بدء احتفالات اليوبيل البلاتيني للملكة اليزابيث
يظهر حُكم الملكة إليزابيث الثانية، الذي دام لمُدة 70 عامًا، في تواجدها بكل مكان تقريبًا في المملكة المتحدة، فنلتقي بها على الطوابع والأوراق النقدية، إضافة إلى رمزها الملكي على صناديق البريد.
بدأت اليوم الاحتفالات باليوبيل البلاتيني للملكة، التي كانت على العرش منذ أن كانت في الخامسة والعشرين من عمرها، وهي شخصية حاضرة دائمًا في حياة مُعظم الناس في بريطانيا، فضلاً عن كونها واحدة من أكثر الأشخاص شهرة في جميع أنحاء العالم.
ونجحت في أن تحافظ على شعبيتها لدى الجمهور عالية باستمرار، حتى مع انخفاض الاحترام وتغيُر المواقف تجاه النظام الملكي على مدى عقود.
وأشاد «بوريس جونسون» النائب في البرلمان، بالملكة في الفترة التي تسبق الاحتفالات بأربعة أيام، وتلك هي المرة التاسعة، التي يحتفل فيها ملك بريطاني باليوبيل البلاتيني، منذ الملك جورج الثالث عام 1809.
هذا وأقام كل من الحاكم الحالي والملكة فيكتوريا، التي حكمت من عام 1837 إلى عام 1901 أحداثًا فضية وذهبية وماسية؛ للاحتفال بمرور 25 و50 و60 على حكمهما، لكن إليزابيث الثانية هي الوحيدة التي احتفلت بعيدها السبعين على العرش.
وحققت الملكة البالغة من العمر 96 عامًا هذا الإنجاز في فبراير، وتقام فعاليات على مستوى البلاد للاحتفال بيوبيلها البلاتيني، بما في ذلك قداس الشكر وحفل موسيقي خارج قصر باكنجهام في الفترة من 2 يونيو إلى 5 يونيو.
في اليوبيل الفضي لها في عام 1977، احتشد حوالي مليون شخص وسط لندن؛ لرؤية الملكة خلال موكب العربات، بينما قامت أيضًا برحلة على متن قارب في نهر التايمز وتجولت في 36 مقاطعة في المملكة المتحدة مع زوجها الأمير فيليب.
وتم سك عدد محدود من العملات المعدنية الجديدة من فئة 25 بنسًا، وتم تسمية أحدث إضافة لمترو الأنفاق في لندن باسم خط اليوبيل.
وجاء اليوبيل الماسي لعام 2012 في نفس العام، الذي استضافت فيه لندن دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية، وشهدت الاحتفالات إقامة مسابقة ملكة نهرية وإضاءة منارات وخدمة عيد الشكر وحفل موسيقي آخر.
هذا وشكر الأمير تشارلز في خطابه الختامي الملكة، قائلًا: «هي جعلتنا فخورين بكوننا بريطانيين وسط هتافات كبيرة»، وظهرت الملكة والأمير تشارلز وعائلته في شرفة قصر باكنجهام مما يشير إلى الاتجاه المستقبلي للنظام الملكي.
ملكة بلاتينية مع روح الدعابة
أدت الصعوبات في المشي والوقوف، إلى تراجع عدد مرات ظهورها للعامة في السنوات الأخيرة بشكل أكبر، إلا أنها قامت برحلة إلى معرض تشيلسي للزهور، ومعرض وندسور للخيول هذا الشهر، لكنها فاتتها الافتتاح الرسمي للبرلمان للمرة الثالثة فقط.
وتولى ابنها الأكبر وولي العهد الأمير تشارلز، مزيدًا من المسؤوليات تدريجياً؛ للتحضير للوقت الذي يتولى فيه السلطة، ويحتل الأمير وليام المرتبة الثانية في ترتيب ولاية العرش، بينما يحتل ابنه الأمير جورج المرتبة الثالثة، مما يعني أنه من غير المرجح أن يكون لبريطانيا ملكة أخرى لفترة طويلة.
ولا تزال الملكة تستضيف بانتظام شخصيات أجنبية ودبلوماسيين، ووفقًا لأولئك الذين يعرفونها، فهي لا تزال حادة، ولكن لديها حس دعابة مبهج.
قالت كاتبة السيرة الملكية بيني جونسون: «لقد رأينا جميعًا جانبًا مختلفًا مع الملكة.. عندما شاركت في محاكاة ساخرة لجيمس بوند.. وافتتاح أولمبياد لندن».
وقال جونسون: «إن شعب المملكة المتحدة والكومنولث وهي المجموعة المكونة من 54 دولة والتي ترأسها الملكة أيضًا، لن يخجلوا من الاحتفال ليس بالمؤسسة بل بالفرد الذي ارتدى التاج.. هذه المرأة الرائعة التي قادت بالله بلادها في الأوقات الجيدة والسيئة والتي كرست حياتها لشعبها، للكومنولث الحبيب، وذلك مع إحساسها بالواجب الذي غُرس في نفوسها منذ الطفولة، نفذت الملكة مئات الارتباطات كل عام، من حفلات الاستقبال لكبار الشخصيات الأجنبية إلى منح الأوسمة المدنية والعسكرية، والزيارات الملكية في جميع أنحاء العالم».
وكانت الملكة قد أمضت ليلة في المستشفى في أكتوبر الماضي، بعد أن خضعت لاختبارات غير محددة، نصحها الأطباء منذ ذلك الحين بالراحة وتقليل عبئ عملها؛ للحصول على الدعم في أداء واجباتها، حيث لجأت إلى عائلتها المباشرة من أجل استكمال المسيرة.