لتوفير الطاقة
رئيس وزراء إسبانيا يطالب المسئولين بعدم ارتداء ربطة العنق
طلب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز من وزرائه والمسئولين الحكوميين وموظفي القطاع الخاص اليوم الجمعة عدم ارتداء ربطات العنق والاسترخاء في وقت تجتاح موجات الحر اللافح أجزاء من أوروبا، ويزداد فيه الطلب على أجهزة تكييف الهواء التي تستهلك قدرًا كبيرًا من الطاقة.
وقال سانشيز في مؤتمر صحفي "أريد من الجميع أن يلاحظوا معي أنني لا أرتدي ربطة عنق.. هذا يعني أننا يمكننا جميعًا التوفير من استهلاك الطاقة".
ويضغط الحر في الصيف على أنظمة الطاقة في أوروبا ويثير المخاوف حول طموحات وأهداف حملة لتوفير الغاز في حال أدت الحرب في أوكرانيا إلى مزيد من التخفيضات في الإمدادات القادمة من روسيا.
وفي إشارة أكثر جدية، قال سانشيز إن حكومته ستتخذ إجراءات طارئة في الأسبوع المقبل لتحسين الكفاءة وتوفير الطاقة.
وفيما يتعلق بالفترة الحالية قال رئيس الوزراء الإسباني "لقد طلبت من الوزراء، وجميع الموظفين العموميين، وأود أن أطلب من القطاع الخاص أيضًا، إذا لم يكونوا قد فعلوا ذلك أصلًا، ألا يضعوا ربطة عنق عندما لا يكون ذلك ضروريًا، لأننا بهذه الطريقة سنتصدى لمسألة توفير الطاقة التي لها قدر كبير من الأهمية في بلدنا".
وفي وقت سابق، دعت الحكومة الإسبانية، مجموعات الطاقة في البلاد إلى "الحدّ قدر الإمكان" من وارداتها من الغاز الروسي، وذلك بعدما أصبحت روسيا في يونيو ثاني أكبر مورّد لإسبانيا قبل الجزائر.
وقالت وزيرة التحوّل البيئي الإسبانية تيريزا ريبيرا عقب اجتماع لمجلس الوزراء "سيكون من الجيد" للشركات التي تبيع الغاز "السعي لتقليل وارداتها من روسيا قدر الإمكان".
بخلاف النفط، لا يتأثر الغاز الروسي بالعقوبات الأوروبية التي فرضت في أعقاب غزو أوكرانيا، لكن الوزيرة أوضحت أنّه "من الأفضل البحث عن بدائل".
وتأتي هذه الرسالة التي قالت الوزيرة إنها تريد "نقلها على الفور" إلى مجموعات الطاقة، في وقت أصبحت روسيا ثاني مورّد للغاز لإسبانيا في يونيو، بعد الولايات المتحدة.
وبحسب إدارة شبكة الغاز الإسبانية، فإن 24,4 في المئة من الغاز الذي استوردته إسبانيا الشهر الماضي كان مصدره روسيا، مقابل 29,6 في المئة من الولايات المتحدة. ولم تمثّل الجزائر التي كانت المورّد الرئيسي للبلاد لفترة طويلة، سوى 21,6 في المئة من الواردات.
وأشارت تيريزا ريبيرا إلى أنّ مشتريات الغاز الروسي في يونيو "ربما تتوافق مع الاتفاقيات التجارية السابقة" للحرب في أوكرانيا. إلّا أنها أكدت أهمية أن تعمل الشركات الإسبانية على "تنويع عقودها".
وتستورد إسبانيا جزءًا كبيرًا من غازها من الجزائر، خصوصًا عبر خط أنابيب ميدغاز الذي يربط شبه الجزيرة الأيبيرية بحقول الغاز التي تديرها شركة النفط والغاز الجزائرية العملاقة "سوناطراك".
لكن واردات الغاز الجزائري تراجعت بشكل حاد في الأشهر الأخيرة، في أعقاب قرار رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في مارس دعم خطّة الحكم الذاتي للصحراء المغربية، وهي مستعمرة إسبانية سابقة، لإنهاء أزمة دبلوماسية بين مدريد والرباط استمرت نحو عام.
وردًا على ذلك، علّقت السلطات الجزائرية في بداية مايو معاهدة التعاون مع إسبانيا، فيما لم تستبعد "سوناطراك" زيادة سعر الغاز الذي تصدّره إلى إسبانيا.