من دفتر الذكريات.. فهمى عمر يروى شهادته عن الإذاعة المصرية
أكملت الإذاعة المصرية عامها الثامن والثمانين، ويوافق ذكرى انطلاق أول بث لها يوم 31 مايو من كل عام، وكانت أولى الكلمات التي انطلقت عبرها هى "هنا القاهرة" تلك العبارة الحماسية التي تحمل مشاعر الانتماء للوطن وكانت من أولى الكلمات التي انطلقت عبر الإذاعة المصرية على لسان أحمد سالم في افتتاحها عام 1934 وتم اعتمادها كعبارة رسمية لبدء إرسال كل الإذاعات المصرية التي انطلقت في السنوات التالية.
بهذه المناسبة نشرت جريدة "القاهرة" بعددها رقم 1141 والصادر بتاريخ 31 مايو الماضي، مقالا للإذاعي فهمي عمر بجريدة تحت عنوان "خواطر إذاعية" ذكر: نقول فيها نحن جموع أبناء مصر لهذه الجامعة الأثيرية التي تبث الثقافة والترفيه والخبر الصادق، والتي ترطب القلوب بتلاوة آيات الذكر الحكيم ويسعد النفوس بالغناء العذب والنغم الجميل والأحاديث الشيقة والدراما الجاذبة وغير ذلك من ألوان المعرفة والتنوير.. كل عام وأنت بخير يا إذاعتنا الحبيبة داعين لك بالازدهار وأن يكون زمنك دائما زمنا جميلا، وأن تظلي على الدوام واحة يلجأ إليها المستمعون يتفيؤون ظلالها وينعمون بما تقدمه من برامج، آملين أن تظل الأجيال القادمة تتابع مسيرتك وتشد من أزرك، وتظلين أنت المحفز لهم في تحقيق طموحاتهم، والصوت المدوي الذي يشعل مشاعرهم ويحثهم على مضاعفة عطائهم لوطنهم، ذاكرين مقدرين جهدك المبذول دوما في شحذ هممهم.
وكشف عن أن هناك مواقف عديدة لا يمكن حصرها للإذاعة، فهي الفارس الإعلامي الأول التي أعلنت رحيل المستعمر بعد اندحاره في بورسعيد بعد عدوانه الثلاثي الغاشم، وأعلنت اجتياح المغاوير من أبناء القوات المسلحة لخط بارليف في السادس من أكتوبر، وتحطيمهم لأسطورة الجيش الذي لا يقهر، وتذكر خلال مقاله النجوم الذين لمعوا في عالم الأثير ووضعوا لبناتها الأولى لصرحها العالي، كالرائد الأول كروان الإذاعة محمد فتحي وجيله من الإذاعيين الذين أسهموا في وضع أساسها، على خليل وحافظ عبدالوهاب يوسف ومحمد محمود شعبان "بابا شارو" وعلي الراعي وأنور المشرى ونجمات الإذاعة صفية المهندس وتماضر توفيق ثم جيل الخمسينيات أحمد طاهر وعباس أحمد وطاهر أبوزيد وأحمد سعيد وجلال معوض وسامية صادق وآمال فهمي والشاعر الكبير صاحب "لغتنا الجميلة" فاروق شوشة، وكذلك المأمون أبوشوشة الذي يعتبره "فلتة" من فلتات الميكروفون، ثم الأجيال التي توالت جيلا بعد جيل طوال العقود الماضية، صبري سلامة مثلا، محمد أبوسنة، وغيرهم مما لا يستطيع تعدادهم.
وأكد فهمي عمر أن الإذاعة ستظل وسيلة الإعلامي الأولى وستبقى سيدة الموقف مهما تكاثرت وسائل الإعلام الأخرى من شاشات وأجهزة تواصل اجتماعي، ذلك أن الخبر الذي يقع في أقصى المعمورة فإنه يصل إلى مختلف الأنحاء في التو واللحظة عبر أثير الراديو، وإذا ما نقل الخبر بالوسائل الإعلامية العصرية، ولم يكن مصحوبا بالصورة فإن كل هذه الوسائل ستضبح مثل الراديو سواء بسواء، وسيظل الراديو الأنيس والجليس في السيارة وغرفة النوم والمكتب، الأمر الذي يثير لوسائل الإعلام الأخرى.
وتمنى الإذاعي فهمي عمر أن تمتد للإذاعة الأيدي، لكي تنتج مسلسلاتها وسهراتها، وتقدم حفلاتها الغنائية، وتكتشف نجوم التلاوة وأصحاب الأصوات الجميلة وتجوب القرى بحثا عن الخامات الواعدة في ألوان الفنون والثقافة المختلفة.