بعد القمح.. العالم على موعد مع أزمة الحمص بسبب الحرب الروسية-الأوكرانية
"نقص إمدادات الحمص قد يصل 20% خلال العام الجاري 2022"، ذلك نص ما حذرت منه جمعية جي بي سي المتخصصة برصد البيانات من المزارعين والمستوردين والمصدرين بشأن ذلك المحصول تأثرًا بعواقب الحرب الروسية الأوكرانية، ليتبع في أزمته أزمة القمح العالمية متسببًا في عواقب وخيمة خاصة لدى الدول التي تعتمد على البقول كمصدر أساسي للبروتين.
وأزمة نقص الحمص جاءت بعد أزمة نظيرتها العالمية في القمح بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، إذ أن روسيا تأتي ضمن أكبر الدول المُنتجة للمحصول حيث يصل إنتاجها منه سنويًا إلى 319,908 طن. ويزرع بها على مساحة 357,945 هكتار ليعطي عائدًا يبلغ 893.7 كغ/هكتار.
وبلغت صادرات روسيا من الحمص 300 ألف طن، وتنتشر زراعته داخلها في مناطق الفولجا وجنوب ووسط وشمال القوقاز، و يتميز الحمص الروسي بصغر حجمه.
أما أكثر الدول التي تستورد الحمص الروسي هي تركيا والهند والأردن ومصر ولبنان والعراق ودول الخليج العربي، كما تأتي دولة باكستان بين أكثر الدول التي تعتمد في غذائها على الحمص، فهو يلعب دورًا رئيسيًا في الأمن الغذائي بالبلاد علاوة على زيادة الطلب عليه في السنوات الأخيرة بسبب الزيادة المستمرة في عدد السكان وانخفاض الإنتاج.
لذلك تعمل باكستان على استيراد الحمص من استراليا وتركيا وكندا، ويزرع الحمص بها على مساحة 1,004,681 هكتار بعائد في الإنتاجية يقدر بـ 514.7 كغ/هكتار وتبلغ الإنتاجية الكلية 517.107 طن سنويًا. كما أن 80% من الحمص يزرع في منطقة تال والـ 20 % الباقية تتوزع في مختلف المناطق الأخرى.
ويبلغ الإنتاج العالمي من نبات الحمص سنوياً حوالي (12,093,048) طن، وتعتبر دولة الهند من أكثر دول العالم المنتجة لنبات الحمص، حيث يبلغ إنتاجها منه ما يقارب (781,898,4) طن، كما تحتل أستراليا المرتبة الثالثة عالمياً في إنتاجه، حيث يبلغ إنتاجها سنوياً حوالي (874,593) طن، و تأتي مصر في المرتبة 41 عالمياً والأولى عربياً، إذ يبلغ إنتاجها حوالي سنوياً (1,315) طن.
ونبات الحمص نبات عشبي، حولي، بقولي، يتراوح طوله من 25-30 سم، يزرع غالباً للحصول على بذوره الجافة، ويستهلك أخضراً طازجاً في بعض الأحيان، ونبات الحمص ثاني أكثر نبات بقولي يزرع عالمياً، ويحتاج نبات الحمص إلى طقس معتدل تتراوح فيه درجات الحرارة من (20 – 27) درجة مئوية.
وعن محصول الحمص أوضح حسين عبدالرحمن أبو صدام نقيب عام الفلاحين إنه محصول بقولي غني بالعناصر الغذائية والألياف وأهمها البروتين حيث يعتبر من أفضل مصادر البروتين النباتي لذلك يسمي "بديل اللحمة".
وأضاف أن الحمص من المحاصيل الشتوية الذي يزدهر في الجو المعتدل و يعتمد في نموه علي الرطوبة المتبقية في التربة لذا فإنه يروي مرة واحدة طوال مدة زراعته وحتي الحصاد.
تابع عبدالرحمن أن محصول الحمص يزرع في شهر نوفمبر ويحصد في أبريل من كل عام وهو قليل استهلاك المياه كما أنه قليل التكاليف وتعد التربة الرملية هي الأنسب لزراعته، وهو من المحاصيل ذات العائد الاقتصادي العالي و ينتج فدان الحمص نحو 15 إردب ويصل سعر الإردب إلى 2000 جنيه.
في الوقت نفسه أشار أبوصدام إلى أن المساحات المنزرعة من الحمص بمصر لا تتعدى الـ20 ألف فدان معظمها في محافظات قنا وأسيوط والمنيا والبحيرة ويستخدم الحمص في صناعة الحلويات والأكلات الشعبية كالكشري ويأكل مطبوخًا أومسلوقًا ساخنًا أو باردًا كما تستخدم أوراقه وسيقانه كعلف للحيوانات خاصة الدجاج.
وعن العقبات التي تواجه زراعة المحصول في مصر رغم ارتفاع العائد الاقتصادي منه أوضح أبو صدام أنها تتمثل في كونه محصول شتوي ينافسه في الأرض محاصيل أساسية كالقمح والفول البلدي، بالإضافة إلى قلة الخبرة الزراعية لزراعته، وضعف عمليات الإرشاد والتوعية، بالإضافة إلى عدم توفر المبيدات والتقاوي بالكميات المناسبة، وكذلك حساسية الحمص الشديدة للتغيرات المناخية واحتياجه لمناخ معتدل فهو لا يتحمل البرودة العالية او الحرارة الشديدة.