خبير استراتيجي لـ«الدستور»: الوضع في العراق معقد والأفضل إجراء انتخابات جديدة
قال الخبير الاستراتيجي العراقي، مخلد حازم الدرب، إنه بعدما تم الإعلان عن موعد تشكيل الحكومة العراقية من قبل “الإطار التنسيقي”، لكن لا يزال الوضع معقد ومربك كثيراً خصوصاً بعد عملية انسحاب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر من البرلمان.
واعتبر الدرب أن الصدر بهذا الانسحاب قد أربك الخارطة السياسية في العراق، لأنه يعتبر الفائز في الانتخابات الأخيرة، وحاصل على 73 مقعداً، وبالتالي فإن انسحابه من العملية السياسية خطراً كبيراً على كل من يحاول أن يؤسس تشكيل الحكومة العراقية الجديدة بدون التيار الصدري.
وأضاف الدرب في تصريحات خاصة لـ “الدستور”، أن مقتدى الصدر عندما أتى دعا لأن يكون هنالك خارطة سياسية جديدة في العراق بعد عام 2018، بدلاً من حكومات المحاصصة المتعاقبة، وهي الحكومة التي قضت على الدولة العراقية، والمؤسسات التي نخرها الفساد، وبالتالي هناك رؤية أخرى لدى الي مقتدى الصدر والمتحالفين معه من الحزب الديمقراطي الكردستاني وتحالف السنة في ان يكون هناك خارطة سياسية جديدة في البلاد، تحكمها الائتلافات فيما بينهم وأن قراراها سيكون قرارا واحداً، الا أن هذا المشروع مع الاسف اصطدم بمشروع ثاني وهو مشروع التوافقية.
وأضاف “بالتالي كان هناك عملاً دؤوباً لإسقاط هذا المشروع، وقدموا الكثير من التنازلات من أجل الذهاب تحت عباءة الصدر في هذه الحكومة حفاظاً على الحصانة التي يمتلكونها و المكاسب والمغانم، فكان رده أن المشروع له أولوية وهو الشعب العراقي والحفاظ على السيادة العراقية”.
وتابع مخلد، أن 80% من الشعب العراقي لم يقدم لصناديق الاقتراع في الانتخابات العراقية المقبلة، مشيراً إلى أنه مع مرور الوقت والزمن ستغير الخارطة السياسية.
كما أوضح الخبير العراقي الاستراتيجي أن هناك تغييرات في العملية العسكرية على الساحة الاقليمية في منطقة الشرق الاوسط والناتو العربي، كل هذه الامور ستؤثر على العراق، لذلك رفض الصدر ان يدخل في حكومة عراقية هشه ولا تلبي طموحات الشعب واستقرار المرحلة القادمة فقرر الانسحاب وترك الكرة في ملعب الطرف الثاني، لكنها تعتبر كرة من النار لايستطيع أحد أن يلمسها.
وأشار إلى أنه حتى الوقت الحالي لا يوجد اتفاق بين الحزبين الكرديين على انتخاب رئيس الجمهورية، وكذلك لا يوجد توافق بين الأحزاب داخل الإطار التنسيقي والتوافق بينهما لانتخاب رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية، مشيراً إلى أن هناك تشتت واضح وسوف يستمر في المرحلة القادمة.
كما رأى مخلد أن الحل الأفضل لذلك هو حل البرلمان، والدعوة إلى انتخابات نزيهة ومبكرة، وهذا ما لا يرضى به بعض أطراف الإطار التنسيقي، مشيراً إلى أن الأيام المقبلة ستحمل العديد من المفاجأت.