الكل تنكروا له.. وقائع موت آخر لعبد الرحيم منصور في هيئة الكتاب والإذاعة المصرية
كانت خطوة جيدة ومحمودة أن يضم مشروع “عاش هنا” الشاعر عبد الرحيم منصور، والذي غنى كلماته العديد من مطربي مصر، وهو صاحب أغنية “على الربابة” التي غنتها وردة، وأغنية “الله اكبر بسم الله” و"قومي يا مصر" لعبد الحليم حافظ، و"عبرنا الهزيمة" لشادية، وغيرها من الأغنيات التي أصبحت علامات على احتفالات انتصارات أكتوبر، والعديد من الأغنيات الشهيرة التي صنعت له أسما مميزا، ولحنها كبار الملحنين في مصر.
وقامت الهيئة المصرية العامة للكتاب بنشر الأعمال الكاملة للشاعر عبد الرحيم منصور، والذي تحل ذكرى وفاته في 28 من شهر يوليو الجاري، حيث توفى في 28 يوليو 1984.
وبعد نشر الأعمال الكاملة فوجئت مي منصور، ابنة شقيق الشاعر الراحل، أن الأعمال غير متوفرة في أي من منافذ الهيئة، وبعد انطلاق معرض كتاب جامعة جنوب الوادي، والذي شاركت فيه هيئة الكتاب، فوجئت “منصور” بأن المعرض لا يضم الأعمال الكاملة للشاعر الراحل، وتقول مي منصور: "جاءتني الكثير من الاتصالات تطلب مني الأعمال الكاملة، وهل هي متوفرة في معرض جنوب الوادي بقنا أم لا؟..، فأخبرتهم أنها متوفرة بالتأكيد لأنني أعرف أن هيئة الكتاب تعلم تماما أن مسقط رأس الشاعر عبد الرحيم منصور في قنا، وبالتالي لا بد أن توفر أعماله لأنها ستكون الأكثر مبيعا هناك، لكنني فوجئت بأن الأعمال غير متوفرة، وبالتالي كانت سقطة كبيرة للهيئة، خاصة وأني أعلم تماما أن هناك الكثير من النسخ في المخازن".
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، لكن “مي” تواصلت مع هيثم الحاج علي رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، والذي وعدها بحل المشكلة، وبالفعل فوجئت مي منصور برسالة على الـ"الواتس آب" تخبرها بأن النسخ متوفرة حاليا في منفذ التحرير ومنفذ الهيئة على كورنيش النيل.
ولم تكذب مي منصور الأمر، لكنها وفي أثناء سيرها في إحدى المرات في التحرير عرجت على منفذ الهيئة: "قلت للبائع أريد الأعمال الكاملة لعبد الرحيم منصور، لكنه صدمني حين قال لي أنها غير متوفرة، وبإمكانك أن تشتري الأعمال الكاملة لعبد الرحمن الأبنودي".
ليست هيئة الكتاب فقط هي من تقاعست مع عبد الرحيم منصور، وإنما الإذاعة المصرية أيضا:" تواصلت مع الإذاعة وسألتهم إن كانت ذكرى عبد الرحيم منصور على خطة الإذاعة للاحتفال بذكراه نهاية هذا الشهر، ففوجئت بأنهم يخبرونني بأنه غير مدرج على خطة الإذاعة للاحتفال به".
وتتساءل مي منصور: "كل رجل عادي في الشارع يعرف من هو عبد الرحيم منصور، فلماذا يتم تجاهله بهذا الشكل، وكيف في الأساس يتم تجاهله وهو الرجل الذي تغنى أغانيه في كل المناسبات القومية المصرية، بل إنه الوحيد الذي كتب العديد من الأغنيات التي أصبحت معبرا حقيقيا عن فترات عظيمة في عمر التاريخ الوطني المصري".