استنفار أمنى وفرص للتصعيد.. ماذا يحدث فى مسيرة الأعلام الإسرائيلية فى القدس؟
تستعد إسرائيل، اليوم الأحد، للاحتفال بما يسمى «يوم القدس» عبر مسيرة الأعلام التي تجوب شوارعها، مرورا من باب العامود إلى أزقة القدس القديمة، وصولاً إلى الحرم، تيمنا بزيارة جبل الهيكل حسب المعتقد اليهودى، وسط استنفار أمني واستعدادات غير مسبوقة، على أن تكون ذروة الاحتفال في باحة الحائط الغربي، مع وجود فرص عالية للتصعيد.
وجندت السلطات الإسرائيلية ما يزيد على 3000 ضابط من شرطة الحدود، مع ثلاث فرق من جنود الاحتياط من حرس الحدود، تم توزيعهم على المحاور الرئيسية التي قد تشهد اندلاع مواجهات أو اشتباكات خلال مرور المسيرة التي تحمل الأعلام الإسرائيلية.
وتم نشر رجال شرطة بالزي الرسمي إلى جانب زرع أفراد منهم بشكل سري في البلدة القديمة ومحيط الحرم، لإلقاء القبض على من يقول بأعمال شغب، ومن المتوقع انطلاق مسيرات الأعلام الإسرائيلية في عدة مدن، منها يافا وريشون لتسيون واللد ومدن أخرى.
بدء المسيرة
منذ مساء أمس السبت، سار عشرات اليهود حاملين الأعلام الإسرائيلية في البلدة القديمة وفي سلوان- مدينة داوود.. من جانبهم، علق المقدسيون الأعلام الفلسطينية وأطلقوا الهتافات في أنحاء القدس الشرقية.
ووصل منذ ساعات الصباح اليوم الاحد العشرات من اليهود إلى باحات الأقصى باتجاه المصلى القبلي، يرافقهم رجال أمن، فيما تجمع العشرات من المسلمين في الأقصى للتعبير عن غضبهم من المسيرة التي وصفوها بالاستفزازية.
بوحسب التقارير، تسمح الشرطة الإسرائيلية اليوم لليهود بالتوافد إلى داخل باحات الحرم، كما تمت الموافقة لعضو الكنيست إيتامار بن غفير، رئيس حزب عوتسما يهوديت المتطرف، بدخول باحات الأقصى.
استنفار أمنى
قالت الشرطة الإسرائيلية إنها مستعدة للتعامل مع أعمال الشغب، أو إطلاق الصواريخ من قطاع غزة خلال المسيرة، كما حدث العام الماضي، بالتوازي مع البدء بعملية "حارس الأسوار"، كما تم وضع خطط لهروب المشاركين في المسيرة باتجاه طرق للهروب والاحتماء، بحال سمع دوي صفارات الإنذار التي تحذر من سقوط صواريخ.
كما تقرر تحديد عدد المتوافدين اليهود إلى باحة الحائط الغربي حائط المبكى (البراق) من خلال توزيعهم على دفعات، بالتعاون مع مؤسسة تراث الحائط الغربي، حتى لا تتكرر كارثة ميرون إثر انهيار الجبل بالمصلين، والتي تسببت في مقتل أربعين شخصا جراء التدافع والاختناق.
نتنياهو يدعم وحماس تهدد
قال رئيس المعارضة ورئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، في مراسم عقدت على شرف لوبي الضغط لصالح القدس: رفضنا إلغاء مسيرة الأعلام التي تقام سنويًا ورفضنا الانصياع لتهديدات حماس بإلغاء المسيرة.. لقد كانت السياسة واضحة، في عهد الحكومة التي كانت برئاستي، ولكن اليوم هناك من يشعرون بأنهم يمتلكون القدس"، وأضاف نتنياهو: "يجلس داخل الحكومة الحالية وزراء يعتقدون أنه لا ينبغي رفع الأعلام الإسرائيلية في وسط القدس.. بل إن وزيرة في الحكومة قالت إن مسيرة الأعلام في القدس تعتبر استفزازًا".
بينما تواصل حماس تهديدها، إذ دعا خالد مشعل، رئيس حماس، أمس السبت، "أعضاء الأمة العربية والإسلامية" إلى الخروج في يوم غضب، بالتوازي مع المسيرة، وقال مشعل: "يجب أن نقوم بعمل عظيم حتى يفهم الاحتلال وأنصاره أن الهجوم على الأقصى سيسبب زلزالا".
وزعم أيضا أن إسرائيل ربما تخطط للسيطرة على الحرم القدسي غدا أو في الأيام المقبلة.
يذكر أن إسرائيل رفضت طلبات عدد من الدول العربية إضافة إلى مسئولين في الإدارة الأمريكية، لإعادة النظر في تغيير مسار المسيرة، وأعلنت عن أنه سيتم المحافظة على المسار ذاته، المخطط له، والذي يشرع للمحتفلين دخول البلدة القديمة من باب العامود، فالأقصى انتهاء بباحة حائط المبكى.