«سعيد» يحول منزله لمصيف مجانًا لغير القادرين: فرحت الأطفال وكسبت رضا ربنا
ساعات طويلة قضاها «سعيد» يواصل خلالها الليل بالنهارلإتمام تجهيزات منزله، عقب أن أعلن عن تحويله لمصيف لغير القادرين لقضاء عطلة صيفية مجانًا، المبادرة التي تفاعل معها رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل إيجابي، وتلقى الشاب السكندري الكثير الرسائل من العديد من الأسر التي سعدت بالفكرة.
«مساعدة الناس دايمًا بتكون تيسير من الله، أنا مش خسران، بالعكس أنا كسبان جدًا لأن ربنا أكيد عارف إن إدخال الفرحة على قلب أم أو طفل يتيم يتمني أنه يروح البحر زي أصحابه، مفيش حاجة تقدره غير رضا ربنا وكرمه»، هكذا وصف سعيد عادل، 32 عامًا، من الإسكندرية، صاحب مصنع منظفات، سعادته بالمبادرة التي أقدم عليها لإسعاد الأسر غير القادرة.
وأوضح لـ«الدستور» أن الفكرة طرأت إليه بشكل مفاجئ في ظل أجواء الصيف وهروب الكثير من الأجواء الحارة إلى الأماكن الساحلية لارتفاع درجة الحرارة، ومع وجود الكثير من الأسر غير القادرة على توفير تكلفة الذهاب للشواطئ بالمحافظات الساحلية بسبب غلاء أسعار المصيف.
وأضاف الشاب الثلاثيني أنه يمتلك منتجعًا صغيرًا أو بالتحديد فيلا على مساحة كبيرة بمنطقة العجمي غرب الإسكندرية، كان يتخذها لقضاء الإجازات مع أسرته وأفراد عائلته أو أصدقائه، مشيرًا إلى أن المكان تم تجهيزه على الطراز الأوروبي بشكل المنتجعات السياحية ولكن كمنزل شخصي.
وقال: «ناس كثير من رواد موقع التواصل الاجتماعي بتنشر صورها على الشواطئ وفي المصايف، وقولت طيب الناس اللي مش قادرة تسافر ولا بتصيف تعمل إيه، لأ إحنا نقدر نخليهم يخرجوا ويصيفوا في مكان أفضل من الساحل» موضحًا أن المكان مجهز بحمام سباحة، وصالة للألعاب بلياردو وبينج بونج، وألعاب أطفال، فضلًا عن صالة كبيرة لتناول الطعام وحديقة، وعدد من الغرف التي تسع كل منها لأسرة كاملة.
الأولوية للأرامل والأيتام
وأوضح أنه قام بنشر منشور صورة من الفيلا الخاصة به، على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» يعلن فيه عن استقباله للأسر غير القادرة في منزله المجهز بجميع مستلزمات المصيف لقضاء أجازة الصيف، مؤكدًا أن الأولوية ستكون للأرامل والأيتام، وذلك لأن الأرملة أولى لعدم وجود رب للأسرة فالأمر ليس ماديًا فقط بل ومعنوي أيضًا.
تجهيز 50 سريرًا لاستقبال الأسر
وواصل حديثه لـ«الدستور» أنه استقبل الآلاف من الرسائل، حيث إنه قام بتعيين 3 موظفين للرد عليها والاتفاق مع الأسر، وتفرغ هو لشراء «سراير» جديدة وتجهيز الغرف بـ50 سريرًا، استعدادًا لاستقبال الأسر بداية من أول شهر أغسطس المقبل.
وأوضح أنه تم تقسيم الغرف بأن يكون بها ما بين 4 إلى 6 سراير بحسب عدد أفراد الأسرة، ليكون عدد كل فوج 50 فردًا، لمدة 3 أيام على مدار شهر، موضحًا أنه يتم التواصل مع الأسر من خلال الهاتف والتنسيق معهم مع إرسال صورهم الشخصية للتعرف عليهم، قائلًا: «الناس اللي جاية بعتبرهم مثل والدتي وإخواتي، ومش بطلب من حد إثبات أنه غير قادر، فالعمل كله يسير ببركة الله».
وأشار إلى أنه عقب إعلان المبادرة، تلقى ترحيبًا من كل من حوله من أهل أصدقاء، فضلًا عن رواد السوشيال ميديا، وبدأ على الفور في التحضير والتجهيز استعدادًا لاستقبال الأسر بعد يومين، قائلًا: «أنا كنت بشتغل 8 ساعات وبتعب، ولكن أنا بقالي أسبوع بنام ساعتين بس عشان بجهز المكان للناس وفرحان جدًا وكل اللي بيشارك فرحان معايا».
مبادرات لمساعدة الغير
لم تكن تلك المبادرة هي الأولى للشاب «سعيد» لمساعدة الغير، حيث إنه أعلن عن العديد من المبادرات الأخرى من بينها فساتين للخطوبة والزفاف مجانًا، فضلًا عن تسخير سيارته المكشوفة لحفلات الزفاف لغير القادرين، كما خصص أيضًا سيارته بداية من انتشار فيروس كورونا لغسل أيادي المارة، حيث وضع بها برميلين من المياه وصابونًا ومطهرًا لليدين، ليجوب بها شوارع الإسكندرية.
