8 سنوات من الريادة.. نجاحات الدبلوماسية المصرية فى عهد الرئيس السيسى

تحركات واعية وثوابت واضحة تتخذها وزارة الخارجية منذ أن تسلم الرئيس عبدالفتاح السيسي، مقاليد الحكم في البلاد في عام 2014، إذ قامت الدبلوماسية المصرية على مبادئ راسخة، تحافظ على الندية وقوة المواقف على الساحة الدولية، واكتساب الثقة في المحافل المختلفة، والدفاع عن احترام الشئون الداخلية للدول وتأكيد سيادتها.

8 سنوات من الإنجازات حققتها سياسة مصر الخارجية، إذ نجحت خلالها في اكتساب المصدقية الدولية بتحركات واعية راعت محددات أمن مصر القومي وتقوية ريادتها الإقليمية.

وتمكنت الدبلوماسية المصرية، منذ عام 2014، في استعادة ريادتها على المستويين الإقليمي الدولي، ولم يستغرق الأمر كثيرًا، حيث حصلت مصر على عضوية مجلس الأمن عام 2016.

وانطلقت الدبلوماسية المصرية، في تقوية العلاقات سواء على المستوى العربي أو الإفريقي أو الدولي، وتعزيز التعاون في شتى المجالات في إطار العلاقات الثنائية، أو التحالفات الممتدة.

الدبلوماسية المصرية في إفريقيا

وعلى مستوى العلاقات مع الدول الإفريقية، نجحت مصر في استضافت القمة التنسيقية الأولى بين الاتحاد الإفريقى والتجمعات الاقتصادية الإقليمية، وغيرها من الفعاليات التي تركز على مستقبل القارة، وحشد الدعم اللازم لها وتسليط الضوء على المشكلات التي يجب حلها.

ولا تتردد مصر في تقديم أي دعم لأشقائها الأفارقة، إذ أنه خلال تفشي جائحة كورونا المستجد، نجح سفراء مصر لدى أكثر من 30 دولة إفريقية من تنظيم استلام تلك الدول للمساعدات الطبية والمستلزمات الوقائية؛ لمساعدتهم فى مواجهة موجات تفشي الفيروس.

ويجري وزير الخارجية سامح شكري، العديد من الزيارات إلى الدول الإفريقية، بالإضافة إلى الاتصالات المستمرة، والتي ترتكز جميعها على فتح آفاق جديدة ومتنوعة للتعاون وترسيخ التعاون الثنائي، لاسيما في مجالات مثل الكهرباء والتجارة وغيرها.

كما أن وزير الخارجية، بوصفه الرئيس المعين للدورة 27 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ - التي تستضيفها مصر- يطرح دائمًا مشكلات القارة الإفريقية بسبب تغير المناخ، ويؤكد أنها الأكثر تضررا من ذلك التغير رغم ونها الأقل مساهمة في انبعاثات الكربون الضارة.

ويؤكد شكري، خلال أية كلمة يلقيها في المحافل الإقليمية والدولية، على ضرورة توفير الدعمل المالي لمواجهة تداعيات قضية تغير المناخ، وأن يضع العالم في اعتباره المشكلات التي تواجهها القارة الإفريقية، مشددا على ضرورة حلها.

الدبلوماسية المصرية والدول العربية

تمكنت مصر، عبر سياستها الخارجية، خلال الـ 8 سنوات الماضية، على دعم مواقف الدول العربية سواء في مواجهة الإرهاب، أو الدفاع عن حقها في سيادة أراضيها، والحفاظ على استقرارها الداخلي.

في هذا السياق، لم تدخر الدبلوماسية المصرية جهدًا في التأكيد على ضرورة الوصول لتسوية شاملة للازمة في ليبيا عبر كافة المحافل الإقليمية والدولية، مؤكدةً أن ذلك يشمل الحفاظ على وحدة وسلامة أرضيه، واستعادة دور مؤسسات الدولة ومحاربة الإرهاب.

وسارعت مصر إلى دعم لبنان خلال الأزمة التي عانها، وكذلك دعم شعبه الشقيق لعبور أزمته الراهنة، إذ شاركت بفعالية فى مؤتمر «دعم لبنان» الذى نظمته الأمم المتحدة، كما تم الاتفاق بين القاهرة وبيروت على خارطة طريق لنقل الغاز المصري إلى لبنان عبر الأردن وسوريا.

ودشنت وزارة الخارجية آلية التعاون الثلاثى بين مصر والأردن والعراق، كما استضافت أول اجتماع خلال عام 2019، ولعل الزيارة التي أجراها شكري، برفقة نظيره الأردني أيمن الصفدي، إلى بغداد، منذ يومين، خير دليل على العلاقات القوية التي يتمتع بها ذلك التحالف الثلاثي في الوقت الحالي.

وتؤكد الدبلوماسية المصرية دائمًا دعمها الجهود للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية، بما يحقق الاستقرار والحفاظ على وحدة واستقرار أراضيه، كما تشدد على ضرورة إنهاء التدخلات الخارجية.

مصر والعلاقات مع دول الخليج

وعملت مصر على توثيق علاقاتها بأشقائها في الخليج العربي على مدار الـ 8 سنوات الماضية، إذ أكدت مرارا وتكرارا أن الأمن القومي لدول الخليج يرتبط بأمن مصر القومى بشكل وثيق.

وشهدت الـ 8 سنوات الماضية الكثير من الزيارات المتبادلة على المستوى الدبلوماسي، بالإضافة إلى عقد القمم على مستويات وزارية وفنية ورئاسية، لعل أبرزها مشاركة وزير الخارجية فى قمة مجلس التعاون الخليجى الـ 41.

الدبلوماسية المصرية والقضية الفلسطينية

لم يتغير الموقف المصري أبدًا تجاه القضية الفلسطينية، وضرورة تلبية حقوق شعبها، إذ أن وزير الخارجية لا يترك مناسبة إلا ويؤكد ضرورة إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، وعاصمتها مدينة القدس الشرقية.

وتلعب مصر دورًا رئيسيًا ومحوريًا من أجل إنهاء الانقسام الفلسطيني، وتحقيق المصالحة الداخلية، كما أنها لا تألوا أي جهد في الوساطة بين رام الله والفصائل الفلسطينية وإسرائيل، لمنع أي تصعيد عسكري ضد الفلسطينيين داخل قطاع غزة المحاصر،  وكذلك في تسريع إيقافه حال اندلعت.

ونجحت مصر، في وقف إطلاق النار خلال التصعيد الإسرائيلي ضد غزة، العام الماضي، وأطلقت مبادرة لإعادة إعمار القطاع بقيمة 500 مليون دولار، كما استضافت، في وقت سابق، مؤتمر إعادة إعمار غزة، تحديدًا عام 2014.

ولا تترد الخارجية المصرية في إدانة أية انتهاكات يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وكذلك المقدسات الفلسطينية، من قبل القوات الإسرئيلية، كما تطالب بوقف فوري لكل أشكال العنف والقوة ضدهم، وتعرب عن إدانتها واستهجانها الشديدين تجاه مثل تلك التصرفات. 

الدبلوماسية المصرية وأمريكا

شهد العلاقات بين مصر وواشنطن، خلال السنوات الماضية، زخمًا واضحًا فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، كما شهدت أيضًا العديد من الزيارات التي قام بها مسؤولين مصريين، على رأسها زيارة الرئيس السيسي عام 2017، تلبية لدعوة الجانب الأمريكي، بالإضافة إلى زيارات وزير الخارجية.

وفي عام 2015، استئنف الجانبان الحوار والتعاون الاستراتيجى، كما عقدت الجولة الثانية من الحوار الاستراتيجي برئاسة وزير الخارجية ونظيره الأمريكي، في واشنطن خلال يومي 8 و9 نوفمبر الماضي.

وكذلك، دشن شكري، بالتعاون مع جون كيري مبعوث المناخ الأمريكي، فى فبراير الماضى، «مجموعة العمل المصرية الأمريكية المعنية بالمناخ»، وذلك في إطار استضافة مصر الدورة الـ 27 لمؤتمر المناخ.

سياسية مصر الخارجية والتعاون مع أوروبا

شهدت العلاقات المصرية مع دول الاتحاد الأوروبي دفعة قوية وواضحة خلال الـ 8 سنوات الماضية، نتج عنها توثيق التعاون في العديد من المجالات، أبرزها الطاقة التغير المناخي والبيئة والتحول الأخضر، وغيرها.

ويعد الاتحاد الأوروبي هو أكبر شريك استثماري وتجاري لمصر، وهو ما ساهم في تحقيقه العلاقات الثنائية المتميزة بين القاهرة وعواصم الاتحاد الأوروبي، والتشاور المستمر حول القضايا الإقليمية والدولية.

ويظهر ذلك بقوة في استضافة مصر أول قمة عربية أوروبية خلال فبراير 2019، بالإضافة إلى القمة الأولى من فعاليات آلية التعاون الثلاثي بين «مصر واليونان وقبرص» عام 2014.

وبفضل جهود الدبلوماسية المصرية، اختيرت القاهرة مقرًا لمنظمة منتدى غاز شرق المتوسط بعد توقيع مصر على اتفاقية تأسيس المنتدى فى عام 2019.

وكذلك، تستعد مصر لعقد اجتماع مجلس المشاركة مع الاتحاد الأوروبى لإقرار وثيقة أولويات الشراكة الجديدة للفترة 2021- 2027 خلال الفترة المقبلة، والتي تشمل مجالات مثل الذكاء الاصطناعى والتحول الأخضر والرقمنة والري والزراعة.