فى ذكرى وفاة الشيخ إمام.. لمحات فى حياة أيقونة الغناء الثورى
"يا ساتر .. أتفضل يا مولانا" بتلك العبارة كان رفيق دربه الشاعر أحمد فؤاد نجم ينادي بصوته عالياً عند أحيائهما حفلة من حفلات الزواج، أو حتى ندوة، ولعل فؤاد نجم لم ينطق بها إلا بعد أن أيقن نجم من هو الشيخ إمام محمد أحمد عيسى (2 يوليو 1917_7يونيو 1995) الذى لحن له ما يقرب من ثلاثمائة أغنية وحده كل لحن منها يناطح الآخر ويعتبر موضوعاً للدرس قائماً بذاته منذ أن ألتقيا فى عام 1962؛ ناهيك عن ألحانه لفؤاد قاعود ونجيب سرور ونجيب شهاب الدين ومحمد جاد وماجد يوسف؛ وغيرهم.
عندما ولد الشيخ إمام فى 2 يوليو 1917 كانت أجواء الحرب العالمية الأولى أو الحرب العظمي فى أوجها؛ وقتها كانت مصر تشيع أبنائها من فيلق العمال المصري المشارك هناك في بلاد ما وراء النهر؛ وقتها شهدت صرخة ميلاد الشيخ إمام حالة من الرفض ظلت ترافقه حتى ميلاده الثاني – ميلاده الفني- فى الخامس من يونيو 1967 رغم انه غني من قبل هذا التاريخ حيث الغناء خارجاً من رحم الهزيمة.
منذ عام 1967 وحتي رحيله فى 7 يونيو 1995؛ ظل الشيخ إمام أيقونة الغناء الثوري الساخر من الأحوال ومن العباد في مصر وظلت أغنياته التي كتبها له أحمد فؤاد نجم تتردد فى أصداء سور الأزبكية وفي المنتديات الثقافية وعلى ألسنة طلاب الجامعات؛ وهو ما دفع ثمنه كل من الشيخ والنجم حيث قضى الشيخ إمام ونجم الفترة من هزيمة يوليو حتى نصر أكتوبر يتنقلوا من سجن إلى آخر ومن معتقل إلى آخر وكان يغني وهو ذاهب إلى المعتقلات أغنيته المشهورة شيد قصورك ومن قضية إلى أخرى، حتى أفرج عنهم بعد اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات.
في منتصف الثمانينيات تلقى الشيخ إمام دعوة من وزارة الثقافة الفرنسية لإحياء بعض الحفلات في فرنسا، فلاقت حفلاته إقبالاً جماهيرياً كبيراً، وبدأ في السفر في جولة بالدول العربية والأوروبية لإقامة حفلات غنائية لاقت كلها نجاحات عظيمة، وللأسف بدأت الخلافات في هذه الفترة تدب بين ثلاثى الفرقة الشيخ إمام ونجم ومحمد على عازف الإيقاع لم تنته إلا قبل وفاة الشيخ إمام بفترة قصيرة.
وفى منتصف التسعينات آثر الشيخ إمام الذي جاوز السبعين العزلة والاعتكاف في حجرته المتواضعة بحي الغورية ولم يعد يظهر في الكثير من المناسبات كالسابق حتى توفي في هدوء في 7 يونيو 1995 تاركاً وراءه أعمالاً فنية نادرة.