«ابن الأكابر».. سراج منير ترك الطب بسبب الفن وقضى عليه «حُكم قراقوش»
«ابن الأكابر».. هكذا كانت شهرة الفنان الكبير سراج منير، الذي تمر اليوم ذكرى ميلاده، حيث عاش 53 عامًا قضى أغلبها في الحياة الفنية وقدّم أعمالًا قيّمة سُجلت في ذاكرة السينما المصرية، فهو ابن الأسرة الأرستقراطية الذي ولد في 15 يوليو عام 1904 وكان والده مديرًا بوزارة المعارف.
سافر سراج منير لدراسة الطب في ألمانيا، واتخذ الفن وسيلة لكسب المال لإعانته على دراسته، وسرعان ما ترك الطب وتفرغ للفن وشارك في عدد من الأفلام الألمانية الصامتة، وتنقل بين استوديوهات برلين، حتى التقى بالمخرج محمد كريم، وعندما بدأت الحرب العالمية الثانية قرر سراج منير العودة إلى القاهرة والتحق بمسرح رمسيس، وبعد فترة انتقل إلى الفرقة الحكومية، حتى جاءته أول فرصة في السينما فأسند له دورًا فى فيلم "زينب" عام 1930م، لتتوالى أعماله بعد ذلك.
انضم سراج منير لفرقة نجيب الريحاني، وكان عضوًا بارزًا فيها، وأصبح بطل الفرقة، وتنوع سراج منير وأجاد أدوار الشخصية الجادة الشريرة وكذلك الشخصيات الكوميدية فى عدد من الأعمال الفنية وأشهرها فيلم عنتر ولبلب.
وأثناء تصوير «ابن الشعب» عام 1934، تعرف سراج منير على حب عمره الفنانة ميمي شكيب وأحبها وأراد زواجها لكن أسرته اعترضت، وبعد سنوات جمعتهما فرقة الريحاني التي عملا بها وتجدد الحب بينهما وتزوجا وعاشا قصة من أكبر قصص الحب والزواج حتى رحيله بعد 10 سنوات من هذا الزواج.
خاض سراج منير مجال الإنتاج السينمائي، للارتقاء بصناعة السينما، واختار قصة وطنية تصور حقبة من تاريخ مصر ساد فيها الفساد والرشوة، ووضع أغلب أمواله في إنتاج فيلم «حكم قراقوش» عام 1953، وتكلف إنتاجه أربعين ألف جنيه، ولكن لم تتجاوز إيراداته عشرة آلاف جنيه، فاضطر سراج منير أن يرهن الفيلا التي بناها لتكون عش الزوجية مع زوجته الفنانة ميمي شكيب.
أصيب سراج منير بصدمة كبيرة بسبب خسارة فيلم «حكم قراقوش»، ونتج عن الصدمة إصابته بالذبحة الصدرية التي أدت إلى وفاته وكانت هذه صدمة كبيرة لجمهوره.