خارجية أمريكا تكشف لـ«الدستور» تفاصيل زيارة بايدن للشرق الأوسط
علق «سامويل وربيرغ», المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأمريكية، على زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمملكة العربية السعودية في 15 و16 يوليو، بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، كما سيشارك في قمة تضم قادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والعراق والأردن.
وقال «وربيرغ» إن هذه الرحلة ستكون فرصة للرئيس الأمريكي للتواصل مع قادة من جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط، حيث تأتي في سياق أجندة مهمة مع المملكة العربية السعودية وإسرائيل ودول أخرى في الشرق الأوسط.
أجندة زيارة بايدن فى الشرق الأوسط
وأوضح أن أجندة بايدن ستركز على تحقيق نتائج إيجابية للشعب الأمريكي وشعوب منطقة الشرق الأوسط، وكذلك إنهاء الحروب، والقيادة من خلال الدبلوماسية لتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وحول الملفات التي ستتم مناقشتها في القمة، قال المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأمريكية إنه لم يتم تحديد أجندة لقاءات الرئيس بايدن الثنائية بعد ولكن سيكون له لقاءات عدة مع قادة من منطقة الشرق الأوسط، لذا فهي رحلة واسعة وسيكون هناك قضايا مهمة على جدول أعمال الرئيس والوفد الأمريكي بشكل عام، ومن ضمنها أمن إسرائيل والمنطقة وتهديدات إيران، بالإضافة إلى ملف الطاقة، وحل الدولتين، وأهمية إنهاء الصراعات والنزاعات، والملف اليمني.
وأضاف أن الولايات المتحدة تولي أهمية كبرى لمنطقة الشرق الأوسط ولشركائها، ومن هذا المنطلق تأتي هذه الزيارة لتعميق التواصل وسبل التعاون ومناقشة الملفات والقضايا الملحة، الإقليمية والدولية وما لها من تداعيات على المنطقة.
وتابع المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأمريكية أن زيارة بايدن للمنطقة ترسل رسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة هي أحد أهم شركاء دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهي شريك موثوق به يمكن الاعتماد عليه، كما أن هذه الإدارة تولي أهمية كبيرة جداً للدور الذي تلعبه دول المنطقة في القضايا الإقليمية والدولية الهامة.
أهمية زيارة بايدن للسعودية وإسرائيل
وفيما يتعلق بزيارة المملكة العربية السعودية، أكد «وربيرغ» أن بايدن يرى المملكة شريكا مهما للولايات المتحدة في مجموعة من المبادرات والقضايا التي نعمل عليها في هذه المنطقة والعالم، بالإضافة إلى استضافتها قمة «مجلس التعاون الخليجي+3» حيث إنها تتولى الرئاسة الحالية لمجلس التعاون الخليجي.
وفيما يتعلق بزيارة إسرائيل والضفة الغربية، أوضح المسئول في الخارجية الأمريكي أنها تأتي بسبب اهتمام هذه الإدارة بحل الدولتين كونه الحل الأنسب للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بالإضافة إلى رغبة الرئيس في تعميق التعاون بين الولايات المتحدة والإسرائيليين والسلطة الفلسطينية على حد سواء، بالإضافة لمناقشة بعض الملفات والتهديدات الإقليمية.
إشادة أمريكية بدور مصر
وحول دور مصر في حل القضية الفلسطينية، قال إن مصر تلعب دوراً كبيراً وإيجابياً فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، حيث كان لها دور محورى العام الماضي في التوصل لوقف إطلاق النار بغزة، كما أن مصر تجسد مثالاً رائعاً وتاريخياً في العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل، مضيفا: «نقدر دور الحكومة المصرية في هذا الملف ونبقى على تواصل دائم مع المسئولين المصريين بشأن هذا الملف وملفات إقليمية أخرى».
ملف الطاقة وحرب أوكرانيا فى دائرة اهتمام بايدن
وكشف عن أن الولايات المتحدة تناقش مسألة الغاز والنفط مع شركائها في أوروبا والعالم، ومن الصعب استباق أي قرار الآن ولكن الولايات المتحدة تشيد بالخطوات التي يتخذها حلفاؤها وشركاؤها الأوروبيون لتقليل اعتمادهم على النفط والغاز الطبيعي الروسي من خلال تنويع مصادر الطاقة وتقليل الاستهلاك بما يتماشى مع أهدافنا المناخية المشتركة، لذلك تجري واشنطن محادثات مستمرة معهم حول أكثر الطرق فعالية لتعزيز الضغط على روسيا مع ضمان أن أوروبا لديها الطاقة التي تحتاجها، بالإضافة إلى مناقشاتنا مع حلفاء واشنطن المصدرين للغاز والنفط في كل دول العالم عن أفضل السبل لدعم حلفاء واشنطن.
وحول الجهود الدبلوماسية التي تبذلها حكومة بايدن من أجل وقف الحرب في أوكرانيا، قال: «قبل الحديث عن جهود الولايات المتحدة الحالية لا بد من الإشارة إلى أن الولايات المتحدة وحلف الناتو والدول الأوروبية عرضت كثيراً الحل الدبلوماسي على الرئيس فلاديمير بوتين، وقد وضحنا هذه النقطة حتى قبل بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث عرضنا على بوتين الكثير من المقترحات والسبل الدبلوماسية لحل الأزمة، وكنا نفضل المسار الدبلوماسي ولكن للأسف الرئيس بوتين أغلق باب الدبلوماسية واختار مسار الحرب والعدوان».
وأضاف: «لقد بذلت الولايات المتحدة كل الجهود الممكنة لمتابعة المسار الدبلوماسي مع روسيا، بالتعاون مع شركائنا في تحالف الناتو والاتحاد الأوروبي ودول أخرى في العالم، وقد كان الجميع بما فيهم أوكرانيا مستعدين للمضي قدماً في المسار الدبلوماسي ولكن روسيا هي من رفضت».
وأشار إلى أن الولايات المتحدة قامت بالتواصل مع الجانب الروسي، وكان هناك عدة مكالمات بين الرئيس بايدن ونظيره الروسي، ولقاء بين الوزير أنتوني بلينكن ونظيره الروسي سيرجي لافروف بناءً على طلب أمريكي، ولم ندخر أي جهد لإنجاح المساعي الدبلوماسية التي مع الأسف لم يقدرها الجانب الروسي.
وبالنسبة للجهود الحالية، قال إن واشنطن تدعم أي مساعٍ دبلوماسية تبذلها أي دولة لوقف الاعتداء الروسي، ولكن الحل بسيط وهو في يد الرئيس بوتين، وهو أن يوقف حربه العبثية فورا، مضيفا: «علينا أن نتذكر أن هذه ليست حرباً نشبت بين دولتين بسبب خلاف أو صراع، بل هو احتلال وغزو روسي لأوكرانيا، بالتالي روسيا هي المسئولة عما يحصل، وهي القادرة على إيقاف حربها فوراً في أي وقت تختاره».
بايدن يركز على الأمن الغذائى
وحول مساعي الولايات المتحدة لتحقيق الأمن الغذائي في ظل أزمة الحبوب الأوكرانية، قال المسئول في الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة كانت وما زالت ملتزمة بحلفائها في المنطقة ولم ولن يتغير هذا الأمر، كما أن علاقات واشنطن مع حلفائها واهتمامها بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا قوي جداً وهو أمر غير مرتبط بالغزو الروسي لأوكرانيا، الأمر الذي نشدد عليه الآن هو أننا ملتزمون بمساعدة دول هذه المنطقة على تخطي الصعوبات التي نشأت من الغزو الروسي.
وأضاف: «على سبيل المثال لا الحصر، مسألة الخطر الذي يهدد الأمن الغذائي في المنطقة، حيث تعمل الولايات المتحدة عن قرب لضمان ألا تتعرض هذه المنطقة للمخاطر التي تهدد أمنها الغذائي عبر مبادرات أمريكية مختلفة بالتعاون مع منظمات دولية».
وتابع: «من المهم أن نذكر أن الولايات المتحدة لا تفرض إرادتها السياسية على دولة في العالم كما تفعل روسيا الآن في أوكرانيا في محاولة منها لتغيير الحدود الجغرافية لدولة أخرى وفرض إرادتها السياسية وقراراتها على دولة أخرى ذات سيادة».
واختتم المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأمريكية تصريحاته، موضحا أن الرئيس بايدن يتطلع إلى تحديد رؤيته الإيجابية لمشاركة الولايات المتحدة في المنطقة خلال الأشهر والسنوات المقبلة مع مختلف القادة الذي سيلتقي بهم ومن المتوقع أن تكون هناك محادثات إيجابية وبناءة مع مختلف الدول المشاركة.