بعد تقرير «الفاو»..
خبير اقتصادى: المواطن المصرى لن يشعر بتقلبات الأسعار العالمية خلال الفترة المقبلة
أكد أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية، أن ارتفاع أسعار بعض السلع وفقًا لما رصده تقرير "الفاو" الصادر منذ أيام سيكون له تأثير ضعيف للغاية على مصر، موضحًا أن ما نفذته مصر من برنامج اقتصادي ناجح كان استباقًا للأحداث العالمية، فقد عملت الدولة على التوسع في المساحات المزروعة بالسلع الاستراتيجية ووفرت مخزونًا كافيًا لشهور كثيرة، إضافة لاستصلاح الأراضي والمشاريع الزراعية الجديدة، والتي ستصل بمصر لتحقيق الاكتفاء الذاتي من أغلب المحاصيل خلال أعوام قليلة، هذا إلى جانب أن مصر قد حققت الاكتفاء الذاتي من السلع الاستراتيجية كالدواجن والأسماك والألبان والسكر وبيض المائدة وغيرها بنسب تقترب من الـ100%، إضافة إلى رصد جزء من الموازنة العامة للدولة لاستيراد السلع الاستراتيجية المتبقية، وهذا كله لن يؤدي لرفع الأسعار على المواطن ولن يشعر بأي تقلبات عالمية ولا يؤدي إلى القلق.
وقال غراب، إن تقرير منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة "الفاو" رصد انخفاض أسعار السلع الغذائية عالميًا بانخفاض محدود وقدره 0.6% في شهر مايو 2022 عن شهر أبريل، رغم ارتفاع أسعار القمح بنسبة 5.6 %، والحبوب بنسبة 2.2%، وأيضًا اللحوم والدواجن والأرز في مايو عن أبريل، مرجعًا أن أبرز الأسباب وراء ذلك هو حظر التصدير في بعض الدول الموردة الكبيرة، إضافة إلى تأثير الأزمة الروسية الأوكرانية وتوقف التوريد من الدولتين، ورفع الحظر عن بعض السلع في دول أخرى.
وأكد غراب، أن ارتفاع أسعار القمح عالميًا بنسبة 5.6% في شهر مايو عن أبريل، وارتفاعه عن العام الماضي بنسبة 56.2%، يرجع إلى عدد من العوامل والأسباب، أولها تراجع وانخفاض الإنتاج في أوكرانيا نظرًا لتأثرها بالحرب الدائرة بها، إضافة إلى نقص التوريد من روسيا بسبب فرضها حظرًا مؤقتًا على الحبوب من ناحية، والحظر والعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من ناحية أخرى، هذا بالإضافة لقيام دولة الهند بفرض حظر على تصدير القمح، إلى جانب تخوف الدول المصدرة للقمح على مستوى العالم من الإنتاج هذا العام، هذا بالإضافة إلى المخاوف من التغيرات المناخية العالمية والتي قد تعود بالسلب على الإنتاج، إضافة إلى زيادة الإقبال على شراء القمح عالميًا من الدول المستوردة له.
وفسَّر الخبير الاقتصادي ما جاء بالتقرير من انخفاض طفيف في أسعار السلع الغذائية، من بينها الزيوت النباتية بنسبة 3.5% في مايو عن أبريل، خاصة زيوت دوار الشمس وفول الصويا والنخيل وبذر اللفت، مرجعًا ذلك إلى قيام دولة إندونيسيا برفع الحظر عن تصدير الزيوت، إضافة لضعف الطلب العالمي على استيراد هذه الزيوت نظرًا لارتفاع التكاليف، كما أن أسباب تراجع أسعار منتجات الألبان في مايو بنسبة قدرها 3.5% عن أبريل، خاصة الحليب المجفف، ترجع إلى حالات الإغلاق العام في الصين بسبب فيروس كورونا، إضافة لانخفاض الطلب العالمي على استيراد الأجبان، وأيضًا انخفاض وتراجع الطلب العالمي على الزبد رغم تحسن الكميات المتاحة منها القابلة للتصدير، موضحًا أنه بالنسبة لرصد التقرير انخفاض أسعار السكر في مايو بنسبة 1.1% يعود سببه إلى زيادة كمياته المتاحة عالميا بسبب زيادة المحصول في الهند، وانخفاض سعر الإيثانول إضافة لضعف الريال البرازيلي مقابل الدولار الأمريكي.
وأوضح غراب، رصد تقرير "الفاو" تراجع أسعار الذرة بنسبة 2.1%، وهذا يرجع إلى زيادة الإمدادات في الأرجنتين وبداية حصاد المحصول في دولة البرازيل وتحسن طفيف في المحاصيل في أمريكا، بينما رصد التقرير ارتفاع أسعار لحوم الدواجن في شهر مايو عن أبريل وهذا يعود إلى عدد من الأسباب أولها نقص وتعطل الإمدادات بسبب الحرب في أوكرانيا، إضافة إلى الإصابات بمرض إنفلونزا الطيور التي تعرضت لها الطيور مؤخرًا، هذا بالإضافة لارتفاع الطلب العالمي خاصة في الشرق الأوسط وأوروبا على اللحوم.