حقائق ربما لا تعرفها عن الأديب الروسي ليو تولستوي!
- يعد ليوتولستوي أحد أعمدة الأدب الروسي في القرن التاسع عشر والبعض يعتبره من أعظم الروائيين على الإطلاق.
- ولد ليو تولستوي عام 1828م، في مقاطعة تولا جنوب مدينة موسكو. والده هو الكونت نيكولاس تولستوي، وأمه الأميرة ماريا فولكونسكي،ولقد توفيت والدته عندما كان عمره سنتين، وقامت إحدى قريباته بمساعدة والده في تربيته واخوانه، وقضيا معًا حياة سعيدة، ولكن توفي والد تولستوي في عام 1837م، فتم وضع أطفاله تحت رعاية الكونتيسة الكسندرا أوستن.
- في عام 1844م، قبل ليو تولستوي طالباً في جامعة كازان-كلية اللغات الشرقية، وعلى الرغم من أن تولستوي كان شغوفًا بالقراءة منذ طفولته، إلا أنه لم يستطع التركيز في دراسته عندما أصبح طالبًا، وبعد أن فشل في امتحانات السنة الأولى، قرر أن يغير اتجاهه ويدرس القانون، ولكن ما أن حل عام 1847م، حتى كان تولستوي قد قرر ترك الدراسة دون أن يحصل على شهادته الجامعية، عقب أن جاءته الأنباء بأن تقسيم أملاك الأسرة قد جعلته يرث إقطاعية ياسنايابوليانا، وهي إقطاعية كبيرة فيها أكثر من 330 عائلة من الفلاحين.
- كان تولستوي رجلًا ذا مثل عليا فأحس أن واجبه يحتم عليه العودة إلى إقطاعيته لرعاية أموره هناك ولتحسين أحوال رعيته من الفلاحين ،ولسوء الحظ فإن مثاليته النبيلة وشعوره بالمسؤولية لم تثبتا أنهما الصفتان المناسبتان للتعامل مع الفلاحين، وبعد مرور صيفين توجه إلى مدينة موسكو، وبعد ذلك إلى سان بطرسبورج حيث عقد العزم على نيل درجة جامعية.
- كان شقيقه نيكولاس الذي كان يخدم في الجيش الروسي بالقوقاز قد عاد إلى بلده ليقضي إجازته، وعندما رجع إلى مقر عمله، قرر تولستوي أن يصاحبه، تاركاً اقطاعيته في رعاية زوج شقيقته ماريا.
- وعندما وصل مع شقيقه إلى القوقاز عام 1851م، ما لبث أن أغرم بمشهد الجبال الجميلة هناك، وبعد تسعة أشهر من سفره انضم إلى الفرقة الروسية القوقازية في القتال ضد قبائل السهول التتارية، وقد سجل جانبًا كبيرًا من انطباعاته التي كونها خلال تلك الفترة في روايته (الحرب والسلام).
- أحب تولستوي بلاد القوقاز وأثرت فيه حياة شعوبها وكتب عن تجاربه تلك موضوعات نُشرت في الصحف، وألَّف عنها كتابه (القوزاق) 1863م الذي يحتوي على عدة قصص. وشارك في بعض المعارك ضد جيش المريدين بقيادة الإمام شامل. وفي تلك المرحلة الأولى من حياته ألف ثلاثة كتب وهي (الطفولة) 1852م؛ (الصبا) 1854م؛ (الشباب) 1857م.
- بعد تقاعده من الخدمة العسكرية سافر إلى أوروبا الغربية وأعجب بطرق التدريس هناك. ولما عاد لمسقط رأسه بدأ في تطبيق النظريات التربوية التقدمية التي عرفها، وذلك بأن فتح مدرسة خاصة لأبناء المزارعين. وأنشأ مجلة تربوية تدعى ياسنايا بوليانا شرح فيها أفكاره التربوية ونشرها بين الناس.
- وكذلك أختلط تولستوي بالمزارعين وتعلم أساليبهم في العمل، ودافع عنهم ضد المعاملة السيئة من جانب ملاك الأراضي، وبعد ذلك الوقت لم يغادر إقطاعيته بوليانا على الإطلاق وتزوج في عام 1862م، من الكونتيسة صوفيا ، التي كانت زوجة متفهمة ومحبة لخدمته.
- في عام 1857م، زار سويسرا ثم ذهب إلى ألمانيا وفرنسا وبريطانيا في الفترة من عام 1860م، وحتى نهاية عام 1861م، وكان مهتمًا بإقامة المدارس، وأصبح معنيًا بوجه خاص بمشكلة تعليم أولئك الذين فاتتهم فرصة التعلم في الصغر.
- تعمق تولستوي في القراءات الدينية، وقاوم الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا، ودعا للسلام وعدم الاستغلال، وعارض القوة والعنف في شتى صورهما. ولم تقبل الكنيسة آراء تولستوي التي أنتشرت في سرعة كبيرة، فكفرتهُ وأبعدتهُ عنها وأعلنت حرمانهُ من رعايتها. وأُعجب بآرائه عدد كبير من الناس وكانوا يزورونه في مقرهِ بعد أن عاش حياة المزارعين البسطاء تاركًا عائلتهِ الثرية المترفة.
- أشهر أعماله روايتي (الحرب والسلام) و(أنا كارنينا) وهما يتربعان على قمة الأدب الواقعي، فهما يعطيان صورة واقعية للحياة الروسية في تلك الحقبة الزمنية.
- ومن كتب تولستوي أيضًا كتاب (ما الفن؟). وأوضح فيه أن الفن ينبغي أن يُوجِّه الناس أخلاقيًا، وأن يعمل على تحسين أوضاعهم، ولابد أن يكون الفن بسيطًا يخاطب عامة الناس.
- كفيلسوف أخلاقي اعتنق أفكار المقاومة السلمية النابذة للعنف وتبلور ذلك في كتاب (مملكة الرب داخلك) وهو العمل الذي أثر على مشاهير القرن العشرين مثل مهاتما غاندي ومارتن لوثر كينغ في جهادهما الذي اتسم بسياسة المقاومة السلمية النابذة للعنف.
- وفي أواخر حياته عاد تولستوي لكتابة القصص الخيالية فكتب (موت إيفان إيلييتش) 1886م، كما كتب بعض الأعمال المسرحية مثل (قوة الظلام) 1888م. وأشهر أعماله التي كتبها في أواخر حياته كانت (البعث) وهي قصة كتبها 1899م وتليها في الشهرة قصة (الشيطان) 1889م؛ كريوتزسوناتا 1891م؛ (الحاج مراد) وقصة "الاب سيرغي"التي نُشرت بعد وفاته والتي توضح عمق معرفته بعلم النفس، ومهارته في الكتابة الأدبية. وقد اتصفت كل أعماله بالجدية والعمق وبالطرافة والجمال.
- اهتم تولستوى بمسألة الموت : لماذا نموت ؟ ولماذا نخاف الموت؟ وله قصة باسم " ثلاث موتات " يقارن فيها بين موت سيدة ثرية وموت فلاح بسيط وموت شجرة، يخلص منها أنه كلما زاد وعينا انفصلنا عن الطبيعة والمجموعة البشرية ونحن نتألم لهذا الوعي وهذا الانفصال عند الموت.
- احترم ليوتولستوي الأدب العربي، والثقافة العربية، و الأدب الشعبي العربي، فعرف الحكايات العربية منذ طفولته، وعرف حكاية "علاء الدين والمصباح السحري"، وقرأ "ألف ليلة وليلة"، وعرف حكاية "علي بابا والأربعون حرامي"، وحكاية "قمر الزمان و الملك شهرمان"
- يظهر تأثر ليو تولستوي بألف ليلة وليلة في روايته لحن كريستر. ويذكر أنه تراسل مع الإمام محمد عبده ولكن توفى الاثنان ولم يكملوا تحاورهم بعد رسالتين فقط.
- قرأ تولستوي في الشريعة الإسلامية والقرآن وألف كتاب " حكم النبي محمد " وقال فيه عن (( يكفي محمد فَخْرًا أنه خَلَّصَ أُمَّةً ذليلة دموية مِن مخالب شياطين العادات الذميمة، وفتح أمام وجوههم طريق الرُّقي والتقدم، وأن شريعة محمد ستسود"
- تزوج تولستوي من صوفي بيرز التي أثبتت أنها خير الزوجات وأفضل رفاق الحياة بالرغم من أنها تصغره بستة عشر عامًا. ولقد خلفا 13 طفلًا مات خمسة منهم في الصغر. وكان زواجه ملاذه لهدوء البال والطمأنينة، لأنه كان يعيده إلى واقع الحياة هربًا من دوامة أفكاره، وزوجه صوفي كانت خير عون له في كتابته، فقد نسخت مخطوط روايته الحرب والسلام 7 مرات حتى كانت النسخة الأخيرة والتي تم نشرها.
- لقد كانت الثلاثين سنة الأخيرة من حياته الطويلة مليئة بالقلق المتزايد، فقد كان يبحث للعثور على إجابة عن مشاكل البشرية، وكان يريد مساعدة الفقير والضعيف، وأعلن الثورة على العنف والحرب، وعلى رياء الرجال المحيطين به، واصطدمت مثله العليا بتقاليد أسرته، وأخيرا قرر الهرب من موطنه، وقد لحقت به ابنته بعد ذلك، ولكن هروبه من مسكنه وأسرته أثر على صحته التي كانت سيئة بعض الوقت، وحتى في شيخوخته كان متماسكًا.
- في 20 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1910م، توفي تولستوي في قرية استابو (في محطة القطار) حين هرب من بيته وحياة الترف، واصيب بالالتهاب الرئوي في الطريق، وكان قد بلغ من العمر 82 عاما. ودفن في حديقة ضيعة ياسنايا بوليانا. وكان قد أمضى تولستوي الساعات الأخيرة في الوعظ بالحب واللاعنف.
من أقوال ليوتولستوي:
- إننا نبحث عن السعادة غالباً وهي قريبة منّا، كما نبحث في كثير من الأحيان عن النظارة وهي فوق عيوننا.
- الجميع يفكر في تغيير العالم ولكن لا أحد يفكر في تغيير نفسه
- ليس الكمال الأخلاقي الذي يبلغه المرء هو الذي يهمنا، بل الطريقة التي يبلغه بها.
- أيسر على المرء أن يكتب في الفلسفة مجلدات عديدة من أن يضع مبدأ واحدًا في حيز التطبيق.
- الشخص الذي لديه فكرة خاطئة عن الحياة ستكون لديه دوماً فكرة خاطئة عن الموت.
- أقوى المحاربين هما الوقت والصبر.
- لا يوجد إنسان ضعيف، بل يوجد إنسان يجهل موطن قوته.
- الحب الروحي يوحد البشر، والصداقة تهذبهم، أما اللهو فإنه مفسدة لهم.
- الحزن المطلق مستحيل مثلما هو الفرح المطلق.
- لا علاقة للنجاح بما تكسبه في الحياة أو تنجزه لنفسك، فالنجاح هو ما تفعله للآخرين.
- احكم على نفسك قبل أن تصدر الحكم على الآخرين
- اعمل الخير لأصدقائك يزيدوك محبة، واعمل الخير لأعدائك ليصبحوا أصدقائك.