منها "تغريدة البجعة" و"الخبز الحافي"
في يوم الأطفال ضحايا الاعتداءات.. كيف تناول فن الرواية هذه الظاهرة؟
في عام 1982 أصدرت منظمة الأمم المتحدة قرارا باعتبار الرابع من يونيو من كل عام، يوما عالميا للأطفال الأبرياء ضحايا الاعتداءات. ويشمل القرار العدوان على الأطفال خلال الحروب أو النزاعات الإقليمية والدولية، وكل ما يعد اعتداء بشكل مادي أو معنوي علي الأطفال.
وتأتي في القلب من هذه ظاهرة الاعتداء على الأطفال، إجبارهم على العمل في سن مبكرة بشكل غير قانوني، حيث أن المنظمات الدولية الإنسانية تعتبر سن الطفولة حتى بلوغ العام 18 لكن في العديد من دول العالم سواء المتقدمة أو دول العالم الثالث، تبرز ظاهرة عمالة الأطفال، وظاهرة أطفال الشوارع والمشردين.
كيف عالج الأدب وتناول ظاهرة أطفال الشوارع وعمالة الأطفال
سلط الأدب الضوء علي العديد من الظواهر المجتمعية، ومن بينها ظواهر أطفال الشوارع وعمالة الأطفال المبكرة. وقد تناولت العديد من الروايات المصرية والعربية هذه الظاهرة، سواء كانت محور لهذه الروايات أو في سياق أحداثها. والتي نتناولها في هذا التقرير.
“تغريدة البجعة” لــ مكاوي سعيد
في روايته الصادرة عام 2007، يتناول الروائي الراحل مكاوي سعيد ويشرح ظاهرة أطفال الشوارع، من خلال شخصيات الرواية، بل ويسلط الضوء علي مجازر الحرب اللبنانية وما أصاب المجتمع اللبناني وفي القلب منه الأطفال جراء هذه الحرب.
كما يتناول ظاهرة أطفال الشوارع بعمق، بل تصدي للظاهرة من خلال مشاهداته ومعايشته الحياتية الحقيقية في وسط البلد وتعرفه علي أطفال الشوارع فيها.
يقول مكاوي واصفا هذه الظاهرة: “في الأيام الأخيرة بالذات، بدأت أشعر بهم يحيطون بي في كلّ..مكان. وبدأت أحلم بهم..أسير في شوارع وسط البلد التي أحفظها جيدا، وفي منطقة الهرم التي ولدتُ بها، و في حي الحسين الذي أعشقه، فلا أجد أحدا أمامي غير الأجانب..أذني تلتقط لغاتٍ مختلفة ليست اللغة العربية من بينها. دائما يقابلونني وجها لوجه..بجواري لا أحد. و خلفي لا أحد..وهم صفوف كثيفة على مرمى البصر.”
“مواقيت الصمت” للكاتب خليل الجيزاوي
الرواية صادرة عام 2007 أيضا، وتدور أحداثها حول “هند” وهي إحدى توأمين مات أحدهما، ولا تدري البطلة أيهما هي: هل هي هند أم هبة؟، ولا تجد مخرجا من هزائمها في الحياة سواء في التفكك الأسري الذي عاشته، فأدى بها إلي السقوط في علاقة غير شرعية، حتي بعد زواجها من هذا الشخص، إلا أن والدها يعامله معاملة سيئة لأنه طامعا في أموالها وثروتها، فلا تجد مخرجا من كل هذه الإخفاقات في حياتها، إلا باحتضان بعض من أطفال الشوارع ورعايتهم والاهتمام بهم.
رواية “البؤساء” للفرنسي فيكتور هوجو
وصدرت الرواية لأول مرة عام 1862، للروائي الفرنسي فيكتور هوجو، وتدور أحداثها حول الطفل “جان فالجان”، الذي يجبره الجوع والتشرد علي سرقة رغيف خبز ليسد به رمقه، إلا أن الشرطة تطارده ويسجن، وبعد خروجه من السجن يتحول إلي إنسان عصامي وينجح في تكوين ثروة طائلة إلا أن الشرطي الذي كان قد قبض عليه وهو طفل يظل يطارده ويفتش في ماضيه ليفضحه أمام مجتمعه الجديد وأمام ابنته.
في هذه الرواية يشرح “هوجو” الأحوال الاجتماعية والاقتصادية البائسة للسواد الأعظم في المجتمع الفرنسي قبل الثورة الفرنسية، ويبرز ظاهرة الأطفال المشردين الجائعين الذين تزدحم بهم طرقات شوارع باريس.
“الخبز الحافي” للروائي المغربي محمد شكري
لا تزال رواية “الخبز الحافي” تثير حولها الكثير من الجدل، نظرا لما جاء بها من سرد حقيقي لجانب كبير من طفولة وحياة الكاتب المغربي محمد شكري وسيرته الذاتية، وكيف أنه اضطر إلي السرقة ليعيش وهو طفل وصبي صغير، وكيف تشاجر وسكر في شوارع طنجة، أو عندما قتل والده شقيقه بسبب الجوع والفقر.
“الجنقو مسامير الأرض” للروائي السوداني عبد العزيز بركة ساكن
تتناول الرواية حياة وأحوال قطاع من العمال الزراعيين الذين يطلق عليه اسم “الجنقو”، وهم يشبهون إلي حد كبير “عمال التراحيل” في مصر خلال العصر الإقطاعي. حيث تصور الرواية عالم العمال الزراعيين الموسميين ومن بينهم الأطفال، وما يعيشونه من بؤس وفقر وأحوال معيشية غير آدمية.
عادة يهاجر “الجنقو” ويتنقلون من قراهم الأصلية التي يعيشون فيها، للعمل في مزارع وحقول بعيدة عنهم لتوفير بعضا من المال لسد جوعهم وجوع أسرهم، من خلال العمل في مزارع السكر والقصب وحقول السمسم والمصانع التي تلتهم أعضائهم بدون تعويض أو أي غطاء حماية طبي أو اجتماعي.