حتى 500 جنيه.. «الأوقاف» ترفع بدل «قراء القرآن» بداية من أغسطس
قرر الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، رفع بدل المقرأة النموذجية من 160 إلى 400 جنيه شهريا، وبدل كبار القراء إلى 500 جنيه بداية من أغسطس المقبل.
وأوضح وزير الأوقاف، في بيان له، الجمعة، أن ذلك يأتي تقديرا لأهل القرآن وتشجيعا على تلاوته وإتقان حفظه وفهم معانيه ولا سيما أصحاب الصوت الحسن.
وفي سياق آخر، صرّح الدكتور محمد مختار جمعة بأن الهجرة النبوية علمتنا أن حسن التوكل على الله يقتضي حسن الأخذ بالأسباب، كما علمتنا معنى الوفاء، وعلمتنا أنه لا تعارض بين الدين والوطن والإنسانية، ورسخت لفقه العيش المشترك، مؤكدًا أنها أغلقت الطريق على دعاة الاستحلال حيث حرص الرسول، صلى الله عليه وسلم»، على رد أمانات المشركين الذين آذوه وأخرجوه، فالهجرة النبوية تعد من أهم الأحداث في تاريخ الإسلام إن لم تكن الحدث الأهم فيه، وهو ما حمل الصحابة على التأريخ بها، فقد كانت نقطة تحول هامة في هذا التاريخ العظيم، وبداية البناء العملي لدولة الإسلام في المدينة المنورة، ذلك البناء الذي قام على عدة أسس، من أهمها ترسيخ أسس المؤاخاة ومبدأ العيش المشترك بين البشر، ذلك المبدأ الذي اتخذ من المدينة المنورة أفضل أنموذج في تاريخ البشرية، سواء فيما بين المسلمين، أم فيما بينهم وبين الطوائف الأخرى من سكان المدينة.
وتابع: "بين المسلمين رسخ الإسلام مبدأ الأخوة والمؤاخاة ووحدة الصف، يقول الحق سبحانه وتعالى: «هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ» (الأنفال: 62- 63)، ويقول (عز وجل): «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا» (آل عمران: 103)، وفيما بين المسلمين وبين غيرهم تعد وثيقة المدينة أعظم أنموذج لفقه التعايش في تاريخ البشرية، فقد أكد نبينا، صلى الله عليه وسلم: إن يهود بني عوف، ويهود بني النجار، ويهود بني الحارث، ويهود بني ساعدة، ويهود بني جشم، ويهود بني الأوس، ويهود بني ثعلبة، مع المؤمنين أمة، لليهود دينهم وللمسلمين دينهم، وأن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة، وأن بينهم النصح والنصيحة، والبر دون الإثم، وأنه لا يأثم امرؤ بحليفه، وأن النصر للمظلوم، وأن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين، وأن الجار كالنفس غير مضار ولا آثم، وأن بينهم النصر على من دهم يثرب، وأن من خرج منهم فهو آمن، ومن قعد بالمدينة فهو آمن، إلا من ظلم أو أثم، وأن الله (عز وجل) جار لمن بر واتقى، ومحمد رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
وأكمل حديثه: فأي إنسانية، وأي حضارة، وأي رقي، وأي تعايش سلمى، أو تقدير لمفاهيم الإنسانية يمكن أن يرقى إلى ما كان من تسامح رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وإنصافه، ألا ترى إلى قوله «صلى الله عليه وسلم»: "لليهود دينهم" قبل أن يقول: "للمسلمين دينهم"، ليكون في أعلى درجات الإنصاف والتسامح.