عبدالعظيم رمضان.. 15 عامًا على رحيل «المؤرخ المشاكس»
15 عاما مرت على وفاة المؤرخ عبد العظيم رمضان، الذي رحل عن عالمنا في 4 يوليو لعام 2007، عن عمر ناهز الثمانين عاما، إذ كان من أهم المؤرخين الذين جاءوا في تاريخ مصر، بعد عمله كأستاذ للتاريخ بجامعة المنوفية، ورئيس تحرير سلسلة "تاريخ المصريين" التي تصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب بعد أن كان مشرفا عليها.
وتولى المؤرخ الراحل عبد العظيم رمضان هذه المناصب المهمة، بعد تخرجه في كلية الآداب بجامعة القاهرة، وحصوله على ليسانس التاريخ من كلية الآداب في عام 1958، وحصوله على درجة الماجستير في التاريخ الحديث عام 1964، ثم درجة الدكتوراه في عام 1970 من ذات الكلية، وتدرجه بعدة وظائف وهي: مدرس التاريخ الحديث بكلية التربية، جامعة عين شمس، عام 1973، أستاذ مساعد التاريخ الحديث بكلية الآداب، جامعة المنوفية، عام 1978، أستاذ ورئيس قسم التاريخ بكلية التربية، جامعة المنوفية، عام 1982، وعميد كلية التربية، جامعة المنوفية، عام 1984.
خلال مسيرته انتمى عبد العظيم رمضان لعدة هيئات علمية، فتولى رئاسة اللجنة العلمية المشرفة على مركز وثائق وتاريخ مصر المعاصر عام 1987، وكان عضو مجلس إدارة هيئة الكتاب عام 1988، وعضو المجلس القومي للثقافة والفنون والآداب والإعلام التابع لرئاسة الجمهورية، كما كان مقررا للجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة، وعضو المجلس الأعلى للثقافة، وأشرف علي سلسلة "تاريخ المصريين" حيث تولى رئاسة تحريرها.
واشتهر المؤرخ عبد العظيم رمضان بكثرة معاركه، فكان لديه موقف من التطبيع الذي كان سببا في خوضه معارك لا تنتهي؛ منها ما هو دائم مع اليسار المصري إذ كان أحد مؤسسي حزب التجمع لكنه استقال منه عام 1985، ونشر هذه الاستقالة في كل الصحف المصرية ليعلن الولاء للحكومة، أما معركته الأشرس كانت مع حزب العمل وجريدته "الشعب"، وكذلك جريدة "الأحرار" التي طلب من المسئولين رسميا سحب ترخيصها وإغلاقها، بسبب جرأتها وهجومها عليه، بتوحيد المختلفين معه للنبش في تاريخه والهجوم عليه، واتهامه بنسيان مصريته بسبب أموال الخليج.
كان عبد العظيم رمضان متحمسا لتجربة الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر الاشتراكية ثم انتقد تلك التجربة بشدة في كتابه "تحطيم الآلهة" وغيره، لذا عرف بأنه من أكثر المؤرخين المصريين إثارة للجدل.
ترك المؤرخ الراحل عبد العظيم رمضان إرثا هائلا من المؤلفات، ومنها "الفكر الثوري في مصر قبل ثورة 23 يوليو" و"مصر في عصر السادات" و"حرب الخليج في محكمة التاريخ" و"الاجتياح العراقي للكويت في الميزان التاريخي" و"الصراع الاجتماعي والسياسي في عصر مبارك"، كما حقق مذكرات الزعيم المصري سعد زغلول التي تؤرخ لمقدمات ثورة 1919 ضد الاحتلال البريطاني.
حصد الراحل عدة جوائز وأوسمة ومنها: جائزة مصطفى أمين وعلى أمين، عام 1962، وسام الجمهورية من الدرجة الثانية، عام 1985، وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى، عام 1992، وجائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى للثقافة، عام 1998.