رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منظومة الزواج والحوار الوطنى

من أكتر الحاجات اللي شاغلاني وشاغلة المجتمع بشكل عام الأزمات اللي بتحصل مؤخراً بين الأزواج وزيادة نسبة الطلاق، ومن ناحية تانية الحوار الوطني بعد غياب أي تعامل بين الحكومة، وأي صوت معارض.

لما بفكر في الموضوعين بلاقي دايما وجه شبه كبير بين الاتنين، في التركيبة ممكن أو في أزمة الثقة بين الطرفين.

يعني لما اتنين بيوصلوا لمرحلة الطلاق بعد ما صوتهم بيعلى ومشاكلهم وصلت لطريق مسدود، وبدل ما يبقي طلاق بهدوء وينفصلوا بالحسنى لأ، بيبقي في مشاكل وفضايح ومحاكم، فبيتقالهم في الآخر ليه توصلوا لكده؟ ليه مفيش حوار بينكم؟

الحوار دايما بيحل كل حاجة وبيوصلكم لنقط مشتركة تعرفوا تحلوا بيها اللي بينكم.

ده كلام مظبوط وتلاقي الزوج وقتها يقول، "أنا حاولت كتير أتكلم معاها بهدوء وهي رافضة".. وهي ترد تقوله "وهو الكلام هيفيد بإيه؟ ما احنا ياما اتكلمنا وبنوصل لحاجتين يا توعد وتقول كلام ومتنفذوش! يا تقعد تغلطني وتسكتني وتبقي أنت بس اللي عايز تتكلم وتسمع نفسك".

-هو رده، "ما أنا كل ما أكلِمك صوتك بيعلى وتقلي أدبك، وبتقولي أي كلام إنتي مش فاهماه".

فهنا أي حد هيقعد معاهم عشان يحاول يحل هيقولك أول مشكلة وأخطر مشكلة دلوقتي هي الثقة.

والثقة بين طرفين مش متساوية كمان، هو الزوج شايف إن هو المسيطر في كل شيء، هو الآمر الناهي، هو عنده سلطات في كل حاجة وعنده حرية كاملة، وهي مش من حقها تقوله تلت التلاتة كام.

وهي الزوجة اللي مطلوب منها بس تقول حاضر ونعم وتستحمل كل حاجة للنهاية.

وتقريبا ده شكل منظومة الزواج عند أغلب الرجالة اللي مش بيتكلموا عنها قبل الجواز بيعتبروها حاجة بديهية، فبيختاروا بنت تعجبهم ويعملوا كل حاجة عشان ينالوا إعجابها وموافقتها وبيسمعوها كل الكلام والأحلام الحلوة لحد ما يبقي حبه جنة أنا عشت فيها وتمضي عقد الجواز، وبيتغير كل ده بعد الجواز تحت مسمي ده مش خداع، الخطوبة حاجة والجواز حاجة تانية خالص.

فدلوقتي بعد ما وصلوا لنهاية مأساوية اتطلب منهم آخر محاولة وبدايتها "الحوار".

الزوجة بما إنها في الحالة دي الطرف الأضعف فعندها تخوفات مشروعة.

الحوار مش يعني اتنين بيتكلموا وخلاص.. الحوار تعريفه مناقشة ومراجعة وتداول الكلام بين طرفين لحل قضية ما بأسلوب "متكافئ" يغلب عليه طابع الهدوء والبعد عن الخصومة.

طيب كده عشان يبقي في تكافؤ بين الطرفين، الزوجة عندها طلبات عشان ده يتحقق.

١- أنا عايزة ولادي يخرجوا من أوضتهم اللي أنت حابسهم  فيها بقالك فترة بحجة "ولادي ولازم يتربوا".

٢- أنا محتاجة آخد حريتي في إني أخرج من البيت واستخدم تليفوني اللي أنت مانعني عنهم بحجة عشان متروحيش تحكي لأهلك أو للجيران وتفضحينا.

٣- أنا محتاجة آخد الأمان إني أتكلم براحتي، واقول كل اللي عندي من غير ما تمد إيدك عليا أو ترجع تحبسني تاني لو الكلام مش علي هواك.

٤- تفهمني هدفك من الحوار ده إيه؟ هتضحك عليا زي كل مرة عشان تهديني شوية ولا أنت فعلاً عايز تحل اللي بينا.

دي كانت طلبات مبدأية للزوجة عشان تقدر تقعد تتحاور مع زوجها.

والزوج خايف برغم قوته، بس هو خايف عشان من جواه عارف إنه تعدى حدوده، فكل تفكيره دلوقتي:

أنا لو خرجت الولاد من الأوضة وسمحت لمراتي بالخروج من البيت، إيه اللي ضمّني إنهم هيرجعوا تاني؟ وإيه ضمّني إنهم مش هيصّعدوا ضدي بشكل ميعجبنيش؟

وبعدين هما ليه مش قادرين يفهموا إني مش عايز أضرّهم.. أنا بحبهم وعايز مصلحتهم، وأنا بس اللي أقدر أحدد مصلحتهم دي فين، واللي عملته معاهم ده هيخلق منهم شخصيات قوية بس هما مش فاهمين ده.

في الحالة دي ضروري الزوج يفهم إن الحوار عشان يتم ويحقق هدفه إن العافية لازم تنتهي، وبمجرد ما يحقق نسبة الأمان لزوجته وولاده.. هيحقق نسبة من التكافؤ تخليهم يقدروا يتحاوروا، وده لما يحصل الزوجة هتبقي حابة تاخد فرصة في إنها تصلح الوضع أكتر من إنها تخرج وتفضفض برة، ما أنت اديتها فرصة تخرج اللي جواها معاك، وعموما لو حصل عكس كده ده كلااام عادي مش هيلزق، كل الناس معرّضة إن يتقال عليها كلام عن ايجابياتهم وسلبياتهم ... وبعدين ما أنت ياما قلت عليها هي وولادك كلام وحش اوي لما اهلكم وجيرانكم سألوك أنت حابسهم ليه؟

قلت كلام ميصحش يتقال علي أهل بيتك وأنت عارف إنه ملوش أساس من الصحة بس عشان تريح دماغك ومتخليش حد يتكلم.

الفكرة بقي إنك كراجل البيت قلت إنك بتعمل كل ده لمصلحتهم، طيب بص بصة كده عليهم وعلي البيت؟

أنت مش عارف تكفي احتياجاتهم وتعليمهم مش قد كده وصحتهم بايظة ودايما تكلمهم بس علي الديون اللي عليك.. مش عايز تكلمهم عن دخلك كام وبتصرف في إيه.. ما هي مراتك وتقدر تشاركك في تدبير المصاريف وعلي فكرة أغلب الستات مدبرة أووي .. وكمان تقدر تشتغل وتساعدك

كل ده ممكن يتحل.. زي ما قلنا الحوار بيخلينا نحط أفكارنا والواقع علي الطرابيزة، ونمسك ورقة وقلم ونعيد التخطيط، وصدقني أنت ممكن تتفاجئ بمراتك وولادك لما تسمع أفكارهم وساعتها هتعرف إنك كنت غلطان

منظومة الجواز بتفشل لما ميبقاش في اتفاق علي توزيع الأدوار، ويبقي بالبلطجة كده يتقال أنا الراجل وانتي الست وده العرف بتاعنا.. طيب ماهي كا ست مش موافقة ومش ده العرف بتاعها.

وده نفس الحال في منظومة الدولة.. في خلاف كبير بين الشعب والحكومة ومفيش أي حوار أو تفاهم .. ومطلوب من المواطن إنه يسكت علي أي ضرر ليه وهو خايف ومش فاهم كمان عشان معندوش معلومات كافية.

فخطوة كويسة جداً أن يكون في حوار بين كل الأطراف المتشابكة عشان المصلحة العامة وكلنا شركاء في البلد ويهمنا مصلحتها بس يبقي حوار بجد مش مجرد دردشة!