بعد زيارة السيسى.. 3 ملفات تجمع مصر وصربيا وتعزز التعاون بين البلدين
سلطت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" الضوء على العلاقات المصرية الصربية، حيث استمرت العلاقات الدبلوماسية بين صربيا ومصر لأكثر من 110 سنوات، مع انقطاعات وتهدئة من حين لآخر.
وتابعت أن اليوم تعتبر مصر وجهة سياحية شهيرة للمواطنين الصرب، كما كانت مصر حليفًا سياسيًا مهمًا في الماضي.
وفي هذا الصدد، يقول دراجان بيسينيتش، السفير السابق لصربيا في مصر، إن العلاقات بين البلدين مرت بمراحل مختلفة منذ تأسيسها.
وتابع بيسينيتش: "لكن اليوم، من المحتمل أن تكون مصر واحدة من أهم الدول الاقتصادية بين الدول النامية، ومن المؤكد أن شراكة صربيا مع هذا البلد الإفريقي موضع ترحيب بهذا المعنى"، مشيرًا إلى أنه بصرف النظر عن التاريخ، فإن الدول الأوروبية والإفريقية مرتبطة الآن بالتعاون السياحي والاقتصادي.
وقال السيسي إنه تشرف بقدومه إلى صربيا، في حين وصف فوتشيتش زيارة الرئيس المصري بأنها تاريخية.
وأكدت الإذاعة البريطانية، أنه في اليوم الأول من الزيارة التي استمرت ثلاثة أيام، وقع الرئيسان الإعلان المشترك حول إقامة شراكة استراتيجية بين البلدين، وسط توقعات بأن يكون هناك تنسيق سياسي في القضايا الثنائية والدولية، والتعاون في مجالات الدفاع والأمن، والاقتصاد، والزراعة، والطاقة، وكذلك أمن الطاقة.
تاريخ ثري للعلاقات يمتد إلى 111 عامًا
افتتحت مملكة صربيا مكتبًا تمثيليًا اقتصاديًا وتجاريًا في القاهرة عام 1908، عندما لم تكن مصر دولة مستقلة، وفي نفس العام تم افتتاح القنصلية بالإسكندرية.
يقول بيسنيتش إن مصر لعبت بعد ذلك دورًا مهمًا في تصدير المنتجات الزراعية المحلية إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وتابع: "ظهرت أهمية هذا البلد الإفريقي في الحربين العالميتين الأولى والثانية، وكان دور مصر في الوساطة مهمًا في تاريخ صربيا، أي يوغوسلافيا".
انعكست الأدوار في خمسينيات القرن الماضي مع اندلاع أزمة العدوان الثلاثي على مصر، عندما هاجمت قوات إسرائيل وبريطانيا وفرنسا، مصر السويس التي أرادت تأميم قنا، وتم إرسال الجيش الشعبي اليوغوسلافي بعد ذلك كجزء من مهمة حفظ السلام في عام 1956، وبقيت كتيبة الاستطلاع المشتركة هناك لما يقرب من 11 عامًا.
وتعمقت العلاقات في عام 1961، مع إنشاء حركة عدم الانحياز، ثم اجتمع رؤساء يوغوسلافيا، جوزيب بروز تيتو، وجمال عبد الناصر، وجواهر لال نهرو من الهند، حول الفكرة المشتركة المتمثلة في خلق توازن موازن للعالم المقسم على شكل كتل، ومناهضة الاستعمار وسباق التسلح، وقال الرئيس السيسي للصحفيين في بلجراد "على أن أقول إن الجميع في مصر يعرف من هو جوزيب بروز تيتو ، إنه يحظى باحترام كبير هنا".
يذكر بيسينيتش أنه بعد تأسيس الحركة، وبسبب العلاقات الشخصية بين تيتو وناصر، أصبحت العلاقات بين صربيا ومصر مكثفة وغنية، واستمرت زيارات الرؤساء المصريين ليوغوسلافيا حتى عام 1987.
وتابع: "كانت هذه الزيارة، بطريقة ما، تجديدًا لتاريخ العلاقات الغني بين بلجراد والقاهرة، حيث تغير شكل الدولة في يوغوسلافيا السابقة، حتى أصبحت صربيا"، مضيفًا أن العلاقات انقطعت أثناء الحروب على أراضي يوغوسلافيا السابقة في التسعينيات.
وأضاف: "بدأت العلاقات مع صربيا في التعافي، وتعززت عندما قدمت مصر، في عام 2008، رأيًا إلى محكمة لاهاي ضد الاعتراف الدولي باستقلال كوسوفو".
وأشار إلى أن الزيارة الحالية للرئيس المصري إلى صربيا تؤكد تعزيز العلاقات.
الوجهات السياحية المفضلة
أكدت الإذاعة البريطانية أن الشواطئ الفيروزية والأهرامات والتاريخ الغني تجذب السياح من صربيا منذ ثلاثة عقود.
وفي هذا الصدد، يقول ألكسندر سينيتشيتش، مدير الرابطة الوطنية لوكالات السياحة في صربيا "JUTA"، إنه في التسعينيات كان عدد السياح الصرب متواضعًا، لأنه لا البنية التحتية ولا الفنادق في مصر كانت على مستوى اليوم، ولكن اليوم تعد مصر واحدة من الوجهات السياحية الرئيسية للأشخاص من صربيا وهي واحدة من ثلاثة أو أربعة الأكثر شعبية.
وتابع: "في مصر، يمكنك السباحة في وقت لا يكون ذلك ممكنًا في منتجعات أخرى قريبة منا، فعدد السائحين تغير في السنوات العشر الماضية لكنه يتراوح بين ثلاثين وخمسين ألفًا حسب الموسم".
وقال رئيس صربيا: "إنه يجب إنشاء خط مباشر بين بلجراد والقاهرة، لكنه لم يحدد متى"، مؤكدًا أن الصرب يحبون زيارة مصر كسائحين وأنهم سيذهبون بأعداد أكبر.
التبادل التجاري
وأشارت تاتجانا ماتيتش، وزيرة التجارة والسياحة والاتصالات، في منتدى الأعمال الصربي المصري، إلى أن التجارة بين البلدين في الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري سجلت نمواً بنسبة 75%.
بينما قال رئيس صربيا إن تعميق العلاقات بين البلدين سيحقق الكثير في المستقبل وأعلن عن "العديد من المشاريع المشتركة".
وتابع "أنا متأكد من أننا سنقيم تعاونًا جيدًا في بيع الحبوب لمصر".