بالمبادرات الرئاسية.. كيف تحقق الإصلاح الصحي غير المسبوق للمواطن المصري؟
لا يمكن إغفال التطور الملحوظ الذي شهده القطاع الصحي على مدار السنوات الأخيرة الماضية بالشكل الذي ساهم في توفير الرعاية الطبية ناشدها المصريون منذ سنوات طويلة وها هي تتحقق لهم بالفعل.
وهو ما أكده الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، قائلا إن الرئيس عبدالفتاح السيسي يقود إصلاحا صحيا غير مسبوق، لم تشهده مصر منذ الستينيات، حيث حرَّك الإصلاح الصحي مرة أخرى، ومن المنظور الشامل.
فمن خلال المبادرات الرئاسية التي يطلقها السيسي باستمرار للاهتمام بصحة المصريين، إلى وضع خطط محكمة لتطوير المستشفيات والوحدات الصحية لتقديم الخدمة الطبية اللائقة بالمصريين، كذلك إطلاق القوافل الطبية التي تجوب المحافظات بأكملها شاملة مختلف التخصصات الطبية، إلى إطلاق منظومة التأمين الصحي الشامل لأول مرة في مصر.
مبادرة للقضاء على فيروس سي
عن أهم وأكبر مبادرة صحية تم تنفيذها في القطاع الصحي كانت مبادرة القضاء على فيروس الكبد الوبائي سي ضمن حملة ١٠٠ مليون صحة التي أطلقها الرئيس السيسي في عام ٢٠١٨، والتي كانت السبب في إمكانية إعلان مصر قريبا عن خلوها من فيروس سي في فترة زمنية قصيرة، في حين كان هدف منظمة الصحة العالمية القضاء على الفيروس بحلول عام ٢٠٣٠.
وأكد الدكتور محمد عز العرب، أستاذ أمراض الباطنة بالمعهد القومي للكبد، أن حملة القضاء على الفيروس سي هي ملحمة تاريخية لم يوجد مثلها في مصر منذ عقود، حيث نجح النظام الصحي بفضل التوجيهات الرئاسية والجهود المثمرة في القضاء على فيروس سي الذي كان يجعل من مصر الأولى على مستوى العالم في عدد الإصابات، بحيث اقترابنا من الوصول للاعلان أن عدد الإصابات لا يتعدى ١% من المواطنين.
وأوضح عز العرب، في تصريحات ل"الدستور"، أن الملاءة المالية التي خصصتها الدولة لقطاع الصحة ساهمت بشكل كبير في تطوير المنظومة الصحية وتقديم الخدمة الطبية اللائقة للمواطنين، وكذلك ساهمت في توفير العلاج بالمجان لمرضى فيروس سي الأمر الذي ساهم في القضاء على الوباء الأشهر.
وعن تطوير المنظومة الطبية قال إنه يعود بالفائدة على المواطنين الذين يتلقون الرعاية الصحية الجيدة بما يساهم في تقليل المضاعفات التي يتعرض لها المرضى، فالاهتمام بتطوير المستشفيات والوحدات الصحية وإدخال التحول الرقمي لها كل هذا يلعب دور في سرعة تقديم الرعاية الطبية والتدخل السريع في الوقت المناسب بالاطقم الطبية المناسبة ما ينعكس على تقديم الرعاية الصحية الافضل للمريض.
التأمين الصحي الشامل
ثم جاء تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل لتمثل نقلة نوعية غير مسبوقة في تاريخ الطب المصري من خلال توفير الرعاية الصحية للمرضى بأفضل الخدمات والاطقم الطبية المدربة على أعلى مستوى دون أن يتحمل المريض اي أعباء مالية، والتي انطلقت في ٢٠١٩ في محافظة بورسعيد كبداية.
بالفعل تم تسجيل أكثر من 5 ملايين مواطن بالمحافظات التي تم إطلاق المرحلة الأولى من منظومة التأمين الصحي الشامل بها بمحافظات بورسعيد، والأقصر، والإسماعيلية، وإجمالي عدد الخدمات الطبية المقدمة للمسجلين، وصل إلى أكثر من 8.5 مليون خدمة، من خلال 52 مستشفى، و310 وحدات ومراكز، كما تم إجراء أكثر من 130 ألف عملية جراحية.
من خلال منظومة التأمين الصحي الشامل تتحمل الدولة تكاليف علاج وإشتراكات غير القادرين وتعفيهم من المساهمات في العلاج، في حين أن نسبة مساهمة المواطن في تكلفة العمليات لا تتعدى الـ 5% بحد أقصى 300 جنية فقط مهما بلغت تكلفة العملية الجراحية.
ويساهم المواطن في ثمن الأشعة والتحاليل بنسبة 10% بحد اقصى 750 جنية في المرة الواحدة، ولا يدفع المواطن سوى نسبة 10% للأدوية بحد أقصى 1000 جنية.