«احتفظ بها في مخزن دون معرفة قيمتها».. سر اختفاء لوحة الجزار
كشفت فيروز الجزار، ابنة الفنان الراحل عبد الهادي الجزار، قصة عودة لوحة "من وحي فنارات البحر الأحمر" للفنان التشكيلي المصري العالمي عبد الهادي الجزار والتى لم يستدل عليها منذ صدور إذن صرف 1971 لمبنى وزارة الثقافة بجاردن سيتى والتى تسلمتها أسرته اليوم من وزارة الثقافة، بحضور الدكتورة إيناس عبد الدايم.
• هدم فيلا أبو غازي: أين اللوحة؟
أضافت "الجزار"، لـ"الدستور"، أن اللوحة كانت فى مكتب وزير الثقافة بدر الدين أبو غازى وما حدث أن المكتب كان فى إحدى الفيلات التى هدمت بواسطة أحد الأشخاص الذين كانوا يهدمون العمارات للحصول على ما فيها بشكل كامل.
وعثر على لوحة والدى وظلت معه إلى جانب أخشاب الأبواب وما كان فى هذه الفيلا لفترة، ثم انتقلت بعد ذلك إلى صاحب محل «انتيكات» وظلت فى مخزنه 20 عاماً، دون أن يعرف أهميتها.
وأشارت إلى أن من شاهد اللوحة فى المخزن، نبيل أبو الحسن صاحب قاعة "إبداع" للفنون التشكيلية بالزمالك.
فى الوقت نفسه وعندما أثار الكاتب الصحفي محمد سلماوي موضوع لوحات والدى فى مقال منذ أسبوع بصحيفة الأهرام اتصل بي نبيل أبو الحسن وأبلغنى بأن صاحب المحل يريد أن يعيد اللوحة للأسرة بعدها قمت بالاتصال بالكاتب الكبير محمد سلماوي الذي تحرك على الفور واتصل بوزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم التى سارعت لاستضافة الرجل واستضافتنا اليوم واستلام اللوحة وتكريمه على أمانته وعودته.
"فيروز" أشارت إلى أنه وقت استلام لوحة والدي اليوم قام أحمد عبد الفتاح مدير المتاحف، والدكتور خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية بالكشف على اللوحة ووجدوا أنها بالفعل اللوحة الأصلية بأرقامها ودون وجود أي خدش بها وأنها مازالت على حالتها حتى اليوم.
احتفالية بعودة اللوحة
وأشارت الجزار إلى أن وزارة الثقافة ستقوم بإعداد احتفالية كبيرة بمناسبة عودة اللوحة ووضعها فى متحف الفن الحديث مرة ثانية.
بيان عودة اللوحة
بعد تناثر أخبار عن بيع لوحة للفنان عبد الهادي الجزار، أصدر قطاع الفنون التشكيلية برئاسة الدكتور خالد سرور بيانا تحذيريًا بعدم التعامل على هذه اللوحة باعتبارها من مقتنيات الدولة المصرية وتمثل جزءًا أصيلا من الهوية الثقافية والتراثية والحركة التشكيلية المصرية، وبعد صدور البيان قام حائز اللوحة بالاتصال بابنة عبد الهادي الجزار مبديا رغبته في تسليم اللوحة إلى الوزارة، وعلى الفور شكلت الدكتورة إيناس عبد الدايم لجنة فنية لفحص العمل والتأكد من أصلية ونسب اللوحة للجزار.
وتبينَ بعد فحص اللوحة من خلال أجهزة الفحص التكنولوجية الحديثة أن العمل أصلي ويعود تاريخه إلى 1964 وفقدت 1971.
وتسلمت وزيرة الثقافة اللوحة في حضور فيروز الجزار وأنسي عمار المحامي بالنقض والدستورية العليا من ورثة وإنباء صاحب شركة محمد عبد المالك للمقاولات وهم هشام وإبراهيم ومحمود محمد عبد المالك والدكتور خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية والأستاذ أحمد عبد الفتاح رئيس الادارة المركزية للمتاحف بالقطاع.
وقررت وزيرة الثقافة وضع اللوحة في متحف الفن الحديث لتكون إضافة إلى مقتنياته الثمينة ووجهت الشكر لفيروز الجزار لإصرارها على ان تعود اللوحة مرة ثانية لوزارة الثقافة وأن تكون متاحة للجمهور في مصر والعالم وكذلك وجهة التحية لأولاد محمد عبد الملك للمقاولات لسرعة مبادرتهم بتسليم اللوحة إلى ملاكها فور علمهم به وعدم تفريطهم في أحد كنور الثقافة المصرية وأهدتهم درع وزارة الثقافة تكريم لهم ولأسرتهم في الحفاظ على اللوحة كل هذه الفترة.
وأكدت أن احد محاور إستراتيجية عمل الوزارة هي الحفاظ على ما تملكه مصر من مفردات الهوية المصرية وكذلك العمل على استرداد كنوز مصر المفقودة في الداخل والخارج وأثنت على رغبة حائز اللوحة في أن تسليمها إلى وزارة الثقافة .