بعد أن باتت مٌهددة.. جهود الدولة لإنقاذ صناعة الجلود في مصر

أزمة جديدة يمر بها قطاع صناعة الجلود في مصر، تسببت فيها تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية وجائحة كورونا وبعض المُشكلات المحلية لتهدد الصناع والعاملين في هذا القطاع بعد معاناتهم من الركود الكبير به.

نقص الكيماويات تسبيب في انخفاض مشتريات المدابغ من جلود الأضاحي

وأعلنت شعبة دباغة الجلود انخفاض مشتريات المدابغ من جلود الأضاحي هذا العام بمختلف أنواعها، بنسبة 50%، لتسجل نحو 500 ألف جلدة، مقارنة بمليون جلدة العام الماضي مقارنة بالعام الماضي، بسبب نقص الكيماويات التي يتم استيرادها من الخارج، لاستخدامها في دباغة الجلود وحفظها من التلف وجعلها صالحة للاستخدام في صناعة المنتجات الجلدية، وهو الأمر الذي توقع خبراء هذا المجال أن يؤدى ذلك إلى تراجع تنافسية الصادرات المصرية من الجلود بالأسواق العالمية.

الجباس: ارتفع أسعار كيماويات معالجة الجلود 3 أضعاف

وفي السياق، قال عبد الرحمن الجباس عضو شعبة دباغة الجلود، إن فترة العيد هذا العام تزامنت مع فصل الصيف الذي تنخفض فيه مشتريات المدابغ من الجلود، خاصة أن ارتفاع درجة الحرارة يسبب تلف الجلود سريعًا، فيما استجد عليها هذا العام عجز في توفر كميات الكيماويات لدى المصانع التي تستخدم في عمليات دبغها والحفاظ عليها، بالإضافة إلى تراجع عمليات ذبح الأضاحي نتيجة ارتفاع أسعارها ما أدى إلى تراجع المعروض.

كما أشار «الجباس» إلى أن قطاع الجلود يعاني أزمة كبيرة بسبب عدم توافر الكيماويات في الأسواق وارتفاع أسعارها 3 أضعاف السنوات الماضية، موضحًا أن هذا يرجع إلى ارتفاع أسعار الشحن وتعطل سلاسل التوريد.

وتابع أن هذا سيكون تأثيره الأكبر على انخفاض حجم صادراتنا للأسواق الخارجية، وتراجع تنافسية الجلود المصرية بالأسواق العالمية بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج خاصة أن الكيماويات تستحوذ على 60% من إجمالي التكلفة.

ملوك: إنشاء شركة مساهمة لشراء مستلزمات الإنتاج هو الحل

أكد على ذلك كريم ملوك عضو مجلس إدارة غرفة صناعة الجلود، أن سوق المصنوعات الجلدية في مصر حالياً يعاني حالة من الركود بسبب انخفاض القوة الشرائية وزيادة الأسعار، على الرغم من اتجاه بعض التجار لتقديم تخفيضات إلا أن هناك تراجع كبير في حجم المبيعات.

وأوضح ملوك أن إنشاء شركة مساهمة لشراء مستلزمات الانتاج وهو الأمر الذي تدرسه غرفة صناعة الجلود باتحاد الصناعات المصرية سيساهم في حل المشكلة بشكل كبير في ظل النقص الحاد الذي يعاني منه الصناع في الوقت الحالي، والذي أدى إلى تراجع الإنتاج بنسبة تتعدى 70%.

رئيس غرفة صناعة الجلود: وقف استيراد الأحذية لمدة 6 أشهر لتوفير العملة الصعبة

كما أشار جمال السمالوطي رئيس غرفة صناعة الجلود، إلى أن مقترح تأسيس الشركة الهدف منه حل أزمة نقص المعروض من مستلزمات الإنتاج، من خلال تجمع الصناع تحت مظلة شركة واحدة متعهدة بالتعاقد على المستلزمات من الخارج بالكميات المطلوبة مما يسهم في خفض التكلفة وفي نفس الوقت توفير الخامات المطلوبة مما يساهم في دوران عجلة الإنتاج داخل المصانع.

ولفت إلى أنه على التوازي ستتعاون الغرفة مع الدولة في ملف توطين الصناعة وزيادة التوسع في إنشاء المصانع المغذية من خلال حصر جميع المستلزمات التي يتم استيرادها لتصنيعها محلياً بالتعاون بين الحكومة والقطاع الخاص.

وطالب السمالوطي صناع الجلود بضرورة وقف استيراد الأحذية لمدة 6 أشهر للمساهمة في توفير العملة الصعبة ومساعدة المصانع المحلية على زيادة إنتاجها والقضاء على حالة الركود الموجودة في الأسواق.

ووفقًا لأحدث تقرير صادر من المجلس التصديري للجلود والمنتجات الجلدية، ارتفعت صادرات القطاع خلال الربع الأول من العام 2022، بنسبة 27.2% لتسجل ما قيمته 26 مليونا و917 ألف دولار، مقابل 21 مليونًا و163 ألف دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي، واستحوذ قطاع «دباغة الجلود» على الحجم الأكبر من صادرات القطاع بنسبة بلغت 92.94% خلال نفس الفترة.