البابا فرنسيس: ليكن الحب الذي فيكم منفتحا ليلمس الضعفاء
قال البابا فرنسيس بابا الفاتيكان: "ليكن الحب الذي تعيشونه بينكم على الدوام منفتحًا وقادرًا على أن يلمس الأشخاص الأشدَّ ضعفًا والمجروحين الذين تلتقون بهم على طول الدرب".
وأشار البابا فرنسيس خلال ختام اللقاء العالمي العاشر للعائلات في روما في ساحة القديس بطرس بحضور البابا فرنسيس وللمناسبة ألقى الأب الأقدس عظة قال فيها في إطار اللقاء العالمي العاشر للعائلات: “بامتنان نحمل اليوم أمام الله - كما في تقدمة عظيمة - كل ما زرعه الروح القدس فيكِ، أيها العائلات العزيزة. شارك بعضكم في وقفات التأمل والمشاركة هنا في الفاتيكان.
وقام آخرون بإحيائها وعيشها في أبرشياتهم الخاصة، كنوع من المجموعة الكوكبيّة. أتخيل غنى الخبرات والنوايا والأحلام، بالإضافة أيضًا إلى المخاوف والشكوك. فلنقدم الآن كل شيء للرب، ولنطلب منه أن يعضدكم بقوته وبمحبته. أنتم آباء وأمهات وأبناء وأجداد وأعمام؛ أنتم بالغون، أطفال، شباب، ومسنون؛ وكل واحد منكم لديه خبرة عائلية مختلفة، ولكنها تملك جميعها الرجاء عينه القائم على الصلاة: ليبارك الله وليحمِ عائلاتكم وجميع عائلات العالم”.
تابع البابا فرنسيس: "إنَّ الحرية هي أحد الاختيارات الأكثر تقديرًا وإقبالًا من قبل الإنسان الحديث والمعاصر. حيث يرغب الجميع في أن يكونوا أحرارًا، وألا يتمَّ الاشتراط عليهم، وألا يكونوا مقيدين، وبالتالي يتطلعون إلى تحرير ذواتهم من جميع أنواع "القيود": الثقافيّة والاجتماعيّة، والاقتصاديّة.
أضاف الأب الأقدس يقول إن العلاقة بين النبيَّين إيليا وأليشاع، التي تقدّمها لنا القراءة الأولى، تجعلنا نفكر في العلاقة بين الأجيال، وفي "نقل العصا" بين الوالدين والأبناء. هذه العلاقة في عالم اليوم ليست بسيطة وغالبًا ما تكون مدعاة للقلق. فالوالدون يخشون من ألا يكون أبناءهم قادرين على توجيه أنفسهم في تعقيد واضطراب مجتمعاتنا، حيث يبدو كل شيء فوضويًا ومحفوفًا بالمخاطر، وأن يضيّعوا دربهم في النهاية. هذا الخوف يجعل بعض الوالدين قلقين، والبعض الآخر يبالغ في الحماية، وفي بعض الأحيان ينتهي بهم الأمر إلى إيقاف الرغبة في حمل حياة جديدة إلى العالم".
وأضاف: "كم هو مهم بالنسبة للوالدَين أن يتأمَّلا في أسلوب الله في التصرف. إنَّ الله يحب الشباب، لكن هذا لا يعني أنه يحميهم من كل خطر ومن كل تحد ومن كل معاناة. فهو ليس قلقاً ومفرطًا في الحماية؛ بل على العكس، هو يثق بهم ويدعو كل واحد إلى أعلى مستوى من الحياة والرسالة و صعوبات الحياة ويتغلَّبوا عليها."مضيفاً أنه بالنسبة للمربّي، فإن أفضل طريقة لمساعدة شخص آخر على اتِّباع دعوته هي أن يعانق رسالته بحب أمين.
وختم البابا فرنسيس عظته قائلا "أيتها العائلات العزيزة، أنتِ أيضًا قد دُعيتي لكي لا يكون لديكِ أولويات أخرى، ولكي "لا تلتفتي إلى الوراء"، أي لكي لا نتحسّر على الحياة السابقة والحرية السابقة، بأوهامها المخادعة: تتحجّر الحياة عندما لا تقبل حداثة دعوة الله ونتحسَّر على الماضي. عندما يدعو يسوع، حتى للزواج والعائلة، يطلب منا أن ننظر إلى الأمام ويسبقنا دائمًا في المسيرة، فهو يسبقنا دائمًا في المحبة والخدمة/ والذين يتبعونه لا يخيب أملهم أبدًا".