فلسطين: تحويل القدس لثكنة عسكرية لحماية مسيرة الأعلام يثبت فشل الاحتلال فى ضمها
أكدت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، اليوم الخميس، أن تحويل القدس إلى ثكنة عسكرية تحت شعار "حماية مسيرة الأعلام" يُسقط أية شرعية مزعومة للاحتلال في القدس، ويثبت من جديد أن القدس الشرقية مدينة محتلة وجزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية.
وذكرت الخارجية- في بيان صحفي- أن ذلك يبرز أيضًا عمق أزمة الاحتلال وفشله الذريع في ضم القدس، خاصة في ظل الصمود الأسطوري للمقدسيين وحفاظهم على جميع مظاهر عروبة القدس وهويتها وانتصاراتهم المتواصلة في الدفاع عن القدس ومقدساتها، والتي كان آخرها انتصارهم في معركة رفع العلم الفلسطيني في ربوع العاصمة المحتلة وتحديهم للاحتلال في تشييع الشهيدة شيرين أبوعاقلة والشهيد وليد الشريف.
وأدانت الوزارة إصرار الحكومة الإسرائيلية على المضي فى تنظيم ما تُسمى (مسيرة الأعلام) في القدس، وتعتبرها جزءًا لا يتجزأ من تصعيد العدوان الإسرائيلي على المدينة المقدسة ومواطنيها ومقدساتها، وتحديًا سافرًا للمطالبات والمواقف الدولية والأمريكية الهادفة لوقف التصعيد وتهدئة الأوضاع، مؤكدة أن هذه المسيرة وغيرها من أشكال عدوان الاحتلال على القدس محاولة لتصدير أزمات هذه الحكومة إلى الجانب الفلسطيني وعلى حساب الحقوق الفلسطينية.
وحذرت الوزارة من استمرار التحشيد الممزوج بخطاب الكراهية والعنصرية الذي تقوم به الجماعات اليهودية المتطرفة لتجميع أكبر عدد ممكن من المتطرفين اليهود، للمشاركة في مسيرة الاحتلال والاستفزاز والتخريب داخل أحياء وشوارع وأزقة القدس المحتلة وبشكل خاص بلدتها القديمة، وما يرافق هذا التحشيد من دعوات خطيرة لاستباحة المسجد الأقصى المبارك.
وأشارت إلى أن هذا التحشيد الإرهابي الظلامي ليس بعيدًا عن السياسة الاستعمارية التي ينشغل الاحتلال في تكريسها يوميًا في المسجد الأقصى المبارك عبر الكثير من الإشارات اللافتة والماثلة بشكل فاضح، كحصار المسجد الأقصى والتمهيد التدريجي لتغيير الواقع التاريخي والقانوني القائم، ومحاولة الجماعات اليهودية المتطرفة تحويل مشاهد أداء الطقوس التلمودية في باحات الأقصى إلى مشاهد مألوفة تترافق مع كل عملية اقتحام، وجعل اقتحام الحرم جزءًا أساسيًا في برنامج (المناسبات الوطنية) في دولة الاحتلال، وهو ما شهدناه خلال الاحتفال بيوم تأسيس دولة الاحتلال، وهو ما نشهده أيضًا هذه الأيام فيما يتعلق بإحياء الاحتلال يوم (توحيد) القدس بعد احتلالها أو ما يعرف بـ(يوم القدس).
وحملت الخارجية الحكومة الإسرائيلية المسئولية الكاملة والمباشرة عن نتائج وتداعيات هذه المسيرة الاستفزازية، وترى أنها تعكس حقيقة التبني الإسرائيلي الرسمي غير المحدود لجميع أشكال الاعتداءات الاستيطانية التهويدية التي تتعرض لها الأماكن المقدسة كسياسة حكومية معتمدة، مؤكدة أن السياسة الاستعمارية الاستفزازية التي ينفذها الاحتلال ضد القدس ومواطنيها تُهدد بدفع ساحة الصراع نحو مربعات حرب دينية لا يمكن توقع نتائجها وتداعياتها.