على طريقة خبراء التنمية البشرية.. كيف تتقبل ما يزعجك فى حياتك؟
لا صوت يعلو فوق صوت العودة إلى العمل، فبعد إجازة العيد التى تجاوزت الثمانية أيام، يتسبب العودة مرة أخرى للمكتب لإصابتك بالكثير من السلبية، الأمر الذى يشكل خللًا فى الإنتاج.
تطرق الدكتور ديفيد هوكينز، والحائز على دكتوراه فى الطب، معروف على نطاق واسع فى مجالات أبحاث الوعى والتنمية الذاتية، على هذه النقطة فى كتابة «السماح بالرحيل»، حيث يشرح آليةً بسيطةً وفعالةً يستطيع المرء من خلالها أن يتخلص من العوائق التى تحول بينه وبين الاستنارة الفكرية وأن يتحرر من التفكير السلبى فى كل مجالات حياته بالإضافة إلى العمل.
وكان الهدف الرئيسى لهوكينز، على مدار سنوات من ممارسة علم النفس والتنمية الذاتية، أن يجد أكثر السبل فعاليةً لتخفيف معاناة الإنسان بكل أشكالها، هذا الكتاب لمن يريد أن يعرف أكثر عن نفسه ومشاعره ومكامن الضعف والقوة، فهو لطبيب نفسى اختبر التعامل مع الكثير من الأمراض والمشاكل الحياتية قبل اكتشافه لطريقة السماح بالرحيل.
كيف تتقبل ما يزعجك ثم تطلقه ليرحل؟
يسهم الكتاب فى جعلنا نفهم كيف نشعر، وكيف نراقب ما هو خلف تصرفاتنا وانفعالاتنا من مشاعر، ولماذا نحن فى حاجة للتخلص منها، وما الذى يجعلنا نصاب بأمراض مقلقة وخطيرة، فالأمر يشبه أن يكون لديك طفل مشاغب ويتسبب فى العديد من المشاكل وفى كل مرة تنهره يزداد عندًا ومشاغبة وهو لا يعرف أنك تتصرف هكذا حبًا وخوفًا عليه، بل يتصور أنك تكرهه.
يشرح الكاتب، الكثير مما نواجهه فى الحياة والعمل والتعامل مع الأبناء، مع تقديم الحلول ببساطة، فالسماح بالرحيل يساعد الشخص فى تطوير سلوكه، فالسماح التدريجى برحيل مشاعر سلبية، كالقلق يساعد الشخص أن يصبح أكثر واقعية، حيث يقسم هوكينز كتابة لعدة أجزاء كل منها يكمل الآخر.
آلية التخلى عن المشكلات:
«السماح بالرحيل يمكن أن يجعلك حرًا فى أى مكان وفى أى وقت».. يفترض الكاتب داخل كتابه فرضية أن أمرًا ما يشغلك، فيتسبب فى انفعالك، فهناك ثلاث طرق نتعامل بها مع مشاعرنا وهى القمع والكبت، وهذا بناء على الأسلوب المعتاد للتعامل مع المشاعر، والكبت يعنى الإنكار بوجود تلك المشاعر.
كما أن الهروب من الطرق، وهى تعنى الاعتراف بوجود تلك المشاعر، ولكن تحاول الفرار منها بأى طريقة تشتت تركيزك معها، وأخيرًا التعبير، وهو التعامل مع الشعور والإفصاح عنه.
العلاقة بين العقل والجسد:
«الجسد ينفذ كل ما يخزنه العقل».. يرى هوبكنز أن العقل عبارة عن خزانة كبيرة للإنسان، التى تحتاج من وقت لآخر تفريغها من الطاقة السلبية، وهذا يسهم فى حماية الجسم من الأمراض والمشاكل الصحية فيما بعد.
يمكن قياس عواطفك مهما كان مستوى الوعى أو العاطفة الذى تتواجد فيه حاليًا، حيث يعرف العقل الباطن للناس ما تشعر به وما تفكر فيه، فمع تجربة السلام الداخلى تأتى بإيجابيات على الصعيد المهني.