من روائع الادب العالمى
الشر يريد أن يفعل الخير.. قصة باولو كويلو عن حوار معاوية مع الشيطان
"الشر يريد أن يفعل الخير" واحدة من قصص الكاتب البرازيلى الشهير باولو كويلو صاحب رواية الخيميائى التى ترجمت إلى٨٠ لغة ووصل عدد مبيعاتها الى ١٥٠ مليون نسخه حول العالم. ولأن باولو كويلو دوما ما ينقب عن الروح فى أعماله الأدبية كتب قصته الشر يريد ان يفعل الخير. وحين تقرأ هذا العنوان يأتى فى مخيلتك ان باولو كويلو سوف يتحدث عن رجل شرير تاب وأناب ويريد أن يفعل الخير كى يتقرب إلى الله . لكن كويلو يذهب بك إلى منطقة مغايرة.
تبدأ قصة الشر يريد أن يفعل الخير من الشرق الذى كتب عنه باولو كثيرا، ولا غرابة فى ذلك لأن الرسل جاءوا من الشرق، وباولو كويلو مشغول بالسمو الروحى.
وتحكى القصة أن معاوية بن أبى سفيان كان نائما فأيقظه الشيطان الذى لقبه باولو كويلو بالأصيفر كى يصلى العصر، فاندهش معاوية وسأله كيف تكون أنت إبليس وتوقظنى لأصلى العصر؟. وهنا يقول الشيطان: أنا مازلت أحب الله لأنه أكرمنى كما أننى لم أسجد لأدم ليس غيره منه بل غيرة على حب الله.
فقال معاوية: ولكنك تغوى البشر، فقال إبليس: كل إنسان بداخله معاصيه وشهواته ولست مسؤولا عن أخطاء البشر. أراد إبليس أن يشكك معاوية فى عقيدته لكنه لم يقدر لقد هزمه معاوية حين قال له لقد عصيت ربك كبرا وليس حبا فخنس إبليس، وقال لمعاوية نعم أيقظتك لتصلى العصر قبل أن يفوتك فتستيقظ غاضبا فتصلى بحزن وندم يقربك من الله فالصلاة المصحوبة بالندم تساوى مئتى صلاة.
يفر إبليس ثم يرى معاوية فى منامه ملاكا يقول له لا تنسى درس اليوم، قد يتنكر الشر فى ثياب الخير لكن نيته الخفية هى إحداث أكبر قدر من الخراب.
استند باولو كويلو فى قصته الشر يريد أن يفعل الخير إلى رواية الشاعر الصوفى الكبير جلال الدين الرومى. بصرف النظر عن صدقها أو كذبها، ولكن استناد باولو كويلو على هذه الرواية يدل على ثقافتة الواسعة التى جعلته ينهل الكثير من ثراث الشرق، أراد باولو كويلو من قصته الشر يريد أن يفعل الخير أن يقول إن النوايا الحسنة هى الأساس فى كل شىء وليس ظاهر القول أو الفعل.