«فاينانشال تايمز»: مصر البديل المحتمل لتوفير الغاز لأوروبا
ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، أن الاكتشافات الحديثة في البحر الأبيض المتوسط جعلت مصر والمنطقة من أبرز المصادر والوجهات المحتملة لتوفير بدائل الغاز الروسي في أعقاب هجوم موسكو على أوكرانيا، وما رافقه من تداعيات وتحديات أسهمت في إعادة تشكيل خريطة أسواق الطاقة بالعالم.
وأشارت الصحيفة إلى أهمية اتفاق الغاز الثلاثي الموقع في القاهرة، أمس الأربعاء، بين مصر والمفوضية الأوروبية وإسرائيل بشأن التعاون في مجال تجارة ونقل وتصدير الغاز الطبيعي عبر مصر تحت مظلة منتدى غاز شرق المتوسط، حيث تتضمن الاتفاقية تحويل الغاز الطبيعي إلى غاز مسال في مصانع الإسالة المصرية قبل شحنه إلى أوروبا.
ولفتت الصحيفة إلى تأكيد طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية بأن الاتفاقية تمثل "علامة فارقة" في مسيرة بناء المنتدى، وأنها خطوة يمكن البناء عليها في تحقيق المزيد من التعاون بين الدول الأعضاء الأخرى المشاركة في منتدى غاز شرق المتوسط.
وأضافت أن المفوضية الأوروبية أعلنت عن أنها تتوقع استيراد 7 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال من مصر في عام 2022، ما يمثل ارتفاعًا من 5 مليارات متر مكعب كان متوقعًا في الأصل، مشيرة إلى أن المسئولين يتوقعون زيادة شحنات الغاز الطبيعي المسال من مصر إلى أوروبا العام المقبل بموجب الاتفاقية.
وفي غضون ذلك، تجري شركة النفط والغاز الإيطالية العملاقة "إيني" محادثات لزيادة صادرات الغاز الطبيعي من مصر إلى إيطاليا وأوروبا، في ظل بحث روما عن سبل لفطم نفسها عن إمدادات الطاقة الروسية، بحسب ما أفادت "بلومبرج" نقلًا عن تصريحات أشخاص اطّلعوا على الأمر.
وكانت "إيني" أبرمت مؤخرًا صفقات مع الحكومة المصرية تسمح بزيادة إنتاج الغاز وصادرات الغاز الطبيعي المسال، مما يسهم في تعزيز صادرات الغاز المصري إلى أوروبا، بمقدار 3 مليارات متر مكعب سنويًا، وستشهد الاتفاقية الجديدة قيام عملاق الطاقة الإيطالي ومصر بإضافة مزيد من الطاقة للتصدير إلى إيطاليا تتجاوز هذا المستوى خلال العامين المقبلين.