«الماضي المغمور» كتاب لـ«وليام كاروثرز» يستعرض كواليس إنقاذ آثار النوبة
أعلن المؤرخ وليام كاروثرز عن صدور أحدث كتبه «الماضي المغمور» في منتصف نوفمبر المقبل، بعنوان «الماضي المغمور» يتناول فيه حدثًا مشهورًا عالميًا، لم يتم التعرض إليه بشكل نقدي- الحملة الدولية لليونسكو لإنقاذ آثار النوبة (1960-80)- لإظهار كيف أن المشروع وعواقبه لم يدفع علم الآثار إلى عالم ما بعد الحرب فحسب، بل ساعد أيضًا في إعادة استعمارها.
في هذا الكتاب، يسأل «ويليام كاروثرز» كيف تشكل إنهاء الاستعمار بعد الحرب وما هو الدور الذي لعبه النظام الاستعماري مثل علم الآثار- الذي تم تشكيله في بوتقة الإمبريالية- كما أكدت الأمم الجديدة نفسها في مواجهة الحرب الباردة العالمية.
وعندما أصبح السد العالي في أسوان محور الثورة المصرية لجمال عبدالناصر، سعت الحملة النوبية إلى إنقاذ المعابد القديمة والمواقع الأثرية والحفاظ عليها من مياه الفيضانات الجديدة. تم تنفيذ المشروع في المناطق المجاورة للنوبة المصرية والسودانية، طوال سنوات من العمل الأثري الذي تم إجراؤه في ظل الاحتلال البريطاني.
خلال هذه العملية، استندت الحملة إلى العنصرية العلمية التي وجهت تلك الاستطلاعات السابقة، مما ساعد على إلزام النوبيين أنفسهم ببرامج إعادة التوطين والتحديث التي تقودها الدولة، حتى عندما أنشأت اليونسكو مشهدًا أثريًا خلابًا مناسبًا لوسائل الإعلام العالمية والاستهلاك السياحي.
يتناول الكتاب كيف أن الممارسات الأثرية والأنثروبولوجية الاستعمارية- ولا سيما مظاهرها الأرشيفية والوثائقية- خلقت النوبة القديمة المنفصلة عن سكان المنطقة. نتيجة لذلك، لم تصبح الحملة النوبية أساسية في إنشاء اتفاقية اليونسكو للتراث العالمي لعام 1972 فحسب، بل كشفت أيضًا عن أسئلة حول أهداف علم الآثار والتراث وما إذا كان سيتم التغلب على الأصول الاستعمارية لهذه المجالات.
ويليام كاروثرز مؤرخ في علم الآثار والتراث وإنهاء الاستعمار. وهو حاصل على درجة الدكتوراه في تاريخ وفلسفة العلوم من جامعة كامبريدج، عاش وعمل ودرس اللغة العربية في مصر لعدة سنوات.