى ذلك الموضع وحفروا فعثروا على الصندوق بما فيه فأخرجوا القطعة المقدسة سنة 628م، ولفوها في أقمشة فاخرة وأخذها هرقل إلى مدينة القسطنطينية وأودعها هناك باحتفال عظيم».