انهيار أسرة عريس الإسكندرية أثناء وداعه.. توفى يوم خطبته وميلاده (لايف)
«تحول الفرح إلى مأتم والزغاريد إلى صراخ وبكاء وعويل» ذلك المشهد الذي أصبح عالق في الأذهان بمحافظة الإسكندرية، والتي باتت في يوم حزين بعد أن توفى شاب في مقتبل العشرينات في يوم خطبته الذي توافق مع يوم ميلاده.
جنازة تجمع بها المئات من أهالي العجمي والدخيلة في وداع عريس الإسكندرية، عقب وفاة مصطفى مجدي وشهرته الإسباني، الشاب العشريني، في يوم خطبته برصاصة طائشة أثناء الاحتفال بخطبته مع الأصدقاء قبل أن يذهب لاصطحاب خطيبته للفرح، ليصاب الجميع بذهول وصدمة.
أجرت الدستور بثًا مباشرًا مع أسرة مصطفى مجدي « عريس الإسكندرية» من داخل منزله بمنطقة الكيلو 21 بحي العجمى.
بمنزل الأسرة تجمع أشقاء مصطفى الخمس، وأصدقائه، يستقبلون المعزين من الجيران والأهل والأصدقاء، ومن حرصوا على تقديم واجب العزاء في عريس الإسكندرية الذي حزنت لوفاته المدينة بأكملها.
ببكاء وانهيار شديد تحدث محمد مجدي شقيق مصطفى الأكبر عن شقيقه، والذي كان بمثابة أبنه الذي رآه يكبر أمام عينيه يومًا بعد يوم حتى صار شاب وعريس في سن الـ 21عامًا.
وقال لـ« الدستور»: « مصطفى كان سابق سنه، محترم وخلوق، وبيحب كل الناس والناس بتحبه بسبب جدعنته مع الكبير والصغير»، مضيفًا أنه كان يرى في شقيقه الإحساس الدائم بالمسؤولية، وكأنه أراد أن يكون يشعر بالجميع في سنوات عمره القليلة، لذا كان محبوب من الجميع وخاصة والدته التي كان أكثر أبنائها قربًا لها ولقلبها.
واستكمل شقيقه أحمد مجدي الحديث، أن مصطفى كان يريد الجميع يتواجد في خطبته، قائلًا: « جمع كل حبايبه، وحتى احنا أخواته جه عزمنا وضحك معانا وقالنا عزمتكم على فرحى أهو، كان عاوز كل الناس تكون موجودة في اليوم ده».
وتابع أن حب الناس لمصطفى ظهر في جنازته، والتي كانت جنازة مهيبة تجمع فيها المئات لوداع عريس الإسكندرية إلى مثواه الأخير، ورغما عن الألم والحزن الذي نشعر به، إلا أن كم الرحمات والدعوات هو عزائنا، فمن يعرفه أو لا يعرفه ترحم عليه، وكل من يعرف عنه خير تحدث به.
وأوضح صديقه « زيزو» أنه كان معه حتى آخر وقت، وهو يرتدي بدلة الفرح، وكان سعيد للغاية، وظل يرقص في البلكونة، ولا يريد النزول من منزله، والجميع كان ينتظره، مشيرًا إلى أنه أثناء ركوبه السيارة خرجت طلقة طائشة أثناء الاحتفال أصابته، وتم نقله إلى المستشفى وتوفي في الحال.
وأضاف ل« الدستور» أنه بمثابة أخ له وليس صديق فقط، حيث كان لا يفترق عنه، ومعه في كل وقت، متابعا أن مصطفى أراد أن يكون يوم خطبته هو يوم عيد ميلاده للاحتفال ولكن القدر كان أقوى وكان هذا اليوم هو يوم وداع الأخ والصديق.
وأشار أحد الأصدقاء أن مصطفى كان يعرف عنه حب الخير في السر والعلن، وكان له أعمال خيرية كثيرة، برغم صغر سنه، وأنه شاب صغير ولكن كان أكبر من سنه، وكان يحب العمل، ويجتهد لكي يحقق كل ما يحلم به، لافتًا إلى أن حبه للجميع ظهر في يوم الجنازة بتواجد المئات في جنازته والجميع كان يبكي على فراقه.
بداخل حجرة منزلها استقرت والدة مصطفى، تكتسي بالملابس السوداء، حزنًا على نجلها، وقد ألهمها الله الهدوء والسكينة، وبأعين تزرف الدموع تروي كيف كان نجلها يمازحها دائمًا، وتصف سعادته البالغة في يوم خطبته.
« مصطفى كان حنين عليا أوي، كنت بحبه زيادة، عشان كان بيغيب ف شغله كتير، بيحب الشغل وعاوز يكون نفسه، وراجل من صغره»، متابعة أنها كانت تدعو له باستمرار، والآن له الدعاء بالرحمة والمغفرة وأن يعوضه الله بالجنة.
وأضافت: «شوفت كل الناس اللي بتحب مصطفى في الجنازة، وهو كان رايح قبره كأنها زفة، الكل كان بيترحم عليه، وانا مش عاوزة غير ان الناس كلها تدعيله بالرحمة وتدعيلنا بالصبر على فراقه».