الفلاح الكفيف بالفيوم: أزرع أرضى بنفسى وأتمنى توظيفى ضمن الـ5% (فيديو)
رصدت عدسة «الدستور» فلاح فيومي يتحدى الظروف، ويقهر ظلام العين، للكفاح والعزيمة والإصرار.
التقينا بالفلاح الكفيف «سامي عيد عبدالواحد»، البالغ من العمر 42 عامًا، مقيم بقرية سيلا التابعة لمركز الفيوم أثناء عمله بالمنجل لحش البرسيم، كعامل باليومية.
ومن جانبه، قال «سامي»: «أنا من مواليد قرية سيلا اتولدت بعين واحدة والعين الأخرى كفيفة، وفضلت على هذه الحالة حتى عمر 19 عامًا، وبعدها جاء لي فصل في الشبكية في العين السليمة، وحاولت اتعالج لكي يرجع لي البصر لكن الإمكانيات لا تساعد، أنتمي لأسرة ريفية بسيطة، ولدي العديد من الأشقاء بالإضافة إلى مسئولية والدي، وبدأت أتأقلم على ظلام الدنيا بعد ما فقدت عيني الوحيدة، لكن كانت عندي عزيمة وتحدي مثل أي شاب وألا أستسلم، وكنت من صغري بساعد والدي على الفلاحه فصممت أكمل عملي».
وأضاف لـ«الدستور»: «في البداية كانت صعبة أن أعمل وأنا كفيف، وتعرضت لعدة إصابات أثناء حش المزروعات، لكن بالعزيمة والإصرار أصبحت أكفأ فلاح بالقرية بمهارتي السريعة في حش المزروعات، إذ يصل أجري اليومي من 50 جنيهًا لـ75 جنيهًا».
وتابع «سامي»: «دخلت في جمعيات حتى تزوجت بإنسانه تراعي ربنا، وأنجبت 3 من الأبناء فتاة و2 من الذكور، البنت أصبحت عكازي ونور عيني، والآن هي في الصف السادس الابتدائي، وهي مرافقتي أثناء العمل بتوصلني لمكان الأرض الزراعية المطلوب مني حصادها وترجعني تاني للمنزل، وعندي صبي في الصف الثالث الابتدائي والصبي الآخر ما زال صغيرًا، بحاول أن أجعلهم يكملوا تعليمهم علشان عقولهم تنور».
واستطرد: «لا أنسي فضل والدي وخوفه عليا، ودائما بيكون معي أثناء العمل وبيرفض أن أعمل في الأعمال الخطرة»، موضحًا أنه مقيم مع والده في منزل العائلة ليرعاه.
وأتم «سامي»: مطلبي الوحيد أن يتم توظيفي في أي مكان تابعة للحكومة ضمن الـ5%، لكي أتحصل على معاش وبطاقة تأمين صحي ومرتب شهري أستطيع من خلاله أن أتكلف بمصاريف أولادي وتعليمهم، مضيفًا: «أتحصل على معاش كفالة وكرامة مبلغ 400 جنيه شهري فقط، لا يكفي وسط ارتفاع الأسعار ومصاريف الأكل والشرب والملبس والعلاج».
لينك البث المباشر