كلمة واحدة تفصلك.. 3 شخصيات يروون مواقف من صالون العقاد
في مقال كتبه وديع فلسطين بمجلة الأديب 1975 ذكر فيه بعض المواقف التي سردت أمامه من رواد صالون العقاد، ومنهم الكاتب عامر العقاد ابن شقيق العقاد والدكتور كامل السوافيري ووديع فلسطين.
عامر العقاد
روى عامر العقاد أنه حمل البريد اليومي ذات صباح إلى عمه، ففحصه بنظرة سريعة ثم استوقفت نظره رسالة ميز خطها، فأمسكها بيده وقد انزعج وقال لعامر:" لا بد أن صديقنا القديم شكري أصيب بفالج، ولما فض الرسالة كان كاتبها عبد الرحمن شكري فعلا، وكان يعتذر للعقاد رداءة خطه لانه بعد الفالج الذي نزل به لم يستطع أن يكتبها إلا بيسراه وظل العقاد منقبض النفس لا شهية له لطعام أو شراب، ونسي تلك الخصومة القديمة بينه وبي شكري من أيام كتاب "الديوان" ولما مات شكري رثاه العقاد".
الدكتور كامل السوافيري
وذكر الدكتور كامل السوافيري موقفا قال فيه:" كنت في زيارة لدار المعارف حيث يطبع للعقاد كتاب، وكان هناك من المصححين فحذف كلمة من كتاب العقاد، وكانت الكلمة "لذاذات"، بدعوى أنه لم يسمع بها من قبل ولما نبهه رئيسه إلى أن العقاد دار للغة، وأنه قاموس موثق للأدب وأن تبديل لفظة من ألفاظه من شأنه أن يفقد المصحح وظيفته في الدار، ومن هنا آثر المصحح السلامة واستبقى "اللذاذات" وفي صدره شئ منها".
وديع فلسطين
وقال الكاتب وديع فلسطين:" عندما كنت أحرر جريدة المقطم دفع إلى رئيس التحرير خليل ثابت بكتاب جديد من كتب المطالعات أصدره العقاد وكان زميله في مجلس الشيوخ ورجاني أن اقرأ الكتاب ثم أقوم بالتعريف به في باب المكتبة، وانتهزت الفرصة لأتحرش بالعقاد، بأسلوب الذم الذي يراد به المدح، فكتبت كلمة قلت فيها إن في آداب الفرنجة تعبيرا اصطلاحيا يطلق علي المهتمين بالقراءة فيقرضونها كما تقرض ديدان العث، وقلت إن هذا الوصف شديد الانطباق على العقاد فهو دودة قراءة وقد استطاعت هذه الدودة العقادية من قراءاتها أن تخرج لنا كتاب الطالعات هذا".
يكمل فلسطين:" ظهر المقال في الجريدة وتوقعت أن يضيق العقاد بكلامي فيشكوني إلى زميله إلى زميله في مجلس الشيوخ خليل ثابت، ولكن شيئا لم يحدث فأيقنت ان العقاد تقبل كلامي في غير غضب ولم يقرا ما بين سطوره خبثا او حقدا وكان أكثر ما يثيره الخبث والحقد".