رسائل القادة العرب من «قمة جدة» بحضور بايدن
وجه القادة العرب عدة رسائل في قمة جدة للأمن والتنمية، أهمها تأكيد مواصلة الدول العربية التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية وجهودها لمكافحة الإرهاب، الذي عانت منه منطقة الشرق الأوسط على مدار عدة عقود.
فيما يلي رسائل القادة العرب:
مصر
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن الوقت قد حان لتتضافر الجهود لإنهاء جميع الصراعات المزمنة والحروب الأهلية طويلة الأمد، وأن الانطلاق نحو المستقبل يتوقف على كيفية التعامل مع أزمات الماضي، مشيرًا إلى أن الجهود المشتركة لحل أزمات المنطقة لم يكتب لها النجاح دون التوصل لتسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية.
وأوضح أن المنطقة تعاني من تحديات سياسية وتنموية وأمنية جسيمة، بما فيها مخاطر انتشار الإرهاب على نحو يطال استقرار شعوبنا ويهدد كذلك حقوق الأجيال القادمة.
وعبر الرئيس السيسي عن شكره وتقديره للدول المشاركة في القمة التي تحمل دلالة سياسية واضحة بتجديد العزم على تطوير المشاركة بين الدول العربية والولايات المتحدة الأمريكية، سواء على الصعيد الثنائي أو في الإطار الإقليمي الأوسع، وبما يمكنها من الانطلاق نحو آفاق أرحب إلى التعاون على نحو يلبي تطلعات ومصالح الشعوب لتحقيق منافع متبادلة وصون أمن واستقرار المنطقة بأكملها.
وقال: "يظل الإرهاب تحديًا رئيسًا عانت منه الدول العربية على مدار عدة عقود، لذا نجدد الالتزام بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف بأشكاله وصوره كافة بهدف القضاء على جميع تنظيماته والميليشيات المسلحة المنتشرة في عدة بقاع من عالمنا العربي، التي تحظى برعاية بعض القوى الخارجية لخدمة أجندتها الهدامة، وترفع السلاح لتحقيق مكاسب سياسية ومادية، وتعيق تطبيق التسويات والمصالحات الوطنية، وتحول دون إنفاذ إرادة الشعوب في بعض الأقطار، بل تطورت قدراتها لتنفذ عمليات عابرة للحدود، مشددًا على أنه لا مكان لمفهوم الميليشيات والمرتزقة وعصابات السلاح في المنطقة، وأن على داعميها ممن وفروا لهم المأوى والمال والسلاح والتدريب وسمحوا بنقل العناصر الإرهابية من موقع إلى آخر، أن يراجعوا حساباتهم وتقديراتهم الخاطئة، وأن يدركوا بشكل لا لبس فيه أنه لا تهاون في حماية أمننا القومي وما يرتبط به من خطوط حمراء، وأننا سنحمي أمننا ومصالحنا وحقوقنا بكل الوسائل.
البحرين
وقال العاهل البحريني في كلمة له خلال قمة جدة للأمن والتنمية التي تستضيفها المملكة العربية السعودية، إنَّ منطقةَ الشرق الأوسط، ذات المكانة الاستراتيجية الدولية المهمة، عانتْ على مدى سنوات -ولا تزال- من ظروف سياسية وأمنية واقتصادية صعبة، وتحديات بالغة الخطورة، الأمر الذي يتطلبُ منا تفكيرًا متزنًا وعميقًا لكيفية الخروج من الأزمات والصراعات الدائرة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي لا بد من حلِّها بتسوية عادلة ودائمة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وفقًا لحلِّ الدولتين ومبادرة السلام العربية، وخلق الفرص الاقتصادية الواعدة والمستدامة للشعب الفلسطيني الشقيق ومشاركته الفعلية في تنمية شاملة الأبعاد، كما تم عرضه في مخرجات ورشة "السلام من أجل الازدهار" التي عقدت في مملكة البحرين في عام 2019م، إضافةً إلى ضرورة التوصُّلِ الى تسوية سياسية للأزمة اليمنية، ومواصلة الدعم الإنساني والتنموي للشعب اليمني.
العراق
وأوضح رئيس وزراء العراق مصطفي الكاظمي، أن العراق بالتعاون مع أشقائه وجيرانه وأصدقائه كان دوره أساسيّا في محاربة الإرهاب والانتصار على تنظيم "داعش"، مشددًا على أن اقتلاع جذور الإرهاب يستدعي تعزيز الجهود الوطنية والإقليمية والدولية لوضع استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله من خلال التعاون الأمنيّ المشترك وتبادل المعلومات والخبرات، مجددًا التأكيد أن العراق رغم أنه يبقى منتجًا مهمًا للنفط، ولكن ذلك يزيد من التحديات البيئية، لذلك يعمل العراق على استثمار الغاز الذي يُحرق في حقول النفط، كما تتم توسعة نطاق الاستثمار في الطاقة البديلة.
وأكد الكاظمي سعي العراق إلى تعزيز بيئة الحوار في الشرق الأوسط، وأن أجواء التعاون الاقتصادي والتنسيق الأمني بين جميع الأشقاء في المنطقة تخدم بشكل مباشر مصالح شعوب المنطقة، مشيرًا إلى أن اللقاءات والمؤتمرات الثلاثية التي جمعت العراق مع مصر والأردن قد أنتجت رؤيةً مشتركةً لفتح مجالات للتعاون والتكامل، كما كان مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة معبّرًا عن الروابط التاريخية التي تجمع بين كل دول المنطقة.
البيان الخليجي الأمريكي
وفي البيان الختامي، أكد القادة التزامهم المشترك بحفظ أمن المنطقة واستقرارها، ودعم الجهود الدبلوماسية الهادفة لتهدئة التوترات الإقليمية، وتعميق تعاونهم الإقليمي الدفاعي والأمني والاستخباري، وضمان حرية وأمن ممرات الملاحة البحرية.
وفي هذا الإطار، رحبت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بتأكيد الرئيس الأمريكي على الأهمية التي توليها الولايات المتحدة الأمريكية لشراكتها الاستراتيجية مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وأنها تقف على أهبة الاستعداد للعمل جماعيًا مع أعضاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية لردع ومواجهة جميع التهديدات الخارجية لأمنهم، وضد أي تهديدات للممرات المائية الحيوية، خاصة باب المندب ومضيق هرمز.