تقرير بريطاني يحذر من مجاعة كارثية تهدد منطقة القرن الإفريقي
حذرت صحيفة “التلجراف” البريطانية من مغبة ارتفاع أسعار المواد الغذائية في أعقاب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، معتبرا أن حصار الغذاء الروسي سوف يقود بعض دول القارة الأفريقية وتحديدا الصومال لحافة الهاوية.
المجاعة تضرب الصومال
وقالت الصحيفة إن الصومال على وشك المجاعة الكارثية، لاسيما اضطر ما لا يقل عن 805000 شخص بالفعل إلى مغادرة منازلهم بحثًا عن الطعام والماء هذا العام في الصومال.
وأضافت أنه من المتوقع أن يزداد هذا العدد في الأشهر المقبلة لاسيما مع هطول أمطار قليلة كما هو متوقع.
وفي غضون ذلك، تسببت الحرب في أوكرانيا وتسليح روسيا للحبوب في أزمة أمن غذائي عالمية شعرت بشدة بأنها منطقة تعتمد على واردات البحر الأسود.
وفي جميع أنحاء القرن الأفريقي، حيث ارتفعت الأسعار بشكل كبير، ويواجه ما لا يقل عن 18 مليون شخص حاليًا نقصًا في الغذاء، في الصومال، من المتوقع أن يكون 213 ألف طفل في قبضة المجاعة بحلول سبتمبر، بينما حذرت الأمم المتحدة من أن 365 ألف طفل قد يموتون بسبب سوء التغذية هذا العام وصنفت منظمة الصحة العالمية الجفاف بأنه حالة طوارئ صحية من الدرجة الثالثة، وهو أعلى تصنيف للأزمات في الوكالة.
وأوضح مايكل دانفورد، رئيس برنامج الغذاء العالمي في شرق إفريقيا، لصحيفة التلجراف: "لا نعرف بعد أين وصلنا إلى نهاية هذه الأزمة، والحقيقة هي أننا في وضع مدمر بالفعل، والاحتمال هو أنه سيستمر".
وأضاف أن ما يقرب من ثلاثة ملايين رأس ماشية نفقت بالفعل نتيجة للجفاف - بما في ذلك ما يصل إلى 30% من القطعان في الصومال كما أدى الانخفاض في إنتاج اللحوم والألبان إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وترك الملايين يعتمدون على المساعدات الإنسانية.
وقال دانفورد: “إذا خسرت حيواناتك، فقد فقدت مصدر رزقك و الأمر ليس مثل الغرب، حيث إذا فقدنا جهاز الكمبيوتر الخاص بنا يمكننا شراء جهاز آخر، نحن نتحدث عن طريقة كاملة للحياة، والعلاقات التي تربط الرعاة بهذه الطريقة في الحياة”.
الجفاف ليس الخطر الوحيد
واعتبرت "التلجراف" أن الجفاف ليس وحده هو الذي جعل الحياة في الصومال أكثر صعوبة، فوفقًا لأحدث تقرير صادر عن نظام الإنذار المبكر بالمجاعة فقد تضافرت عدة عوامل وتهدد بدفع مئات الآلاف إلى المجاعة، حيث دمر الجراد الصحراوي المحاصيل في جميع أنحاء القرن الأفريقي في عام 2020، وضرب وباء كورونا الاقتصاد بشدة، كما تراجعت الصادرات في عام 2020 بنسبة 50%.
كما أدى تصاعد انعدام الأمن إلى جانب الانتخابات المتأخرة في مقديشو، إلى تفاقم الوضع في وسط وجنوب الصومال، حيث يشتد الجفاف وسط تزايد التقارير عن عائلات تركت الأراضي التي تسيطر عليها جماعة الشباب الارهابية بحثًا عن المساعدة.