تقرير أمريكى يثمن ترشيح مصر لمنطقة جبل القطرانى لقائمة اليونسكو للتراث العالمى
ثمن موقع المونيتور الأمريكي ترشيح مصر لمنطقة جبل القطراني في الفيوم إلى قائمة اليونسكو للتراث العالمي، معتبرًا أن هذه الخطوة سوف يكون لها تأثير إيجابي على قطاع السياحة، فضلًا عن جذب الملايين من السياح من حول العالم.
وقال المونيتور: أعدت وزارة البيئة ملف ترشيح منطقة جبل القطراني بالفيوم الواقعة على بعد 100 كيلومتر جنوب غرب القاهرة لقائمة التراث العالمي لليونسكو.
وقال محمد سامح عنتر، مدير عام الحدائق المركزية في مصر، قطاع حماية الطبيعة، في جهاز شئون البيئة: يعود تاريخ هذا الموقع إلى 35 مليون سنة، و يضم حفريات نصف جميع الكائنات من بداية الخلق حتى اليوم، مثل الفيلة والقردة والطيور والحيتان والنباتات.
وقال لـ "المونيتور"، إن المنطقة التي تبلغ مساحتها 200 كيلومتر مربع (77 ميلًا مربعًا)، وثّقت أهم فترة في التاريخ منذ اختفاء الديناصورات قبل 65 مليون سنة.
وأضاف "عنتر"، الذي يشغل أيضًا منصب المدير العام للمناطق المحمية المركزية، ونقطة الاتصال الوطنية ، واليونسكو ، ومواقع التراث العالمي الطبيعي: "جبل القطراني يشمل 14 أمرًا حيًا ومنقرضًا من أصل 28 أمرًا معروفًا عالميًا"، ولإعداد الموقع لإدراجه في قائمة اليونسكو، قال إن الوزارة تعمل على حماية المنطقة وإنشاء البنية التحتية الأساسية منذ عام 2018.
وقال: "منذ عام 2018، أنشأنا البنية التحتية مثل الطرق، ودورات المياه، واللافتات التي تخبر الزائرين بالموقع، فضلًا عن بناء نزل صديقة للبيئة مناسبة للمجتمع المحلي توفر الطعام والمشروبات المحلية".
وتابع: "قبل عملية التطوير، كان الموقع مجرد صحراء، تشرف عليه الوزارة، ويحتوي على أحافير علمية بحتة ربما لم يستمتع بها الناس العاديون".
وأشار إلى أنه "أنشأنا أيضًا متحفًا في الهواء الطلق مثل متحف وادي حيتان، وسيكون جبل القطراني ثاني موقع في الفيوم يضاف إلى قائمة التراث العالمي".
وأشار إلى وادي الحيتان الذي يحتوي على حفريات حيتان منقرضة، وأضيف إلى قائمة اليونسكو عام 2005.
وفقًا لـ"عنتر"، يتعمق متحف جبل القطراني في قصة تطور جميع المخلوقات والتحول من عصر الأيوسين إلى حقبة الأوليجوسين، كما تعرض الحفريات البحرية والقارية، بالإضافة إلى النباتات المتحجرة، وقال "عنتر" إن الموقع يكشف كيف يتغير المناخ عبر العصور.
وأضاف: المتحف يوضح كيف كانت مصر بها غابات؛ كيف كانت هناك حيتان في الصحراء، وكيف كانت مصر تؤوي الأفيال والضباع ذات يوم "، مضيفًا أن مصر بها غابات كثيفة مثل الأمازون التي تمتد من الواحات البحرية في الصحراء الغربية، على بعد حوالي 370 كيلومترًا (230 ميلًا) من القاهرة إلى السويس في الجزء الشمالي الشرقي من البحر الأبيض المتوسط.
وسبق وأن أُدرج جبل القطراني في قائمة اليونسكو المؤقتة منذ عام 2003، وقال "عنتر" إن الملف سيقدم لليونسكو قبل نهاية العام الجاري.
ومن جانيه، قال أحمد عبد العال ، مدير آثار الفيوم السابق لـ "المونيتور"، إن منطقة جبل القطراني ليست ذات أهمية جيولوجية فقط.
وقال: "توجد محاجر البازلت في جبل القطراني والتي تم استغلالها منذ القدم المصرية"، وأوضح أن اسم القطراني مشتق من "قطران" الاسم العربي للقطران بسبب لونه الأسود.
كما تضم منطقة جبل القطراني أقدم طريق معبّد في العالم يعود تاريخه إلى 4000 عام ، بحسب عبد العال.
وقال: "استخدم الناس هذا الطريق في نقل البازلت إلى معبد قصر الصاغة"، في إشارة إلى المعبد القديم القريب، والذي يقول المؤرخون إنه يعود إما إلى عصر الدولة الوسطى (حوالي 2055 قبل الميلاد - 1650 قبل الميلاد) أو المملكة القديمة (حوالي 2700 قبل الميلاد - 2200 قبل الميلاد)، تم اكتشافه في عام 1884 من قبل المستكشف الألماني جورج أوجست شفاينفورث.
وأشار "عبد العال" إلى أن العمال المصريين القدماء قاموا بجمع البازلت داخل المعبد، وقاموا بتقسيمه إلى قطع صغيرة ونقله بالمراكب إلى أماكن أخرى في البلاد عبر بحيرة موريس القريبة، والتي أصبحت الآن بحيرة المياه المالحة الأصغر تسمى بركة قارون.
وأوضح أن "قدماء المصريين استخدموا البازلت في رصف أرضيات مواقع الأهرام مثل أرض خفرع بالجيزة بالإضافة إلى صنع التماثيل".
ويرى "عبد العال" أنه عند إضافة تلك المنطقة إلى قائمة التراث العالمي لليونسكو، سيكون لها تأثير كبير على السياحة في الدولة.