«خلقدونية المشؤوم»
تذكار المجمع الذي قسم الكنائس وشتتها على مستوى العالم
تحتفل الكنائس التي تتبع مجمع خلقدونية، وتعاليمه، بذكرى انعقاد المجمع عام 451، وعنه قال المطران الراحل الأنبا بيشوي، مطران دمياط وكفر الشيخ والبراري، ورئيس دير القديسة دميانة بالبراري، في كتاب «تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية- المجامع المسكونية»: «إن السبب في انعقاده هو أنه عاد الإمبراطور مركيان يبحث مع الأساقفة المتطوعين وزوجته بوليكاريا في أمر البابا المرصي ديسقورس وكيفية التغلب عليه».
وأضاف: «أخيرًا استقر رأيهم على عقد مجمع كنسي في مكان بعيد عن العاصمة على أن لا يناقشوا ديسقوروس في أمر الأيمان إذ قد ثبت لهم أنه قوى الحجة بل يقتصروا على البحث في أمر الأساقفة المتطوعين ورسالة لاون، وهكذا صدرت الأوامر الملكية في عقد مجمع خلقدونية، وانعقد المجمع في كنيسة القديسة أوفيمية وجلس الإمبراطور والإمبراطورة في صدر الكنيسة وعلى اليمين البابا ديسقوروس وأسقف أورشليم وكورنثية ومساعد أسقف مصر وحضر هذا المجمع أيضًا قضايا مدنيا لحفظ النظام والإشراف على الجلسات».
وعن مدينة خلقدونية قال: «هي إحدى مدن آسيا الصغرى القديمة بنيت قبل الجيل السابع قبل الميلاد (685 ق. م.) على ساحل بثنية تجاه الموضع الذي بنيت فيه بعدئذ مدينة القسطنطينية، ويبدو أنها تخربت في القرن الثاني قبل الميلاد فانتقل سكانها إلى مدينة نيقوميدية غير أن يوستينيانوس عمل على إعادة بنائها وتعميرها وتخرَّبت ثانيةً أمام الفتح العثماني ويقال أن موضعها الآن قرية صغيرة باسم قاضى قوة».
وعن آباء المجمع المشهورين فهم: «البابا ديسقوروس مع بعض الأساقفة مثل، بونيناليوس أسقف أورشليم، مكسيموس بطريرك إنطاكية، أتاطولبوس أسقف القسطنطينية، كما أوفد له ثلاثة نواب من الأساقفة».
وبخصوص عدد الأساقفة، فأوضح أنه اختلف المؤرخون في عدد الأساقفة التي حضرت هذا المجمع فمنهم من قال 230 أسقف ومن قال إنهم بلغوا 620 أسقف، كما حرص الملك مركيان وزوجته بوليكاريا على حضور هذا المجمع ومعهما عدد كبير من أفراد حاشيتهما وكثير من الضباط والجنود.