أمينة النقاش: عبد العظيم رمضان لم يقل يومًا أنه يساري
قالت الكاتبة الصحفية أمينة النقاش إن الراحل عبد العظيم رمضان (1925-2007) من أهم المؤرخين ممن ظهروا فى أعقاب ثورة يوليو وله كتابات تدرّس في أزمة مارس:"دعني ابدأ معك فى تكوينه منذ أن كان موظفاً فى هيئة النقل العام وقام بتعليم ذاته بشكل يدعو للتقدير ليتحّول من مجرد موظف إلى أستاذ جامعي ومؤرخ وهو له علاقة باجتهاد وليس بتطوّر أفكاره وهو ما يضع فى الاعتبار عند تقييم دوره وان مسألة الاجتهاد ومقاومة الظروف الاجتماعية شيء وتجربة تدعو للإعجاب وأنها تكون نموذج لكثيرين في هذه الأيام.
وأضافت النقاش، لـ"الدستور" أنه بمناسبة ذكرى رحيله التي تمر علينا اليوم 4 يوليو، أن المرحلة الثانية تتمثل فى كتاباته التاريخية استندت إلى رؤية تحليلية للأحداث هى جهد علمى مقدر بصرف النظر عن موقفنا منه، إضافة إلى تأييده لاتفاقية السلام وعندما خرج من حزب التجمع لهذا السبب لكوننا كنا ضد التطبيع ومعاهدة السلام؛ لأنه كان حلاً منفرداً يضعف القضية العربية ككل حتى الدكتور بطرس غالي عندما كتب كتابه المهم" طريق مصر إلى القدس" قال إن مصر حصلت على حقها فى هذه الاتفاقية لكن على حساب القضية الفلسطينية.
وتابعت "دعنى أعود إلى أنه وصلاح حافظ وعبد الرحمن الشرقاوى أيدوا السلام وأنه ليس من يقف موقفاً يعارضني أن نتهمه بالخيانة وعندما انظر الى هذه الاتفاقيات الآن أقول إن أرض مصر المحتلة رجعت لها ولم تكن كل هذه الاتفاقيات التي عارضناها في هذه اللحظة التاريخية لم تقف الا مصر ودافعت عن القضية الفلسطينية فى تاريخ العرب الا مصر، ودعنى أؤكد أن عبد العظيم رمضان عندما تشكل كان عبارة عن خليط بين أكثر من تيار من الماركسيين والليبراليين والاشتراكيين حتى التيار الإسلام كان ممثلاً فيه وأن عبد العظيم رمضان لم يقل يوماً أنه يساري بالمناسبة، وكون اختياره المدرسة الليبرالية فى كتابة التاريخ لا يدينه حيث لم يكن ضد العدالة الاجتماعية وغيرها من القضايا التى نعبر عنا فى اليسار ولا اعتبر موقفه تحول من اليسار الى اليمين واعتبره تطوراً طبيعيًا فى أفكاره وليس إنقلاب فكرى بشكل انتهازي".
ولد المؤرخ عبد العظيم رمضان في أبريل 1925 عمل مدرساً للتاريخ بجامعة المنوفية فأستاذا، ثم عميدا بكلية التربية وشغل منصب عضو في المجلس الأعلي للثقافة ورئيس لجنة التاريخ وعضو مجلس إدارة هيئة الكتاب المصرية وإشرافه علي سلسلة تاريخ المصريين إضافة إلي عضويته في كثير من اللجان وكذلك مساحاته الثابتة في مجلة أكتوبر الأسبوعية أو جريدة الأهرام ثم الجمهورية فيما بعد. وعضوية مجلس الشورى، ورحل في هدوء يوم 4 يوليو 2007
بسبب الطريقة التي حقق بها مذكرات سعد زغلول وبسبب كثرة معاركه فقد كان أحد الضالعين في التطبيع وصنعت حواراته مع الإسرائيليين تياراً عريضا داخل إسرائيل يناصر السلام وفي مصر كان مشرفا علي سلسلة تاريخ المصريين فنقل رسائل الماجستير والدكتوراه من رفوف المكتبات الجامعية إلى رفوف مكتبات المهتمين بالتاريخ والمعنيين بالقراءة فيه.
جمع بين العمل الأكاديمي وجهده الأكاديمي محترم أما كتاباته السياسية فشملت آراء ومواقف شخصية مثيرة بطبيعتها للخلافات لموقفه من التطبيع فدخل معارك لاتنتهي منها ماهو دائم مع اليسار المصري وهو أحد مؤسسي حزب التجمع الذي استقال منه في عام 1985 ونشر هذه الاستقالة في كل الصحف المصرية ليعلن الولاء للحكومة.
إضافة إلي ما سبق كانت معركة رمضان الأشرس مع حزب العمل وجريدته الشعب وكذلك جريدة الأحرار التي طلب من المسئولين رسميا سحب ترخيصها وإغلاقها لأنها تجرأت وهاجمته والجريدة من جانبها جيشت كل المختلفين معه للنبش في تاريخه والهجوم عليه. شمل هجومه بعض مشايخ الأزهر مثل الشيخ محمد سيد طنطاوي ومفتي مصر الأسبق د. نصر فريد واصل وامتد هجومه ليشمل الشيخ يوسف القرضاوي الذي نعته رمضان بأنه نسي مصريته وأعمته أموال الخليج.