«الإسكوا»: تدني مشاركة المشاركة الاقتصادية للمرأة العربية لهذه الأسباب
قالت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا "الإسكوا"، إن لبنان يسجل إحدى أكبر الفجوات بين الجنسين في العالم، فيحتل المرتبة 132 من بين 156 دولة في تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي عن الفجوة بين الجنسين لعام 2021، ويعزي هذا الترتيب المنخفض بصورة أساسية إلى مركز لبنان المتدني للغاية في المؤشر الفرعي، للمشاركة والفرص الاقتصادية (المرتبة 139).
وأشارت "الإسكوا" في تقرير لها -حصلت "الدستور" على نسخة منه- إلى أن مشاركة المرأة في سوق العمل سجلت أدنى المعدلات على الصعيد العالمي (25% مقابل 76% للرجال)، رغم التقدم الطفيف في التمكين السياسي للمرأة والزيادة الملحوظة في تحصيلها العلمي.
ولفت إلى أن هناك عدة عوامل تساهم في تدني نسبة المشاركة الاقتصادية للمرأة في المنطقة العربية عموماً، وفي لبنان خصوصاً، منها الأعراف الاجتماعية التمييزية، وضعف الأطر القانونية، وغياب فرص العمل. ولكن، أحد العوائق الرئيسية أمام مشاركة المرأة في سوق العمل هو ما يتوقع منها أن تؤديه من دور في المجتمع وفي أسرتها، ومن أعمال رعاية غير مدفوعة الأجر.
وتعرف أعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر على أنها أنشطة رعاية تتم داخل الأسرة وتشمل مهام الرعاية المباشرة للأطفال وكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة، ومهام الرعاية غير المباشرة مثل التنظيف والطهي" . ووفقاً لمعهد ماكينزي العالمي، تؤدي النساء في المنطقة العربية من 80 إلى 90% من مجمل مهام الرعاية غير مدفوعة الأجر.
ووفقًا لمنظمة العمل الدولية، تقضي النساء 4.7 أضعاف الوقت الذي يقضيه الرجال في تأدية هذا النوع من المهام. ولبنان ليس هذه القاعدة بما أنه يتبع استثناءً بثبات من تلك الاتجاهات الإقليمية. فالمعتقدات والأعراف الاجتماعية السائدة فيه والتي تصنف النساء على أنهن مقدمات الرعاية الأساسيات لأسرهن، تسهم في زيادة ترسيخ أوجه عدم المساواة القائمة بين الجنسين في أعمال الرعاية والمهام المنزلية، مما يؤثر سلباً على مشاركة النساء في القوى العاملة، ويهدد فرصهن في تحقيق مسيرة مهنية، ويضعف تمكينهن الاقتصادي.