سيطرة أجواء عنصرية.. هكذا أثرت الحرب الروسية الأوكرانية على «بينالى فينسيا»
في 23 أبريل الماضي انطلقت فعاليات الدورة الـ59 لمعرض بينالي فينيسيا الدولي بإيطاليا، على أن يستمر حتى 27 نوفمبر المقبل، وهو المعرض التنافسي الفني الأكثر شهرة في العالم، وتشارك مصر في هذه الدورة بتجهيز في الفراغ لثلاثة فنانين، وهم: وئام المصري، محمد شكري، وأحمد الشاعر، تحت شعار "حديقة كجنة عدن" من خلال تلك الدروع التي تتدلى من أعلى مع الخلفية ذات الإيقاع الهندسي.
وكانت لجنة المعارض المنبثقة من لجنة الفنون التشكيلية والعمارة بالمجلس الأعلى للثقافة اقترحت أن يتم اختيار تمثيل مصر في بينالى فينيسيا هذا العام من خلال إطلاق مسابقة بشروط محددة، أعلن عنها المجلس فى نهاية سبتمبر 2021 وتم غلق باب التقدم لها فى منتصف نوفمبر 2021، واستعانت اللجنة بنخبة من الحكماء والخبراء في مجالات فنية مختلفة للمشاركة في لجنة تحكيم المسابقة لاختيار المشروع الفائز، وقد اختارت لجنة التحكيم بالإجماع العمل السالف ذكره ليشارك باسم جمهورية مصر العربية هذا العام في بينالي فينسيا.
وفي تقرير نشر بجريدة "القاهرة" بعددها رقم 1141 الصادر بتاريخ 31 مايو الماضي، كشفت الكاتبة فاطمة علي عن تأثير الحرب الروسية الأوكرانية، فبعد أن تم تأجيل "بينالي فينيسيا" العام الماضي بسبب جائحة كورونا، ففي دورة هذا العام تسيطر أجواء "عنصرية" على المحفل الفني الأهم في العالم، مستطردة: فحرب موسكو ضد جارتها كييف، جعلت من روسيا وكل ما يتعلق بها وكل ما يأتي منها عدوا مرفوضا، بصرف النظر عن موقفه من الحرب، أو من طرفيها، بينما يتوسع الجناح الأمريكي ليحتل أجنحة مجاورة وينتشر.
لأول مرة يقام بينالي فينيسيا دون جناح روسيا، حيث تقرر إغلاقه بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، وهو ما أشار إليه التقرير بأنه قد يبدو الفعل مفهوما، رغم غرابته، لكن الأغرب أن غالبية المعلقين والنقاد في مطبوعات عالمية وعشرات المواقع عبر شبكة الإنترنت، يؤيدون فكرة إغلاق الجناح، كعقاب لموسكو على شن الحرب ضد الجارة كييف، موضحا أن هذا الخلط أظهر الوجه القبيح للمتشدقين بالفن وقيمته، والحرية وعظمتها، وفي الأسابيع الأخيرة تكررت بوادر سيئة كثيرة في حق الفن في عدة عواصم أوروبية مثل لندن وباريس وهولندا وألمانيا، وأخيرا فينسيا.
وأكد التقرير أن عدم اعتراض أي كتابات أو مقالات نقدية على غلق الجناح الروسي في بينالي فينيسيا من أجل حسابات لا علاقة لها بالفن، رد فعل خاطئ لخطأ أكبر، وأنه يمكن أن نعترض على المبدأ وهو مبدأ مجاملة طموحات الساسة الذاتية على حساب الفن، مضيفا: الجناح الروسي في البينالي ظهر مغلقا مهجورا وفارغا، ويوم الافتتاح كما ذكرت إحدى الصحف وقف أحد الزوار يصرخ "ماذا حدث لحرية التعبير في إيطاليا؟"، ووقف الفنان الروسي فاديم زاخاروف والذي مثل بلده في بينالي 2013، رافعا لافتة مكتوبة بخط اليد تقول "أنا أحتج على الغزو الروسي"، لكن حارسا استدعى أجهزة الأمن الخاص بالبينالي على الفور، وتمت مصادرة اللافتة، وقال زاخاروف وهو يغادر مبتسما "أنا لست في الميدان الأحمر".
وتابع: تمثل بوضوح توجهات الساسة وأثرهم على الفن في دورة بينالي فينسيا هذا العام من خلال جناحي روسيا المغلق في انكسار، وأوكرانيا الهش الدعائي.