السيرة الخفية لـ داليدا.. «تاريخ من العشق والانتحار»
في العدد الجديد من مجلة نقد 21 تناول الكاتب الصحفي والشاعر عبد الرحيم طايع عبر مقال مطول جاء تحت عنوان "داليدا القديسة شهيدة هواجسها القاتمة" سرد طايع تفاصيل سيرة "بولا دا جيغليوتي"، والتي صارت فيما بعد داليدا والمولودة بحي شبرا العريق بوسط القاهرة.
أشار طايع، إلى أن موهبة داليدا جاءت امتداد لموهبة والدها عازف الكمان بأوبرا القاهرة، ولفت أن أسرتها كانت ضد اشتغالها في الفن وعملت في بداية حياتها سكرتيرة في شركة أدوية، وتقدمت إلى مسابقة ملكات جمال مصر دون علم والدتها، الأمر الذي أثار غضب عائلتها عقب الإعلان عن النتيجة والتى حازت فيها لقب ملكة جمال مصر، وبفضل تلك المسابقة، وجدت داليدا نفسها تدخل استوديوهات السينما وغنت داليدا بأكثر من لغة وصلت إلى 9 لغات على حد تعبير عبد الرحيم طايع، والذي أكد أن الغناء لم يكن هدفها، فقد كان هدفها الرئيس هو التمثيل لذا سافرت إلى فرنسا، عقب انتهائها من تصوير فيلم يوسف واخواته عام 1954 باحثة عن فرصة للعمل في السينما الفرنسية.
وأوضح عبر مقاله إلى العديد من العلاقات العاطفية التي ربطت داليدا بعدد من محبيها وعشاقها وانتهت نهاية مؤسفة وحزينة وقاسية وكانت أولها مع "لوسيان موريس"، والذي بدأت رحلتها معها بالحب ومن ثم الزواج وكانت رحلتهما العاطفية شديدة والزوجية حديث المجتمع الفرنسي.
وكانت علاقتها بالكاتب المؤلف والمغني والممثل الشاب لويجي تنكو، والتي شجعته على الغناء وقمته على مسرح سان ريمو في مسابقة غنائية، وخسر لويجي في المسابقة ولم يحتمل الخسارة فانتحر انتحارا رهيبا، وذلك بعدما شكك في نزاهة المحكمين.
رولاند برجر وداليدا
يشير عبد الرحيم طايع إلى أن رولاند برجر كان له دورا رئيسا في تقديم داليدا فقد د التقاها على بوابات عودتها إلى القاهرة، فأعجب بها و بقوامها الممشوق وشعرها الأصفر كما يصف المؤرخون محطة لقائها الأولى، والذي توسم فيها تميزا ما، وكان بالأساس مدربا للصوت، سمع حكايتها وأقنعها بالغناء لأنه أمن بخامتها الصوتية المؤثرة، وتحمل عصبيتها التي كان يقال إنها ورثتها من عرفها الإيطالي الصارم، أو هواها العربي حاد المزاج، والأهم أنها خرجت بصوت قوي واع ، وكان ذلك شيئا عظيم القيمة وطلقت تعمل في الكباريهات الفرنسية.
من رولاند برجر إلى برونو
عبر عملها بالكباريهات الفرنسية تعرفت على برونو الذي كان اسمه حميميا في أذنها ، لأنه كاسم شقيقه الأصغر، برونو هو مدير "أولمبيا" أشهر قاعة موسيقى بباريس، قد منحها الرجل المهم اعترافه واتا لها الغناء في القاعة الفنية الباذخة، بالإضافة إلى بابه الشاهق انفتحت أبواب شتى عالية المقام، بالتدريج نالت فرصتها كاملة فقد بدأت تعاقداتها الفنية الباذخة.
ثمة لقاء نادر جمع داليدا وعمر الشريف بعد سنوات طويلة من تتبع أخبار كلاهما للآخر على الشاشات أو الصحف اللقاء الأول انتهى بقبلة فقد أشار عمر الشريف إنه التقى بالفنانة داليدا عن طريق أحد المنتجين، وطلب منه أن يعرفها عليها ذلك كونها جذابة وجميلة.
يشير الشاعر عبد الرحيم طايع إلى أن عمر الشريف وداليدا ينتميان إلى جيل واحد فهو أكبر منها بعام واحد فهو من مواليد 1933 وهي من مواليد 1932.
منحا أبناء قومهما ثقة في النفس والمعروف أنهما التقيا لقاء فنيا قصير في الأقصر بالجنوب المصري، في بدايتهما خلال فيلم story of Joseph and his brother’s يوسف وإخوته. الشائع أن عمر الشريف أحبها، ولكنها هي تركتها عند هذه النقطة ومضت إلى فرنسا.
يذكر أن داليدا تعد أحد أبرز أساطير الغناء في العالم لم تنتهى اسطورتها والتي امتدت إلى مايقرب 33 عامًا من التاريخ النفي الممتد بين التمثيل والغناء، حياة حافلة بالمجد بيع ما يزيد من 130 مليون نسخة من اسطوانات أغانيها في جميع أنحاء العالم.