زراعة القوقعة
بعد إدراج «زراعة القوقعة» في التأمين الصحي مستفيدون يتحدثون لـ«الدستور»
«لا ينتبه للأصوات مهما كانت شدتها مما أثار قلقنا عليه»، بتلك الكلمات بدأت إيمان حامد والدة الطفل «محمد» الذي يعاني من ضعف سمعي حسي شديد روايتها لـ«الدستور» عن رحلة اكتشاف المرض ومحاولة علاجه.
تقول «إيمان»: «في البداية ولد محمد طفلًا طبيعيًا، وبعد مرور 6 أشهر، لُوحظ إنه غير منتبه للأصوات مهما كانت شدتها، فأثار بداخلهم كثير من التساؤلات والشكوك حول عدم استجابته والتفافه باتجاه مصدر الصوت المنبعث».
وأضافت: «عندما بلغ الشهر التاسع اقترحت والدتي الذهاب لطبيب متخصص لمعرفة الأمر والاطمئنان على صحته، بعد أن رواد الجميع الخوف والشكوك في احتماليه إصابته بضعف سمعي حسي، وبالفعل بعد إجراء الفحوصات والأشعة المختلفة إلى جانب اختبار Epr الذي أمر بها طبيب السمعيات، اتضح إنه يعاني من ضعف سمع حسي شديدة ويحتاج إلى تركيب سماعات».
وتابعت: «الخبر كان صدمة كبيرة لينا، ولكن لم نتوقف عن محاولة إيجاد العلاج المناسب لـ«محمد»، بعد تركيب السمعات الطبية، لم يكن هناك تحسن في حالة ابني، فلجئنا لزراعة القوقعة بعد استشارة طبيب جراح كبير، بعد الدراسة الجيدة لحالته».
زراعة القوقعة هي عملية جراحية يُغرس فيها جهاز إلكتروني داخل الأذن الداخلية للمساعدة على السمع وينقسم الجهاز إلى قسمين الأول داخلي يسمى القوقعة المزروعة والثاني خارجي يسمى المبرمج أو معالج الكلام.
زراعة القوقعة تتجاوز معظم النظام السمعي المحيطي الذي يتلقى الصوت ويحول ذلك الصوت إلى حركات خلايا الشعر في القوقعة، الجزء الداخلي من خلايا الشعر هذه يعمل على إطلاق أيونات البوتاسيوم وذلك استجابة لحركة الشعر، والبوتاسيوم بدوره يحفز الخلايا الأخرى لإطلاق سراح الناقل العصبي، مما يجعل عصب القوقعة قادر على إرسال إشارات إلى الدماغ، مما يخلق تجربة الصوت.
وعن الإجراءات المتبعة قبل البدء في إجراء عملية زراعة القوقعة، تقول «إيمان»: «يستوجب الذهاب إلى استشاري تخاطب لعمل بعض الاختبارات اللازمة، ومن ثم إجراء أشعة مقطعية ورنين على المخ، لمعرفة نوع القوقعة، مشيرة إلى إن تكلفة العملية قد تجاوزت 140 ألف جنيهًا.. أخدنا قرض عشان نقدر نعمل العملية لابني».
وتستطرد إنه بعد إجراء العملية الجراحية بدأ ابنها بتلقي كورس تخاطب لإمكانية تكوين حصيلة لغوية بشكل مبكر، موضحةً أن زراعة قوقعة الأذن في سن صغيرة، سيحقق نتائج مبهرة ملموسة، معلقةً: «حاليا محمد عنده 9 سنين، ودخل مدرسة وبيتعلم لغات بفضل النتيجة توقيت زراعة وجلسات مناسبة من التخاطب، أصبح بيتكلم بطلاقة، وطفل شاطر».
وأشادت بإدراج عمليات زراعة القوقعة بنظام التأمين الصحي، لكونها خطوة هامة لتخفيف العبء عن عاتق المرضي غير القادرين لتحمل تلك التكلفة باهظة الثمن، منوهًة إلى أن السماعات الطبية التي يستخدمها بعض المرضي مرتفعة السعر وتتعرض للتلف بشكل يتطلب تغيرها كل ثلاثة أشهر.
وأكدت وزيرة التضامن الاجتماعي، في تصريحات سابقة إن الدولة تعمل على إعداد وتأهيل ذوي الإعاقات السمعية وتعد الأكثر صعوبة وأصحابها من الفئات التي يستلزم دمجها في المجتمع إعداد الظروف لذلك، حيث يلزم تأهيل أولياء الأمور.
كما أشارت إلى أن زراعة القوقعة مكلفة للغاية والقيادة السياسية أدرجت عمليات زراعة القوقعة ضمن نظام التأمين الصحي للدولة وقد تتكلف العملية الواحدة حوالي من 100 لـ 150 ألف جنيه.
محمد عادل: تكلفة عمليات زراعة القوقعة فوق المستطاع وإدراجها بنظام التأمين خطوة قوية لتخفيف الحمل علينا
«مجهود فوق الطاقة وتكلفة فوق الاستطاعة» بتلك الكلمات أعرب بها محمد عادل، عن مدى الحمل الكبير الذي يقع على عاتق والديي الابن الذي يعاني من ضعف حسي شديد ويحتاج إلى زراعة القوقعة السمعية لإمكانية التعايش بشكل طبيعي مع سائر أفراد المجتمع، موضحًا أن طفلته «سيلان» تعاني منذ نعومة أظافرها من ضعف حسي شديد وتبين مع إجراء بعض الاختبارات والأشعة الازمة، وفقًا لتعليمات طبيب سمعيات مختص.
«سيلان كانت دايمًا تلعب مع أولاد عمتها بس ماكنتش عارفة تصد أي هجوم، ومكنتش بتلتفت باتجاه أي صوت، مما استدعى الأمر إلى أخذ سيلان لطبيب سمعيات مختص لعمل الفحوصات والأشعة الازمة لمعرفة حالتها بشكل دقيق، ولكن كانت الصدمة الكبرى وهو إن سيلان تعاني من ضعف حسي شديد وقد تحتاج إلى زراعة قوقعة سمعية».
ويتابع: «إجراء عملية زراعة القوقعة مكلفة للغاية فقد وصلت إلى 330 ألف جنيهًا، مما جعله يكتفي بتركيب سمعات طبية، محاولًا القيام بتدبير المبلغ خلال فترات قادمة، منوهًا إلى ان تلك السماعات لم تجد نفعًا لابنته، مشيرًا إلى أن إدراج عمليات زراعة القوقعة السمعية بنظام التأمين الصحي سيسهم في تخفيف الحمل عنهم، موجهًا في ختام حديثه كل الشكر للرئيس السيسي وكافة المسئولين القائمين على دعم المواطن لعيش حياة كريمة».
الحالات التي تستدعي الخضوع لزراعة قوقعة الأذن:
- الإعاقة السمعية البالغة التي تجعل الطفل لا يستطيع المشاركة في الحديث.
- عدم فعالية سماعات الأذن.
- عدم وجود حالات طبية أو عوامل تزيد من المخاطر المرتبطة بعمليات زراعة قوقعة الأذن.