دبلوماسى أمريكى سابق: قمة «بايدن» المقبلة تستهدف إصلاح ما أفسده «ترامب»
أكد الخبراء أن جولة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بدول الشرق الأوسط، جاءت استعدادًا للقمة العربية الأمريكية المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية خلال زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن منتصف يوليو المقبل.
وفي هذا الإطار، قال السفير الأمريكي السابق لدى البحرين ورئيس مجلس سياسة الشرق الأوسط، ريتشارد جيه شميرر، في تصريحات خاصة لـ«الدستور»، إن السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية في عهد الرئيس جو بايدن، قررت التراجع عن سياسة سلفه ترامب الذي حاول إعادة نهج الولايات المتحدة لما بعد الحرب العالمية الثانية.
وأوضح «شميرر» أن الولايات المتحدة ستؤسس علاقاتها مع حلفائها وشركائها على المبادئ التي يقوم عليها النظام الدولي العالمي، حيث خلص «بايدن» إلى أن السياسة الخارجية للرئيس السابق دونالد ترامب، أضعفت التحالفات والشراكات الأمريكية طويلة الأمد، إلا أن «بايدن» سعى إلى تعزيز تحالفات أمريكا التقليدية ونجح إلى حد كبير، كما يتضح من رد الدول الأوروبية على الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأضاف: «أعتقد أن الرئيس بايدن سينقل لمحاوريه العرب، إدراك الولايات المتحدة أن لكل دولة نظامها وتقاليدها السياسية الخاصة - وأن هناك قواعد سلوك مشتركة لهذه الدول العربية وحلفاء أمريكا الدوليين الآخرين والشركاء، من أجل ضمان الحكم الرشيد والحفاظ على نظام دولي سلمي ومزدهر».
أجندة لقاء بايدن مع الدول العربية
وحول الملفات البارزة المنتظر بحثها بين واشنطن والدول العربية، قال «شيمرر» إن هناك عددًا من القضايا المهمة التي من المحتمل أن تناقشها الولايات المتحدة وشركاؤها العرب، وتشمل الجهود المبذولة لمواصلة إضعاف قدرات داعش والجماعات الإرهابية الأخرى في المنطقة و العمل على ضمان عدم امتلاك إيران لسلاح نووي وتعزيز المزيد من التقدم السياسي نحو حل النزاعات الإقليمية، بما في ذلك اليمن وليبيا وسوريا؛ وزيادة اندماج إسرائيل في المنطقة مع السعي بمصداقية إلى حل عادل للقضية الفلسطينية؛ واستقرار أسواق الطاقة العالمية في ظل العقوبات التي تؤثر على وفرة إمدادات النفط والغاز الروسية.
وأضاف الدبلوماسي الأمريكي "أثناء وجوده في الرياض سيلتقي الرئيس بايدن برؤساء دول مجلس التعاون الخليجي الست، بالإضافة إلى مصر والأردن والعراق، مؤكدًا أن جميع هذه الدول التسع شركاء مهمون للولايات المتحدة، وتلعب جميعها دورًا رئيسيًا في الخليج وفي العالم العربي الأوسع، الذي يعد مصدرًا رئيسيًا لإمدادات الطاقة العالمية وبالتالي للازدهار العالمي.
توقعات نتائج زيارة بايدن للمنطقة
وحول النتائج المتوقعة من لقاء بايدن وبن سلمان، أوضح «شيمرر» أن الرئيس الأمريكي يدرك أنه منذ تولى محمد بن سلمان منصبًا مؤثرًا في سياسة المملكة عام 2015، كان له تأثير كبير على التطورات في السعودية وهذه التطورات تعتبرها واشنطن الآن ايجابية للغاية.
وأِشار «شيمرر» الى مقال الكاتب الامريكي" توم فريدمان" المنشور بصحيفة «نيويورك تايمز»، إلى أن ولي العهد يقود سلسلة من التطورات والتغيرات في المملكة منها تشجيع النساء نحو القيادة، والسماح بحفلات موسيقى الروك والسماح للنساء بحضور مباريات كرة القدم والاختلاط بين الجنسين.
وحول مستقبل العلاقات الأمريكية الخليجية، توقع شيمرر أن زيارة الرئيس بايدن واجتماعاته مع القادة العرب في الرياض ستضمن تحسن الشراكات الأمريكية مع دول الخليج ومصر والأردن والعراق، وأنه سيكون هناك فهم أفضل لأهمية الولايات المتحدة وهذه الدول في دعم مبادئ مثل سيادة القانون، والحكم الرشيد، وحرمة الحدود الدولية، والالتزام بالحل السلمي للنزاعات الإقليمية والعالمية.
الموقف الأمريكي من حرب أوكرانيا
ومع استمرار العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، قال «شيمرر» إن الغزو الروسي لأوكرانيا وحد أوروبا في معارضة مثل هذا العدوان وأظهر للأوروبيين بشكل لا رجعة فيه أنه يجب أن يكونوا مستعدين للدفاع عن أنفسهم ضد روسيا التوسعية وبالتالي، فإن النتيجة التي يتوقع أن يراها في أوروبا هي "ناتو" أكبر وأقوى عسكريًا ، مشيرًا إلى أن حلف الناتو يبني أمنه على المزيد من الأصول العسكرية المنتشرة بالقرب من حدود الناتو مع من حيث تداعياتها الأمنية، لذا كل هذه التطورات هي عكس ما كان يسعى إليه الرئيس الرئوسي فلاديمير بوتين من غزو أوكرانيا.
رؤية بايدن لأزمة الغذاء العالمية
وحول دور الولايات المتحدة في حل أزمة الغذاء وأزمة الحبوب الأوكرانية، قال «شيمرر» إن الولايات المتحدة تسعى إلى ضمان قدرة أوكرانيا على تصدير محاصيلها والاستمرار في زراعة وحصاد محاصيل جديدة، حيث أعاقت روسيا تصدير المواد الغذائية الأوكرانية، لكن هناك مؤشرات على أن روسيا تدرك أنها إذا تسببت في أزمة غذاء عالمية، فإن سمعتها الدولية المشوهة بالفعل سوف تتدهور أكثر، ومن المهم أن يوضح المجتمع الدولي أن الإجراءات الروسية تهدد الإمدادات الغذائية العالمية وأن روسيا ستتحمل المسئولية عن أي أزمة غذاء عالمية تنجم.
وأوضح «شيمرر» أن الغزو الروسي لأوكرانيا أدى إلى تغيير جذري في العلاقات الأمريكية الروسية، فقبل الغزو لم تكن العلاقات الأمريكية مع روسيا دافئة، ولكنها كانت تعمل بطرق عملية معينة، مثل التعاون في مختلف قضايا الحد من التسلح والعمل معًا بشأن الصفقة النووية الإيرانية، ونتيجة للغزو الروسي لأوكرانيا، فإن أي محاولة لتحسين هذه العلاقات معلقة الآن.